أحمد مناصرة وخلاصه من ماكينة العذاب الصهيونية المتوحشّة

11.04.2022 09:33 AM

كتب وليد الهودلي: لو أن طفلا صهيونيّا وقع أسيرا بين يدي تنظيم فلسطيني ومارس عليه ما تمارسه ما تسمّي نفسها " دولة إسرائيل" لقامت دنيا الغرب وما قعدت، ولألبس هذا التنظيم كلّ الاوصاف المرعبة: إرهابيين، مجرمي حرب، قتلة، متطرفين، اصوليين، متوحّشين، ولاصطفوا صفّا واحدا وعلى قلب رجل واحد ولشغّلوا ماكيناتهم الإعلامية لإدانة الجريمة النكراء ولحشر مرتكبيها في الزاوية ولتتحوّل الى مرمى سهامهم ومضرب قذائقهم الإعلامية الثقيلة، ففي ذلك:

- انتهاك لحقوق الانسان كافة.
- جريمة اعتداء على كل مكونات الطفولة الإسرائيلية.
- الإرهاب والعنف المفرط والروح الشريرة التي تسيطر على هؤلاء.
ويا للهول في ماكينة الاعلام الغربية .
ولكن هذا الطفل الفلسطيني البريء المريض احمد مناصرة تشن عليه دولة قوية نووية حربا ضروسا لا هوادة فيها، تعتقله، تمارس عليه العربدة وكلّ أشكال التعذيب السادي، تكيل له من العذاب النفسي والجسدي المريع حتى إذا فقد عقله احتفظوا به في معتقلاتهم السوداء وابقوه في حالة تنكيل دائمة مربوطا مهانا محروما من ابسط أنواع الرعاية الصحيّة ودونما إعطاء أي اعتبار لسنّه أو طفولته بأيّ شكل من الاشكال.

ولان المعتدي هو ربيبتهم وصنيعتهم المدلّلة فإن الصمت وغضّ البصر هو سيّد الموقف، وإن اضطر أحدهم أمام سؤال صحافي محرج فإنه يغرّد على استحياء ولا يصل الى وصف ما يفعلونه بالجريمة.
أحمد مناصرة هو مثال على الطفولة المعذّبة، الاف الاسرى الأطفال دخلوا سجونهم ومرّوا في ماكينة العذاب هذه، وتتجلّى أشكال العدوان على هذه الطفولة في طبيعة السجون غير المهيأة لاستقبال الأطفال، مثلا لا يوجد وسائل تعليميه ولا أدوات لعب كبقية دول العالم إذ يقضي الطفل الذي ارتكب جنحة في مراكز اصلاح وإعادة تأهيل فيها من الأدوات التعليمية والتأهيل النفسي ما فيها والمعلمين المؤهلين والمتخصصين في التعامل الرشيد والواعي مع الأطفال. رغم أن أطفالنا ليسوا مرتكبي جنح وإنما هم أصحاب قضية محقّة وعادلة، ناضلوا من أجلها وسجنوا على ذمّتها.

ومن أشكال العدوان لماكينة العذاب هذه: فترة التحقيق المهين وما يتعرضون له من بقاء فترة طويلة في زنازين ضيقة وكئيبة ومرّ عليّ من مكث سبعين يوما، وفي هذه الفترة يحرم من النوم لفترات طويلة ويشبح ويضرب ويُهزأ ويتناوب عليه عدة محققين فتستمرّ فترة التحقيق المتواصلة على مدار الاربع وعشرين ساعة.
ومن اشكال العدوان محاكمهم والاحكام التعسفيّة التي تسحق الطفولة ولا تبقي ولا تذر من طفولة في نفوسهم، هناك أحكام ردعية في غاية القسوة صدرت في هذه المحاكم اذكر مثلا الأسير سلطان العجلوني حكمت عليه هذه المحاكم بالسجن المؤبد وهو ابن السادسة عشر، أيمن عبد ربّه حكم بخمسة عشر عاما وهو ابن الرابعة عشر .

وفي السجن تجليات كثيرة من العذاب والحرمان: بالعدد المكتظ في مساحات الغرف الضيقة، التهوية، والطعام والعلاج ووقت الخروج للساحة، وزيارة الاهل: وقتها وعدد المرّات في الشهر إذ لا يعطى للطفل ما يختلف عن الكبار أبدا.
يتفنّنون في الاعتداء على الطفولة الفلسطينية وأحمد مناصرة واحد من الالاف التي مرّت في سجونهم فتركوا مشاكل نفسية عميقة في نفوسهم، يجب أن تفضح سياسة الاحتلال عالميا مع أطفالنا علّ هذا العالم المسمّى بالعالم الحرّ ظلما وتزويرا أن يتحرّك ولو قليلا، رغم أننا ندرك باننا فلسطين وليست أوكرانيا وان لون عيوننا على الغالب لا تكون خضراء ولا زرقاء.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير