المسن محمد زاهدة "صانع الفلافل".. صامد في البلدة القديمة بالخليل منذ ستة عقود

مدينة الخليل- ساري جرادات- وطن: منذ ست عقود والحاج محمد زاهدة (75 عاماُ)، يواظب على العمل في مطعمه المتواضع وسط البلدة القديمة في مدينة الخليل.

إلى اليمين في الطريق نحو الحرم الإبراهيمي، يستقبلك الحاج زاهدة بدعوتك لتناول رغيف من ساندويش فلافل يختلط طعمه بكيمياء المكان، ويأخذك التأمل في سحر بناء المكان نحو صفاء ذهني لا يتوقف.

وبخطوات ثابتة وبطيئة، يعد الحاج زاهدة فلافله للمقبلين على زيارة البلدة القديمة، رغم تراجع الأعداد مع عدد السنوات، إلا أنه بقي ثابتاً على فتح مطعمه طيلة الوقت.

يقول الحاج زاهدة إنه قبل نحو عقدين، كان يتوجه لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي ثم يتوجه لفتح مطعمه ويبدأ باستقبال الزوار، كانت الحياة جميلة لكن المشهد البصري تلوث بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على البلدة القديمة في مدينة الخليل.

ويشير الحاج زاهدة أنه يبدأ عملية إعداد الفلافل بشكل يومي عند الساعة التاسعة منذ سنوات، وينتظر رزقته المكتوبة، دون أن يفكر في إغلاق مطعمه أو نقله لمكان آخر بسبب تراجع الحركة الشرائية في البلدة القديمة في مدينة الخليل.

وتعلم الحاج زاهدة صناعة الفلافل من والده في مدينة القدس، لجأ بعدها في نقل التجربة في محل يملكه أجداده في مدينة الخليل، وعلم أولاده صناعة الفلافل، وباتوا يمارسونها بين الوقت والآخر.

ويبيع الحاج زاهدة بالإضافة للفلافل العصائر الباردة ويقدم قهوته بالمجان لكل قاصدي البلدة القديمة، ولا يدخر جهدا في تعريف الناس بمعالم البلدة وجغرافيتها وتاريخها.