الطفل الحدث ورعايته في دار الأمل

25.04.2022 05:51 PM

 

كتبت: شيراز حوشية

الحدث وفق قرار بقانون رقم 4 لسنة 2016 بشأن حماية الأحداث المقتفي: هو الطفل الذي لم يتجاوز سنه (18) سنة ميلادية كاملة وقت ارتكابه فعلاً مجرماً، أو عند وجوده في إحدى حالات التعرض للانحراف، ويحدد سن الحدث بوثيقة رسمية، فإذا ثبت عدم وجودها يُقدر سنه بواسطة خبير تعينه المحكمة أو نيابة الأحداث حسب مقتضى الحال.

الأحداث تحت سن الـ 12 عاما غير مساءلين جزائيا في القانون، أما الأحداث فوق ذلك السن فيتم تحويلهم لدار الأمل التي تأوي أطفالا ارتكبوا جرائم متنوعة فمنهم من قام بالقتل أو السرقة ومنهم من تخلى عنه اهله فلم يجد طريقه الا دار الأمل لتستقبله وترعاه، ففيها أحداث من القرى والمدن والمخيمات، وتستقبل كافة الاشخاص من كافة الفئات حيث يتم التعامل معهم ببعض من المرونة والصلاة في ذات الوقت حتى يتأهلوا ليعودوا اشخاصا ناجحين اسوياء وذو قيمة عالية في المجتمع ولهم مكانتهم وينخرطوا فيه.

قمنا بالتعرف على مجموعة من الاطفال الموجودين في المكان اثناء ممارستهم للرياضة وكانوا سعداء بتواجدنا في دار الامل للتعرف عليهم وعلى عملية دمجهم في المجتمع، فيما يلي نستعرض الخدمات التي تقدمها دار الأمل في رام الله وطريقة دمجها الأحداث في المجتمع.

في دار الأمل لا يتم اغلاق الباب على الحدث بل يترك لهم حرية التنقل في المكان ضمن حدود، حيث ان هناك العديد من الاطفال عندما ينهون فترة احتجازهم يرفضون الخروج من المكان لأنه اصبح بمثابة عالمهم الذي اعتادوا عليه ولكن هذا لا يعني ان دار الأمل تشجع على ارتكاب الاطفال للجريمة حيث ان هناك اطفال يهربون من المكان لانه يسلب اهم ما في الحياة وهي الحرية.

في دار الامل هناك العديد من الاشغال والنشاطات التي يتم ايجادها من اجل ادماج الاطفال في المجتمع وتعليمهم حرفة ومهنة معينة حيث ان تم افتتاح مطبخ لمن له هواية الطبخ وتم احضار ثلاثة من الطباخين المتطوعين وتم احضار ورود ومشتل لتعليمهم حرفة المزارع وتم ايضا تعليمهم الموسيقى والعديد من النشاطات الاخرى مقابل اجر مادي لكي يشعر بانه عنصر منتج وفعال. كما أن الأحداث جميعهم يتم تقديم لهم وجبة إفطار محددة وموعد محدد يلتزم به الجميع، اضافة الى ذلك تقوم بتعليمهم في مدارس مصادق عليها من قبل وزارة التربية والتعليم حتى يتأهلوا لأعلى المراتب.

وعلى غير ما هو مألوف ترفض دار الامل تحويلها الى سجن وهي في خلاف مع القانون الا ان ذلك يفيد الاطفال في التأثير على نفسيتهم بطريقة إيجابية، فبعض النزلاء من يقوم اهله بزيارته منهم من يتخلى عنه والداه منهم من يرفض رؤية والديه ويتم العمل على دعم الحدث نفسيا ليتقبل الواقع ومنهم من ينهي فترة احتجازه ويعود مرارا وتكرارا الى تلك الدار لانه لا يريد العيش مع والديه ظروف معيشية سيئة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير