جنين تتحدى الاحتلال والعالم رافعة الصمود والانتصار

14.04.2022 09:14 PM

كتب : محمود جودت محمود قبها

بكل اعتزاز وفخر وصمود.. إن مخيم جنين الباسل هو التجمع الحقيقي للنضال الفلسطيني، والوجه الحقيقي الناصع .. المشرق لفلسطين ، وللقضية الفلسطينية فلسطين العربية تؤرق مضاجع المحتل الغاصب، تنتفض في كل حين لتثبت للعالم بأسره أن الحق لا يموت لعل الاحتلال الإسرائيلي الذي استفحلت جرائمه على هذه البقعة العربية من الشرق الأوسط على مدى دهر، قد هُيأ له بأن التقادم في الاحتلال واغتصاب الأرض، سيُفقد الشعب الفلسطيني عزيمته عن المطالبة بحقه المشروع، ولعل اتفاقيات السلام المبرمة مع الدول التي رضخت لجمال الكلمة “السلام”، قد تفيده في استمرار طغيانه وعربدت صحيح أن “إسرائيل” قد اغتصبت أرض فلسطين، واستطاعت بقوة السلاح والإجرام والإرهاب، تدنيس الأرض المقدسة، لكن في نفس الوقت، ما زال هناك شعب فلسطيني سلاحه المقاومة بكل أشكالها.

جنين هي لن ترفع الراية مهما اشتد الكرب والحصار ،فرايتها وهاجة خفاقة تطاول عنان السماء....جنين قدمت خلال عامين 40 شهيدا عدا الجرحى والأسرى ...المحتل بات يدرك بأن جنين هي خزان التي صمد مخيمها قبل عشرين عاماً في الإنتفاضة الثانية أمام أعتى آلة حرب صهيونية ،....جنين عنوان شعب بأكمله توجه رسائلها بكل الإتجاهات ،رسالتها الأولى للمحتل، بان جنين مهما أوغلت القتل والقمع والتنكيل فيها،فالدم لا يجلب إلا الدم ،ونظريتكم بأن الفلسطيني الذي لا يخضع بالقوة يخضع بالمزيد منها سقطت الى غير رجعة هذا الشعب مصمم على نيل حريته واستقلاله .

جنين رافعة الصمود والانتصار

مخيم جنين أسطورة المقاومة والصمود ..ومعجزة الحفاظ على الوحدة الوطنية ..وحدة كل الفصائل من اقصى اليمين لاقصى اليسار ..تحت راية قتال العدو وفي خندق المقاومة..خندق فلسطين .. خندق مخيم جنين.. الذي أعاد الحياة للقضية .. وأعاد الضياء لوجهها المشرق.. وأعاد الاحترام والتبجيل للشعب الفلسطيني وذكر ، بأمجاد هذا الشعب .. بثورة 36 وها هو احمد السعدي الحفيد يستشهد على خطى جده فرحان السعدي الذي أعدم في رمضان ، وقد تجاوز عمره «80» عاما.

وها هو المخيم –الرمز كالعنقاء يخرج من الرماد ..ويعلن جاهزيته للتصدي للعدو ان الشعب الفلسطيني لا يركع ،ولا يستسلم ، وسيستمر في رفع الراية..راية المقاومة والاستشهاد ،كسبيل وحيد لطرد الغزاة من أرض فلسطين لقد كان صموده الأسطوري في المواجهة الكبرى مع العدو الصهيوني ، مثالا ساطعا وحيا بأن المخيمات كلها -علاوة على أنها تشكل وقود الثورة – فإنها لا تزال مصنع الرجال .. الرجال .. ولا تزال الذخيرة الحية للقضية التي لا تنضب.. وفية للعهد والوعد ، وهذا هو سر استمرار الثورة .. وسر بقاء جمرتها مشتعلة لا تنطفئ.

لقد جسد هذا المخيم بصموده الأسطوري ، عبارة محمود درويش «مخيم ينجب زعترا ومقاتلين».. وهذا ليس بجديد بل هو رسالة كافة مخيماتنا التي يتجاوز عددها الـ «40» مخيما، جسدها صمود تل الزعتر الاسطوري، وصبرا وشاتيلا والبداوي وعين الحلوة والرشيدية ..الخ ..وها هو مخيم جنين على العهد لم يتراجع ، ولم يرفع الراية البيضاء، ولم يعتذر بل مستمر في رفع الراية  راية المقاومة راية الكفاح كسبيل وحيد لتحرير فلسطين وكنس الصهاينة الغزاة .

معركة جنين التي خاض فيها المجاهدون معركة الكرامة بكل ما حملت من دلالات انتصارِ وحدةِ السلاح الفلسطيني في مواجهة الغزو الصهيوني، تسطرت فيها يعبد  واختزلت كل معاني الصراع الكبير، رافعة الشعار: إنه جهاد نصر أو استشهاد.كان المخيم، وكان فيه محمود طوالبة، والشيخ رياض بدير، وأبو جندل، كانوا جميعاً وما يزالون، بالدماء كتبوا وصاياهم، وبالجهاد سطروا سجلاتهم لتكون كتباً يقرؤها الصغار قبل الكبار، يتعلمون منها أن المستحيل المستحيل، أن يفكر الشعب الفلسطيني بالتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين كل فلسطين.

كان الخيار أن نموت واقفين ولا نركع، كان الموت ـ استشهاداً ـ خيار الملتصقين بعقيدتهم، المؤمنين بحقوقهم، وكان الخيار... لن يمروا إلا على أجسادنا.. فكانت معركة جنين، ملحمة طوالبة و القابضون على سلاحهم كالقابض على جمر.من هنا أقول لقد خاض ويخوض الكيان الصهيوني حرباً ضارية ضد الشعب الفلسطيني، إلا أنه لم يستطع كسر إرادة الصمود والتحدي لديه بل انتقل مقاومة الشعب الفلسطيني إلى مرحلة جهادية أكثر شدة.

جنين هي لن ترفع الراية مهما اشتد الكرب والحصار ،فرايتها وهاجة خفاقة تطاول عنان السماء....جنين قدمت خلال عامين 32 شهيد عدا الجرحى والأسرى ...المحتل بات يدرك بأن جنين هي خزان التي صمد مخيمها قبل عشرين عاماً في الإنتفاضة الثانية أمام اعتى آلة حرب صهيونية ،....جنين عنوان شعب بأكمله توجه رسائلها بكل الإتجاهات ،رسالتها الأولى للمحتل، بأن جنين مهما أوغلت القتل والقمع والتنكيل فيها،فالدم لا يجلب إلا الدم ،ونظريتكم بأن الفلسطيني الذي لا يخضع بالقوة يخضع بالمزيد منها سقطت الى غير رجعة في جنين تدافع عن شعب بأكمله ...تدافع عن حقوق مشروعة ...تدافع عن وجود ...ولا تدافع لا عن مشروع اقتصادي او استثماري ...جنين زاهدة في كل شيء .

هذه المحتل،هدفه تفكيك نسيجنا الوطني والمجتمعي،و"كي" وعينا،لينقلنا من الدفاع عن الوطن إلى الدفاع عن المدينة بالقرية فالحي بالبيت ..وان يقتل ويشطب الرابط الوطني العام بين كل أبناء شعبنا،ويدفعنا للتفكير في الخلاص الفردي والتركيز على الهموم الخاصة والشخصية..وغرس مفاهيم الإحباط واليأس في صفوفنا.

المحتل أعلن عن سلسلة عقوبات بحق جنين في شهر رمضان الفضيل،عقوبات يراد بها كسر إرادة أبنائها وتطويعهم وتدينهم وإيصال رسالة لهم بأن كلفة النضال و باهظة وأهل جنين وقواها وفعالياتها يدركون ذلك ويعرفونه جيداً ولكن جنين تعلمت جيداً كيف تتكيف مع الحصار،كما تعلمت قبلها غزة وسوريا ولبنان والعراق واليمن وإيران وفنزويلا وكوبا  تلك الدول صمدت وخرجت أقوى من تحت الحصار هم يمنعون دخول أهلنا وشعبنا إليها من الداخل الفلسطيني - 48 - مشياً بسياراتهم ،ويمنعون سكان جنين وتجارها من الدخول إلى الداخل الفلسطيني - 48 -،وكذلك منع الزيارات العائلية بين أهالي جنين وأقاربهم في الداخل الفلسطيني – 48 - من أجل ضرب اقتصادها وشلها تجارياً واقتصادياً،ودفع السكان تحت وطأة الحصار لتجريد من بيئتهم الحاضنة جنين تدبر أمرها جيداً ولن تكون إلا كما كانت وكما عهدنا شعبنا الفلسطيني رأس الحربة في النضال والحرية وحق على شعبنا واهلنا وكل شرفاء الأمة في هذا الشهر الفضيل دعم أهل جنين ونصرتهم ،دعم اقتصادها ومنتجاتهم وكذلك مد يد العون والمساعدة لكل المحتاجين منهم.

الدولة المزعومة اسرائيل على فوهة بركان  وهذا ماتوقعه محللون عرب و إسرائيليون  نتيجة لجرائم ترتكبها قوات العدو الصهيوني كل يوم ناهيك عن مواصلة الحكومة الإسرائيلية سياسة الاستيطان والقتل والتي تخالف القوانين الدولية والإنسانية، حالة من القلق تنتاب اجهزة الشاباك حيث قال رئيسها “ان الضفة الغربية تغلي ولم تهدأ منذ عملية حراس الأسوار في أيار/ مايو العام المنصرم” وتخطى الضفة الغربية والقدس ما يعني أن احتمالية تصعيد المواجهة مع الكيان الغاشم لم تعد محصورة في مكان وزمن محدد فترات مخيفة تلك التي يمر بها الكيان الإسرائيلي، خاصة عندما ينتفض شبان زهوة أعمارهم حاملين دمائهم على أكفهم، ليواجهوا محتل يحمل كل صفات الشر والعدوانية والإرهاب.

شهداء الحرب على قطاع غزة وشهداء جثامينهم محتجزة في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي وشهداء مقابر الأرقام وشهيدات البدايات و شهداء الصحافة الفلسطينية و شهداء الهبَّة الجماهيرية، و شهداء الضفة الغربية،و شهداء انتفاضة العودة، 2011 شهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي، 1994م شهداء مجزرة المسجد الأقصى، 8/10/1990م شهداء في مجزرة صبرا وشاتيلا، 1982

شهداء يوم الأرض، 30/3/1976

شهداء معركة الكرامة، 21/3/1968م

شهداء مجزرة كفر قاسم، 29/10/1956م

شهداء عام 1956م ، شهداء قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948م

