سعادة الفلسطيني المنقوصة

04.04.2022 08:42 AM

  بقلم: د. منصور سلامة


لتفرح فلسطين غدا بصرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية، حيث تعجل الراتب يومان عن موعده المتاخر دوما لاسبوع، فضلا عن الخصم الملازم بنسبة 20 % ليصبح الراتب هدفا من اهداف الوجود، اعانكم الله ايها الشعب المقهور من الاحتلال اولا ومن الاختلال ثانيا .. وحاجته لراتب العيش كأي مجنمع .
وكأن الحكومة الفلسطينية تتصدق من حر مالها ومن الجيوب الخاصة لكل مسؤول .. لتصرف هذا الراتب الشهري الحق للفلسطيني المدرس والطبيب والموظف بوظيفة عمومية في كافة مواقع عمله، حيث يقوم جميعهم على خدمة هذا الشعب الأصيل .. ألا تبا بل سحقا لمثل هذا التصرف .

يا من اردتم ان تقودوا هذا الشعب يجب ان تكونوا عند مسؤولياتكم بحق .. فأين التنمية وأين الخطط الاستراتيجية واين سنغافورة الشرق الاوسط .. واين الاستثمار الذي يؤسس لتنمية حقيقية وقد كتتم تعلمون ان راس مالنا هو مواردنا البشرية ولم تستخدموا منها أي تميز او اعداد، ويكفي ان اشير ان فلسطين احتلت رقم 2 على العالم بمن يكمل دراسته الجامعيه بعد دولة النمسا  لتنتج تميزا عظيما على مستوى العالم .

وقد مضى أكثر من ربع قرن ولا خطط أعددتم ولا ارتقاء قدمتم ولا نهوض أسستم ولا مسار سلكتم ولا اي طريق واضح ومقبول التزمتم .. سوى اهلاكا للوقت وهدرا للجهد والضياع يحيط بنا من كل صوب .. ولا نريد اي تبرير ايا كان سببه .. لان له تفصيل ليس موقعه !!!

واذا ما علمنا ان اي مؤسسة تجارية او هيئة عامة تقف سنويا لتدرس المسار وماذا حققت واي نسبة أنجزت فلا انجاز ولا رضا تم، والاحتلال جاثم على صدورنا ويختلط الرضا به او منه أو عليه أو واليه وفي كل منظومات العمل يتوفر لديها خلية أزمة بل دوائر خاصة وخطط بديله  وحسن ادارة ما يتوفر من موارد واستحداث موارد أخرى لترتقي بالتنمية والعمل على استدامتها، في ظل عدم الاعتماد على الاحتلال  الذي ادركتموه متاخرا حسب ما أشرتم قبل فترة قريبة او الاعتماد على اي خصم مفترض قبل الصديق المعتمد، فالمطلوب عاجلا مراجعة بحثية وفكرية ودراسة نقدية مؤسساتية شاملة لتحديد المسار وتعديل كل ما سبق واستحضار المبادئ والثوابت والحقوق والواجبات والمصالح والمفاسد والاليات والوسائل لصياغة المفاهيم وإعادة انتاج أسس العمل وتطبيقاته.

والتنمية هي احد مبادى العمل اللحظي والدائم لمجتمع عاني الكثير من الاحتلال ولم يتفاجأ احد بالاحتلال حينما بدأتم مسار التسوية  حيث كان لزاما عليكم ان ترعوا بحق مصالح شعبكم الوطنية ووضعتم البدائل والاستراتيجيات لعيش كريم في ظل تولي هذه المسؤولية .

فلن يسامحكم شعبكم على ما فرطتم به من أرض ومال وشعب بقصد او بغير قصد، دون الاتهام لاشخاصكم بقدر ما هو وصف لهذا السلوك الذي يودي بحياة هذا الشعب الأصيل ان بقي هذا الاختلال، وتحت عنوان المشروع الوطني غير الواضح ضاعت معادله الانتماء والولاء فلم نعرف توصيفا دقيقا واضحا ضابطا لهذا المشروع .

وكم احزنني مناقشة الموازنه لعام 2022 للسلطة الفلسطينية حيث أبرزتم بها العجز المالي يتجاوز النصف مليار دولار ولا سبيل لفهم بنودها أبدا ، لان من كتبها هو من سيصرفها  وسيتولى أمرها، والتي سيتم اقرارها دون وجود من يمثل هذا الشعب الأصيل، فلا مجلس تشريعي ابقيتم ولا مجلس وطني اسستم ولا خيار للشعب تركتم ولا من يمثله اوجدتم واغلقتم كل منافذ الامل لتمثيل شعبنا الفلسطيني الاصيل  بحجة القدس وكانت فرصة عظيمة ان تثبتوا للعالم اننا نستطيع ان نجري الانتخابات بكل الوسائل التقنية المتاحة وصناعة وسائل غير متاحة ونمارس السيادة على الأرض والريادة بكل آلياتها.
لكن (من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار وددت ان يعرف كل شعوب الأرض اننا نستحق الحياة)

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير