ما هو الموقف الاسرائيلي من نبوءة الشيخ بسام جرار؟

26.05.2022 05:54 PM

 

كتب: طارق الشرطي

ان ما يتم تتداوله بالآونه الاخيرة على مسمعنا هو التتبع  وبمختلف الاطياف للعام 2022 وما لها من ترقب لنبوءة الشيخ بسام جرار للتحقق من حدوثها أو لعكس -زوال (دولة) الكيان الاسرائيلي-، ولن أخوض كثيراً في هذا التحليل، فكثيرٌ يؤيدها او يعارضها وكلاٌ له مبرراته، وكذلك من يتمنى زوالها أو من يرجوا حفظها وبقائها، ليس كشعب محتل فحسب وانما ايضا ممن له المصالح الدنيوية، سواء على المستوى الشخصي او الرسمي والدولي، ومنهم فئة ليست بالقليلة من القوميات العربيه بمختلف  الديانات، وهنا يطول الحديث عن هذا الجانب وتحليله وابعاده.

لا بد للاشارة الى تساؤل هام جدا، هل يُعقل ان (اسرائيل ) لم تتابع النبوءة  وبحثت بها؟ فهي لا تغفل عن قضية بالعالم فكيف وهي صلب النبوءة ؟! نحن نعلم جيدا بإن  الطبيعة الاسرائيلية دائمة البحث والعمل للتصدي لأي محاولة للمقاومة للحفاظ على كيانها، فهي لا تترك شيئا الا وتقوم بمتابعتة ودراسته وبكل الاتجاهات، بل وانها تخصص جزءا هاما بالبحث لأي أمر يتعلق بأمنها ووجودها، سواء على الصعيد الفلسطيني  الداخلي او الدولي، وتزرع لها مرابط القوة والسيطرة على المستوى الدولي، فهي متغلغلة في معظم مراكز صنع القرار التي قد تتأثر به، سواء عسكريا او اقتصاديا او اعلاميا ..الخ ، لنتساءل: هل يعقل ان اسرائيل لم تعطي اهتماما لنبوءة الشيخ بسام جرار وتقوم بدراستها من قبل المختصين؟ ونحن نعلم جيدا ان لها مراكز دراسات وابحاث ومن اكثرها كفاءة ومتابعة، فلماذا لم نسمع موقفها بوضوح من تلك المسألة؟ خصوصا بالوقت الذي يُخيّم على العالم رائحة الحروب، سواء الروسية - الاوكرانيا وما يتم تداوله من تحليلات لتبعات تلك الحرب والتي قد تصل لحرب عالمية ثالثة وكذلك تنامي لقوى المقاومة وتطور امكانياتها، بالاضافة الى احتدام الصراع والمناكفات الايرانية–الاسرائيلية بأشكالها المتعددة، كالبحرية والحرب السيبرية الإلكترونية كذلك تعدد الاغتيالات  خارح وداخل ارضها (ايران)  والاستهداف الاسرائيلي لها في الاراضي السورية بالمقابل محاولة ايران بالرد باذرعها بالمنطقة وتهديداتها المستمرة بمسح الكيان.

غالباً ودون ادنى شك انها تتابع وبكل اهتمام لتلك النبوءة، لذلك نحن امام اجابتين، الحالة الاولى : انها وجدت قوة طرحه والإحتمالية العالية جدا لحدوثها،  فحتما ستسعى جاهدة لأنقاذ نفسها من السقوط،  وستعمل بكل ما يمكن عمله للنجاة بشعبها والبحث عن الخيارات  لتفادي اكبر الضرر، كتلك الخطوات التي يتم تتداولها على المستوى الفردي وما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي، كالرغبة الاسرائيلية بإيجاد المكان البديل حال حدوثها، ودعوة شعبها لشراء جزر في اليونان، وضرورة وجود جنسيات لدول اخرى لشعبها ليتمكن من مغادرة البلاد واللجوء اليها في حال حدوث طارئ، بالاضافة لما يتم تداولة حول قصة اوكرانيا ودلالات انها الوطن القومي البديل لهم ( جزء من النبوءة)، .

يتداول العديد من الشعب الاسرئيلي لذلك الخطر، سواء من عامة الشعب او من شخصيات اعتبارية، ولربما اهمها كان تصريح ايهود باراك حيث اعرب عن "مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين"، او حتى ناتوري كارتا عندما سئُل عن خوفه من اقامة دولة لليهود فقال: "هذا يعني نهاية اليهود على الأرض، مهما كانت قوتهم المالية في أميركا أو أوروبا فغضب الله سيحل علينا"، وغيرها من الشواهد.

هنا، وبهذه الحالة فإن اسرائيل تلتزم بعدم التعليق عم يثبت لها من صدقها (النبوءة)، لان الاعلان او التعليق علىيها يتنافى مع وجودها ومع صمود شعبها امام الهروب من الكيان الزائف ومن تماسك الجبهة الداخلية، وغالبا هذه الاحتمالية الاقوى.

الحالة الثانية: انها مطمئنة و وجدت ما يتنافى مع تلك النبوءة او احتمالية حدوثها وامكانية تلاشي هده الاحتماليه ضمن خطوات نقوم بعملها، ورسم السياسات والخطوات لتي تحميها من ذلك ضمن علاقاتها الدولية وضمن السياسات الداخلية والدفاعية، لكن يبقى هذه الاحتمالية الاقل توقعا، لكانت قد وجدت  واعلنت ما يدحضها، ولبادرت مباشرة بالاعلان عن دحضها لتطمئنة شعبها لزيادة  تماسكه وعدم ابقائة بحالة من عدم اليقين وبدئه بالتفكير بمغادرة الكيان والهروب الى الخارج.

في هذا السياق، أن التنبؤات الإسرائيلية عن إسرائيل وانهيارها وهزيمتها من الداخل تصدر عن تيارات فكرية مختلفة، إذ يوجد بين المتنبئين من هو مثل بيني موريس الذي يرى "أن الإسرائيليين ضحايا تتربص بهم الأمم، ويوجد آخرون يرون أنهم مذنبون يكتبون تلك النهاية "المأساوية" بأيديهم، وعن الأفق الزمني لهذا الانهيار يقول موريس إن "الفلسطينيين ينظرون إلى كل شيء من زاوية واسعة وطويلة الأمد، ويرون أن هناك خمسة أو ستة أو سبعة ملايين يهودي هنا في هذه اللحظة، يحيطهم مئات الملايين من العرب وليس ثمة ما يدعوهم للاستسلام لأن (الدولة اليهودية) لا يمكن أن تدوم والانتصار سيكون حليفهم حتما".

فريق ثاني يبرز ؛ فيقول أفراهام بورغ السياسي الإسرائيلي المخضرم ورئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) سابقا، الذي أثار عواصف في الرأي العام الإسرائيلي على مدى سنوات بآرائه وكتبه التي حذرت من توافر أسباب زوال إسرائيل.

يرى بورغ أن إسرائيل بنبذها للديمقراطية وإهدارها للقيم الإنسانية، تأخذ بأسباب الانهيار وتعجل بالنهاية. وكتب بورغ مقالا في العام 2003 لصحيفة غارديان البريطانية بعنوان "نهاية الصهيونية" تحدث فيه عن العواقب الخطيرة للسلوك الإسرائيلي. 

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير