الشطرنج.. رياضة عقلية تنتشر بشكل واسع بين الشباب في غزة
غزة – أروى عاشور- وطن: في إحدى مقاهي غزة، يجلس الطفل يوسف كنعان ذو الـ 7 أعوام، على أحد الطاولات برفقة والده ومدربه محدقا في لعبة الشطرنج ليحاول بكل قواه العقلية المحافظة على سلامة الملك والوزير، والفوز في جولات متتالية في اللعبة.
يقول الطفل يوسف إنه يهوى لعبة الشطرنج من نعومة أظافره نظرا لرؤيته لوالده بلعب الشطرنج في البيت والمقاهي والمشاركة في الأندية المحلية، حيث كان لوالده الدور الأكبر في تطوره المستمر وقدرته على المنافسة في المسابقات.
ويضيف يوسف إنه أحب لعبة الشطرنج لأنها لعبة الملوك والأذكياء، حيث أنه يطمح أن يصبح بطلا لهذه اللعبة في المحافل المحلية والعالمية.
وتقوم لعبة الشطرنج على حماية الملك، فإنه أهم قطعة في اللعبة، فجميع الجنود بالإضافة إلى القلعة والحصان والجنود في الصف الأول، على استعداد كامل في المعركة لحماية الملك، والدليل على ذلك أنه قادر على الحركة في جميع الاتجاهات في اللعبة.
أما اللاعب محمد عاشور، يقول لوطن إنه بدأ مشواره في لعبة الشطرنج في عام 2001، حيث حصل على بطولة الجامعات الفلسطينية على مدار 3 أعوام متتالية، ويعمل الآن مدرب معتمد للعبة الشطرنج بالإضافة إلى كونه محكم وطني لمباريات الشطرنج التي تخضع تحت إطار الاتحاد الفلسطيني للشطرنج.
ويكمل عاشور إن حبه وشغفه للعبة الشطرنج دفعه للاستمرار في مجال التدريب لمن يرغبون في ممارسة اللعبة، حيث أنه من حصل على إشارة التدريب الدولية في فلسطين للاتحاد الدولي للشطرنج.
ويصف عاشور لعبة الشطرنج بأنها تستحق أن تقضي وقتك الفراغ للعبها حيث أنها لا تعتمد على الحظ إنما على الذكاء والتخطيط، إضافة إلى أنها تعطي أجواء أسرية جميلة ومتعة، مشيرا إلى أن المشاركة في البطولات يحتاج الكثير الجد والاجتهاد والممارسة لفترات طويلة.
بدوره، قال الناطق الإعلامي لاتحاد الشطرنج الفلسطيني، سمير كنعان، إنه بفضل جهود الاتحاد استطاعت لعبة الشطرنج أن ترى النور في قطاع غزة، حيث أصبحت منتشرة بين أوساط الشباب بشكل لافت في الآونة الأخيرة.
أضاف كنعان إنه لوحظ أيضا بشكل غريب على المجتمع الغزي انضمام عدد من الفتيات في المباريات والأندية الخاصة بالشطرنج، معتبرا أن رياضة الشطرنج مهربا ومنفذا للشباب الفلسطيني في أوقات فراغهم في الآونة الأخيرة.
وحول مميزات هذه الرياضة، يضيف كنعان لوطن إن الشطرنج تمني لدى اللاعب الصبر والتخطيط السليم واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، إضافة إلى تقوية الذاكرة، وتنشيط خلايا الدماغ، حيث تعطي للطفل اللاعب الهدوء والتركيز نحو الطاقة الفكرية.
ويبين أن كنعان من أهم علامات نجاح الاتحاد الشطرنج الفلسطيني في نشر هذه الرياضة هو أصبح لدينا 16 نادي في الجمعية العمومية للاتحاد، لافتا إلى العديد من العقبات التي تواجه اتحاد الشطرنج والتي من أهمها ضعف عدد المشاركات في المباريات الخارجية.
ويكمل كنعان إنه على الرغم من العقبات، استطاع أبطال الشطرنج غزة المشاركة في المحافل الدولية على مدار سنوات متفرقة محلية وعالميا في العراق والهند وجورجيا بالإضافة إلى أولمبياد العام.