شهداء فلسطينيون عام 1948م

شهداء مجزرة دير ياسين، 10/4/1948م

والمزيد من الشهداء في كل يوم

الشعب الفلسطيني لا يقبل الاستسلام ولا يعرف الاستسلام وليس من المعادلات التي تستطيع فيها كل قوى الشر بالعالم أن تفرضها عليه، وما سجله التاريخ يوما من الأيام أن شعبنا محتلاً استسلم للقوات الغازية المحتلة وقبل لمخططات الهيمنة والوصاية واعطي كل ما يملك من أرض ومقدسات وتاريخ للاحتلال مقابل حلول لا تتعدى الاعتراف بحق هذا الشعب في العيش دون هوية سياسية ودون حقوق سياسية كاملة. إذا أخذنا بعين الاعتبار ان اسرائيل ليست دولة احتلال فقط وإنما استعمار واستيطان ينفي حق الوجود لصاحب الأرض وسكانها الأصليين الفلسطينيين ولا يعترف بهم كشعب، فإن هذا يعتبر من أعقد حالات الصراع وأصعبها ويكاد إيجاد حل عادل ومناسب له في زمن يتخلى فيه العالم عن العدالة الدولية ويتناسى قرارات الشرعية الدولية، وزمن لا يقبل فيه المجتمع الدولي الحقائق ولا يمتلك القوة الكافية لوقف جريمة احتلال يمارسها كيان عنصري مجرم منذ عشرات العقود فإن هذا بالتأكيد أمر شبه مستحيل.

لم تفهم المعادلة اسرائيل ولا تريد ان تفكر فيها لأنها دولة قتل واحتلال وعقيدة حكامها قائمة علي التطرف ولعل الأيام الأخيرة منذ تلك العملية البطولية وحتي الان وارتفاع وتيرة الانتقام الصهيوني من الفلسطينيين وتصاعد المواجهة وارتقاء شهداء يدلل علي ان اسرائيل لم تفهم المعادلة بعد وهذا يعني الأصعب قادم وقد لا ينتهي بانتهاء رمضان كما يعتقون  ولا أحد يدرك  مدة هذه المواجهة  ولا نعرف نحن كمراقبين أيضا إلى أين ستأخذنا لكن نستطيع أن نقول إن  زيادة درجة الإرهاب الصهيوني, إرهاب الدولة المنظم هو الذي يحدد مسارات تصاعد المواجهة والمديات التي ستصل إليها وهذا مرتبط بمدى استيعاب إسرائيل المعادلة للمرة المائة, الان ام ان إسرائيل مازالت بحاجة الى مزيد من الوقت ومزيد من الفشل في احتواء النضال الفلسطيني , ومزيد من الفشل في تحقيق الأمن دون ان تنهي احتلالها واستيطانهم وتوقف قتلها وانتهاك حقوق أبناء هذا الشعب الفلسطيني العظيم .

فلسطين كانت وستبقى عربية, وما الأكاذيب لتمكين المحتل الغاصب، سوى ورقٌ سَيُحرق على أيدي شعب فلسطيني سلاحه الحق، بأن: “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” في العزف على أوتار التطبيع لن يغير من حقيقة الأرض الفلسطينية بأنها عربية وستبقى القدس عاصمة فلسطين الابدية الشعب الفلسطيني هو في نهاية المطاف الضمان الحقيقي للقضية والحقوق الفلسطينية والأجيال الشابة من الفلسطينيين تحت الاحتلال سوف تكون دائماً الضمان الحقيقي لاستمرار روح المقاومة الفلسطينية طالما بقي الشعب الفلسطيني فمن المستحيل على أي جهة أو قوة مهما بلغت أن تقضي على روح المقاومة الفلسطينية للاحتلال. هذه هي الحقائق التي يتوجب على الاحتلال استيعابها وبالنتيجة الاستجابة لمؤثرات أما فيما يتعلق بالخيانة والعمالة فإنها موجودة للأسف في كل شعوب الأرض ، ولكنها لم ولن تنجح أبداً في أن تكون هي البديل لشعوبها الحية لأن الرفض والمقاومة هي روح كل الشعوب المضطهدة، أما الخيانة والعمالة فتولد في العادة ميتة، لأنها بلا روح  .

المجد والشموخ والكبرياء مخيماتنا.. وقد تحولت إلى مصنع للرجال .. الرجال.

المجد لمخيم جنين وهو يلقن العالم درسا في التضحية والاستشهاد والصمود والمقاومة.. ويخرج من كل الحرائق، كالعنقاء.. أشد إصرارا على المقاومة والاستشهاد .

والخلود لشهداء المخيمات.. ولكل شهداء فلسطين والأمة العربية  .

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير