نتائج انتخابات جامعة بيرزيت مخيبه للامال

18.05.2022 10:05 PM

كتب محمود الشيخ: كافة القوى السياسيه  مسؤولة عن نتائج انتخابات جامعة بيرزيت  وقبلها انتخابات  البلديات ونقابة المحامين ،  ولن اقول مع التفاوت في حجم المسؤوليه عن ذلك بل الكل مسؤول، وسيستمر اندحار كافة القوى  السياسيه خاصه القوى التى تدعي انها يساريه،امام حماس في ظل غياب وحدة اليسار من جهه ،  ليأخذ  مكانته الطبيعيه في الساحة الفلسطينيه ان بقي مهجنا وغير واضح الأصول الفكريه والسياسيه ، بعد  اندماجه مع خط الإعتدال السياسي الذى انزل بشعبنا ضربات سياسية قويه لعبت دورا في تعميق الإستيطان وتغول الإحتلال على شعبنا،وساهم في نشر الفساد وترهل القوى وتثبيط عزائم الناس واخرج مئات من كوادر القوى والأحزاب اليساريه من صفوفها ،حتى باتت ضعيفة وهزيله لا حول لها ولا قوه،وزادها سلوك  قياداتها المهادن والتابع لسياسة الإعتدال مما افقد برنامجها  السياسي  قيمته السياسيه والإجتمأعيه،فباتت احزابا بلا برامج ولا اهداف وتابعه لخط الإعتدال الذى دمر قضيتنا وساهم في تعزيز مكانة الإحتلال الإسرائيلي،واتاح لإسرائيل امكانيات التغول والنهب والسلب،ثم شجعها  على طرح  شرط  الإعتراف فيها كدولة يهودية،اي وضعنا خط الإعتدال في خانة التوسل والترجي والإحباط،ثم نلوم اسرائيل على تعاملها معنا بإعتبار ان البلاد ارض  متنازع عليها وخط الإعتدل الفهلوي وقع ووافق عليها،ثم نلوم اسرائيل،وبما ان اليسار في جوهره ضد خط الإعتدال ونهجه واعتباره خطا مدمرا الا انهم وافقوا عليه ودافعوا عنه وتبنوه،ساهم ذلك في حرف اليسار نحو اليمين وقبوله بتهجين خطه بخط الإعتدال السياسي لذلك لم يعد اليسار يسارا،بل خليط من مجموعة مشارب سياسيه وفكريه،فبات مزركشا بألوان باهته،وبإصراره على التمسك باسلوب التهجين لم يعد لليسار  البهجة التى كانت ،بل ذهبت لمعته وبريقه الى غير رجعه .

