القدرة الخليلة .. تراث عريق يضيف نكهة مميزة لموائد الفلسطينيين

24.05.2022 11:07 AM

مدينة الخليل- ساري جرادات- وطن: لا تزال القدرة الخليلة واحدة من أشهى الأكلات الشعبية الفلسطينية وخصوصا في محافظة الخليل، ويتجاوز عمرها مئات السنين، وبقيت تصنع بذات الطريقة التي تعلمها الأجداد الأوائل خلال فترة الحكم العثماني لفلسطين.

والقدرة هي وجبة يتم اعدادها في قدر نحاسي، يدخل في مكوناتها لحم الخروف أو الدجاج يضاف اليها الأرز ويكون السمن البلدي عماد طعمها الشهي، وتوضع في فرن عربي يعمل على الحطب، ومبني من صخر الحور والملح، وتستغرق اللحوم الحمراء قرابة الساعتين لتكون جاهزة للتناول واللحوم البيضاء تحتاج قرابة الساعة للتناول.

ويشهد قطاع القدرة انتعاشا واضحا في موسم الصيف من كل عام، ويقدمها المواطنون في مناسباتهم كنوع من الكرم والجود والتعبير عن الأصالة في احترام وتقدير الضيف، وبات لها مطاعم خاصة تعنى بصناعتها طوال العام، ويقصد أهالي مدن فلسطين مدينة الخليل لتناولها.

يشير العاملون في مجال القدرة الخليلية إلى أنه تم افتتاح مطاعم خاصة فيها خارج مدينة الخليل، ولكنها لم تكن بنفس الجودة والطعم، على الرغم من أن نفس الأشخاص الذين يطهونها هم من فتحوا مطاعم خاصة فيها خارج جغرافيا الخليل.

ويرجع العاملون في مجال القدرة الخليلة السبب في تراجع طعم القدرة إلى نوع الأرز والخشب والأواني النحاسية المصنوعة منها القدر المستخدمة في عملية الطهي.

يشير الطاهي المختص في صناعة القدرة الخليلية صقر أبو اسنينة إلى أن أول ما تم صناعة القدرة كانت بهدف تقديمها إلى العروسين، وأخذت صدى واسع ومن ثم تزايد انتشارها حتى وصلت لما هو عليه اليوم.

وعمل الثمانيني موسى أبو اسنينة خمسة عقود في صناعة القدرة الخليلية، وورثها لأبنائه واحفاده، ويدير أبناؤه خمسة مطاعم في محافظة الخليل ويعتبرون من أشهر طهاتها في المدينة.

ولفت أبو اسنينة إلى أنه افتتح مطعمين للقدرة في الاردن ومصر، ولكنها لم تكن بذات الطعم الذي يصنعه في مدينة الخليل، مما اضطره لإغلاقهما.

 

تصميم وتطوير