هؤلاء هم الجنود..

04.06.2022 10:42 AM

وطن:كتب الكاتب الصحافي الاسرائيلي جدعون ليفي مقالا في صحيفة هارتس تحدث فيه عن غياب اي عقاب على الجرائم التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها ما يؤدي لاستمرار هذه الجرائم، قال فيه:

كلما ظهرت قصة عن جريمة اخرى ارتكبها الجيش في المناطق (أمس قصة هاجر شيزاف عن الطفل الذي اطلقت النار على ظهره في الخضر، وغدا القصة التي سنقدمها عن اطلاق النار على شاب في الركيز)، تسمح على الفور صافرة التهدئة: هؤلاء ليسوا الجنود. هم غير مذنبين. لا يمكن أن نلومهم. هذا هو الوضع. حسنا، هؤلاء هم الجنود. يمكن ويجب، ليس فقط لومهم، بل ايضا يجب تقديمهم للمحاكمة ومعاقبتهم على جرائمهم. رفع المسؤولية والتهمة عن الجنود هو وسيلة اخرى لابقاء الجرائم يتيمة، ومن نفذوها ابرياء، وكل المجتمع يشعر بأنه على حق.

في اساس الادعاء بحصانة الجنود يقف الافتراض بأن جنود الجيش الاسرائيلي يتجندون وهم جميعا جنود مدللون. هم شباب ابرياء يعتقدون بأنهم يتجندون في جيش الخلاص. اتباع مهاتما غاندي. تلاميذ ينوش كورتشاك. الزعرنة والعنصرية وكراهية العرب والعنف هي امور غريبة عليهم في البيت وفي المجتمع الذي تربوا فيه وفي المدرسة. هم كانوا طاهرين عندما جاءوا الى الجيش، وكانوا يحبون العدل والاخوة والسلام. بعد ذلك تجندوا في الجيش، وعالمهم انقلب عليهم مرة واحدة. هم تحولوا الى وحوش بشرية، وحوش يطلقون النار على الاطفال ويركلون الشيوخ ويستفزون الكلاب ويعتدون على المعاقين. هم بالتحديد الضحايا، اذا لم تفهموا ذلك. هم غير مذنبون بأي شيء، حتى عندما يطلقون النار على الابرياء، وحتى لو فعلوا ذلك بدون أي سبب مثلما يحدث هذا الامر بشكل متواتر مدهش.

من هو المذنب اذا؟ الذين ارسلوهم الى هناك. القادة هم المذنبون، لكننا لن نقدمهم للمحاكمة بسبب ما فعله الجندي العادي التابع لهم، الذي كان فقط جنديا استثنائيا اخطأ. جيد، السياسيون هم المذنبون. من منهم؟ هل رئيس الحكومة الحالي ووزير الدفاع الحالي؟ ما الذي تريدونه منهما. ايضا هما وجدا انفسهما في الوضع الذي حصلوا عليه كهدية من اسلافهما. يجب البدء بأسلافهم. موشيه ديان مذنب، اسرائيل جليلي مذنب، يغئال الون مذنب، ونصل الى دافيد بن غوريون والى الملك داود، والجريمة ما زالت تتثاءب بيتمها. اذا ربما هو الوضع؟ هذا الوضع غير ممكن، قوة عليا، قدر من السماء. وفي النهاية لا يوجد من نتهمه ولا يوجد ما نتهمه به.

عودة الى الحقيقة. جنود الجيش الاسرائيلي ينفذون كل يوم جرائم خطيرة، بعضها فظيع حقا، حتى اليئور ازاريا ومنذ اليئور ازاريا هذه الجرائم بقيت يتيمة بمستوى لا يصدق. لا يوجد مذنبون بأي شيء. لا توجد مسؤولية عن أي شيء. يمكن أن تقتل وتذبح وأن لا تقدم للمحاكمة. عدم الاتهام وغياب اهتمام الجمهور. ايضا عندما يطلقون النار مثل المجانين، عشرات الرصاصات على طلاب اشتبهوا بأنهم رشقوا الحجارة. ايضا عندما يقومون بتوجيه نار القناصة الى سيارة فيها نساء، وايضا عندما يقومون بفتح باب سيارة مسافرة ويطلقون النار ويقتلون ويواصلون الطريق. ايضا عندما كل مريضة نفسية تحمل سكينا يتم اعدامها حتى بدون أي محاولة لوقفها. هم غير مذنبين بأي شيء. هم يقتلون، واحيانا مع سبق الاصرار. وهم يقفون فوق كل اشتباه، محصنين اكثر من اعضاء الكنيست. جنود الجيش الاسرائيلي هم الاكثر حصانة في دولة اسرائيل، وهم الذين يتفوقون حتى على المستوطنين. عمليا، مسموح لأي جندي فعل أي شيء في المناطق، باستثناء سرقة عشرين شيكلا لشراء الكوكاكولا. على هذه المخالفة سيتم تقديمه للمحاكمة في الجيش الاخلاقي الذي يحرصون فيه على الامور الصغيرة قبل الامور الكبيرة.

من السهل تغيير منظومة هذه القيم المريضة. يجب البدء بالجنود، المنفذون المباشرون للجرائم. بالضبط مثلما في عالم الجريمة فانه لا يوجد تهاون مع القتلة المأجورين الذين تم ارسالهم من قبل آخرين، يجب وقف اسلوب كل شيء بالمجان للجنود في المناطق. حياة الفلسطينيين مهمة. من يسلبها بسهولة مثيرة للاشمئزاز كهذه مثلما يحدث في الاشهر الاخيرة، يجب أن يعاقب. قوموا بارسال جندي الى السجن لمدة طويلة بسبب قتل طفل لم يفعل أي شيء، أو بسبب تحويل راعي اغنام الى معاق طوال حياته، أو بسبب قنص قاتل لصحافية، عندها الجيش سيقوم بتغيير وجهه. ايضا الوضع الامني سيتحسن، بالمناسبة.

 

تصميم وتطوير