ان اسلوب التفرد وحتى اليوم في سلطة اتخاذ القرار وسكوت  اليسار والسكوت يعني قبول اليسار بذلك، اساء هو الأخر  لقوى اليسار اذ فهم منه ان سكوته ناتج عن حسابات ماليه وامتيازات اما تنظيميه او شخصيه،ولذلك قبل بواقع  التفرد في سلطة اتخاذ القرار،فأبعدت  تنظيمات اليسار  عن مركز اتخاذ  القرار والتأثير فيه،وغدى  لا حول له  ولا قوه،فتوسعت صلاحيات المتفرد كما توسعت مساحة  حركة حماس وضاقت مساحة نفوذ اليسار  بل واضمحلت مساحته الإجتماعيه  لتتناسب مع اضمحلال مساحة تأثيره  السياسي بين الفئات الإجتماعيه التى ادعى  تمثيلها،فلا بقي  ممثلا  للفئات الشعبيه وعلى رأسها الطبقه العامله ولم  يتمكن من تمثيل الفئات الإجتماعيه الإخرى،فضاقت به  البلاد بما رحبت.  
تعالوا نعاتبكم لماذا سمحتم ان لا تكون السلطة  اداة كفاحية في يد شعبنا،ولماذا وافقتم. على  تهميش ( م.ت.ف ) ولماذا لم  تحاربوا الفساد بمختلف اشكاله  في الساحة الفلسطينية ،بل سكتكم عليه حتى ترعرع ونما وبات يهدد المصالح العليا للشعب الفلسطيني ،لماذا تركتم بل غاب دوركم في معالجة الإنقسام وتركتم اموره للمتطاحنين  على كراسي  السلطه،لماذا  سكتم وكأن انهاء الإنقسام هو مسألة تخص المتخاصمين،ثم لماذا لا يسمع  لكم صوتا في قضية الإجراءات المتخذة من قبل الرئيس  وكأن لا علاقة لكم بالسلطة ولا بالسياسة الفلسطينية ولا يخصكم فيها شيئا وتركتم امورها لحركة فتح وحدها وانتم لا دخل لكم تقفون على رصيف الشارع  متفرجين،ثم لماذا لم تتوحدوا حول القضايا المتفق عليها مثل العمل وبشكل جدي لتنفيذ  قرارات المجلسين الوطني والمركزي ، ولماذا لم تنظموا نشاطاتكم في الهبة  الشعبية العارمه بعد استشهاد شيرين ابو عاقله وهي فرصه كبيره امامكم  ،  امامكم فرصه اعتقد انها اخيره لاعادة بناء تظيماتكم ، على اساس وضوح  هويتكم السياسيه الوطنيه  والطبقيه  ،. مع اعادة لغة تربية عناصركم بعيدا عن خلق الخصومة بين الاطراف
واخيرا ترتكم احزابكم  لهبوب الريح  تأخذها الى حيث شاءت،فمنذ اوسلو وحتى اليوم لم تناقش احزابكم ازمتها لا السياسيه ولا التنظيميه ولا الفكريه،تعيشون في حالة استرخاء شديده،لذلك احزابكم تتلاشى وينقضي العهد الذى كان لها ،اذكرعندما كانت رئاسة مجلس الطلبة بقيادة الشيوعيين عندما كان الحزب حزب  الشيوعيين ( اياد برغوتي وبسام الصالحي)
واما اليوم فلا مكان ابدا لكم في ساحة الجامعات وافرغت الساحة للمتطاحنين على السلطة،وان بقي اليسارعلى  هكذا اسلوب  وهكذا قيادات سنقرأ الفاتحة على وجوده، وهذه جريمة تتحمل مسؤوليتها اللجان المركزيه والأمناءالعامين والمكاتب السياسيه لتلك القوى التى تسمي نفسها اليسار،والذين لا زالوا يتبجحون بأنهم الفصيل الثاني على الساحة الفلسطينيه.
بالأمس جرت انتخابات البلديات  وكانت النتيجه سيئه لقوى اليسار واليوم في جامعة بيرزيت انتخابات فازت فيها الكتله الإسلاميه بفارق كبير  حصلوا على (5068) وفتح حصلت على ( ٣٣٧٩) صوتا اما  اليسار  مجتمعين حصلوا على ( ١١٠٣) صوتا ولا يعتبر حجم اصوات القطب التى حصلوا  عليها  نجاحا فمجموعه غير مؤثر   والنتائج  هذه  تهدد مكانة كافة القوى المكونه لمنظمة التحرير الفلسطينيه وليس ل ( م.ت.ف ) فإرتفاع اسهم حماس في الوسط الطلابي يعني ارتفاعه بين صفوف الشعب لأنه باروميتر او مقياس الحجم الشعبي لكل تنظيم.
والسؤال المركزي المطروح على كافة القوى السياسيه وعلى رأسها حركة فتح ثم الجبهة الشعبيه التى تعتبر نفسها  التنظيم الثاني على الساحة الفلسطينية بعد حركة فتح ( بس هذا يا رفاق كان ايام زمان ) يجب ان تفيقوا واستمرارالحلم  فيه بالضروره لن يخدم ابدا بل ستبقون حبيسين هذه الفكره وسيفرمل حلمكم هذا اي محاولة لإقامة  تحالف ديمقراطي او قطب ثالث ينافس القطبين المتصارعين على الساحه  وستبقى الساحة خالية لهم دون اعتراض ولن يحسب لليسار اي حساب ابدا،والسؤال هل سيبقى حال السياسة الفلسطينيه  وفلسفتها على ما هو عليه الأن هل تنوون فعلا القضاء على (م.ت.ف )
ان النتائج المخزيه التى حصل عليها اليسار سواء في انتخابات  البلديات  اوانتخابات جامعة بيرزيت تبشر بمستقل سيء لليسار  على الساحة الفلسطينيه ما لم يغير نظرته لمكون اليسار وعلى كل تنظيم ان لا يرى نفسه انه افضل واقوى من شريكه في الفكر بل على اليسار ان يندمج في اطار  واحد  ان اراد ان يكون له قيمة وكيان،. ويعيد التفكير في اعادة بناء اليسار  من وضوح هويته السياسيه والفكريه  والطبقيه ، فلا يوجد سبب ايديولوجي او سياسي يمنع اندماج مكونات اليسار غيرالنظرة الذاتيه الضيقه والأنانية التنظيميه،كل يفكرفي الموقع الأول،وهذه تقف حجر عثره في طريق اقامة قطب ثالث وهي مأساة اليسار، فهل ينجح اليسار في تخطي هذه العقبه ويشكل قطب ثالث لليسار ليحتل المساحة اللائقه ، ويتعلم من درس الإنتخابات الطلابيه في الجامعات الفلسطينيه، وانتخابات نقابة المحامين ام انه ينوي بقائه عكازة لهذا التنظيم او ذاك

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير