ما هي شركة الشخص الواحد؟

01.05.2022 11:56 AM

 

كتبت الباحثة والمحامية: رنا رشق

لقد استحدث القرار بقانون رقم (42) لسنة 2021 بشأن الشركات اللاغي لقانون الشركات رقم 12 لسنة 1964 شركة الشخص الواحد في فلسطين، وتعود فكرة إنشاء شركة الشخص الواحد إلى دولة ليشتنشين بتاريخ 05/11/1925 حيث سمح القانون المدني بأن يتم تأسيس مشروع فردي للتاجر مع تحديد مسؤوليته عن الديون والالتزامات بهذا المشروع، كما أجاز قانون الافراد والشركات عام 1926م لهذه الدولة تأسيس شركة الشخص الواحد، ومن ثم سمح المشرع الألماني عام 1980م إنشاء شركة الشخص الواحد وكذلك المشرع الفرنسي بالقانون رقم 11 لسنة 1985 وبعدها توالت التشريعات في الدول الاخرى بالسماح بتأسيس مثل هذه الشركة والنص على ذلك صراحة في قوانينها.

يقصد بشركة الشخص الواحد :- هي شركة استثنائية عن الأصل حيث تتكون من مؤسس واحد وتتمتع بذمة مالية مستقلة عن ذمة صاحبها وقد يكون هذا الشخص شخصاً واحداً أو معنوياً.

وقد تمثلت هذه الشركة بثلاثة أنواع من الشركات وهي الشركات المهنية وهي عبارة عن شركة مدنية ذات شخصية اعتبارية مستقلة وتتمثل هذه الشركة المهنية بأحد أشكال الشركات التالية :-

1. الشركة العادية العامة.
2. الشركة ذات المسؤولية المحدودة.

أما النوع الثاني من شركات الشخص الواحد هي شركة ذات المسؤولية المحدودة والتي تتألف من شخص واحد أو أكثر ولها شخصيتها الاعتبارية المستقلة عن أعضائها، أما النوع الثالث والأخير فهي شركة المساهمة الخصوصية والتي يتم تأسيسها بهدف الربح ولا يجوز طرح أسهمها للاكتتاب العام.

إن هذا النوع من الشركات تحقق مزايا عدة منها محدودية المسؤولية عن كل ديون وخسائر الشركة حيث أن هذا الشخص لا يسأل إلا في حدود مساهمته في رأسمال الشركة ولا يتجاوز إلى أمواله الخاصة وبالتالي فإنه يقوم بتخصيص ذمة مالية مستقلة لكل شركة من شركاته دون أي ارتباط للذمم المالية في شركة أخرى أو تجارة أخرى أو أمواله الخاصة، فمقدار مسؤولية ومساهمته محدودة بمقدار المبلغ الذي ساهم فيه بتأسيس الشركة ويعتبر هذا المبلغ هو الحد الأقصى لمسؤوليته، ومن الامتيازات الإضافة لشركة الشخص الواحد هي إدارتها من قبل شخص واحد والتقليل من الشركات الوهمية التي كان يتم تأسسيها فعلياً من شخص واحد ولكن لغايات تسجيلها كان يتم الاستعانة بشريك لسه له أية صلاحية و/أو مساهمة فعلية بالشركة، إن هذا الأمر سوف يؤدي إلى تشجع الاستثمار من قبل الأشخاص الذين لا يرغبون أن يشاركهم أي شخص آخر في أعمالهم المهنية و/أو التجارية.

كما تجدر الإشارة إلى إن عملية تأسيس شركة الشخص الواحد تتم حسب إجراءات تسجيل نوع الشركة التي يرغب الشخص في تأسيسها.

على الرغم من امتيازات شركة الشخص الواحد إلا أن هناك صعوبات قانونية لمثل هذه الشركات وتتمثل بأن فكرة الشركة تقوم على أساس وجود عقد ويتطلب لانعقاد العقد وجود طرفين فكيف سوف يتم إنشاء عقد من شخص واحد؟ فإن عقد التأسيس من متطلبات تأسيس الشركات، فإن هذا الأمر يحتاج إلى تنظيم قانوني خاص لجميع أنواع الشركات حتى يتم معالجة جميع الأمور القانونية التي تواجه الشخص في حال تأسيس الشركة من شخص واحد.

أما حالات انقضاء شركة الشخص الواحد فتعود إلى ذات الأسباب العامة لانقضاء الشركات الأخرى ( وفاة، التصفية الاختيارية، التصفية الاجبارية)، أما بالنسبة إلى فقدان الشخص للترخيص المتعلق بنشاط شركته وكان هذا الترخيص متعلق بصاحب الشركة  ونتيجة ذلك أصبحت شركة الشخص الواحد ممتنعه عن أداء عملها لحين استعادة الترخيص وهذا الأمر له العديد من المخاطر حيث انه قد يستغرق استعادة الترخيص مدة من الزمن فيؤثر ذلك على الوضع القانوني للشركة ؟ وكيفية استمرار الشركة بأداء أعمالها الموكلة لها ومدى تأثير تنفيذ التزاماتها التعاقدية مع الآخرين؟؟

أما عيوب شركة الشخص الواحد فهي تتمثل بأن الدعم المالي للشركة هو من مصدر واحد فقط فلا يتوزع هذا العبء على أكثر من شخص، بالإضافة إلى إن الرقابة الإدارية والمالية تكون غير فعالة بوجود شخص واحد.

وبما أن هذا النظام هو نظام حديث فمن المبكر أيضاً معرفة مدى فعالية شركة الشخص الواحد في المجتمع الفلسطيني وما هي الصعوبات التي تواجه الشخص الذي يرغب في تأسيس مثل هذه الشركات في فلسطين.

لذلك ومن بعد هذا المقال هل ترغبون بتأسيس شركة الشخص الواحد وخوض هذه التجربة ؟؟!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير