انتصر الكف على المحرز

25.03.2022 01:58 PM

كتب: جلال نشوان

في نصر جديد يجسد الصمود الاسطوري للحركة الوطنية الأسيرة، قرر الأسرى الأبطال تعليق إضرابهم، مساء اليوم الخميس ( 24/3/2022)، وذلك بعد الاتفاق على تلبية مطالبهم.

من جانبها، أكدت الحركة الوطنية الأسيرة، أنه تم تعليق إضراب الأسرى الذي كان مقرراً غداً الجمعة، وذلك بعد إجبار الاحتلال على التراجع عن اجراءاته القمعية كافة، وتلبية مطالب وحقوق الأسرى الحياتية.

شلال من العذابات  وممارسات جهنمية يمارسها القتلة الإرهابيين ( سجاني وسجانات سجون الموت الصهيونية)  بحق أبطالنا، ورغم ذلك تتحدى الحركة الأسيرة وبعنفوانها الثوري الطاهر، ودائما  تنجح في كسر إرادة المحتلين، فقد  أعلنت أنها نجحت في  أُجبار الاحتلال على التراجع عن كافة إجراءاته بحقنا، والتي سعى لفرضها خلال الفترة الأخيرة، ظاناً أن أبطالنا  لقمة سائغة، وأن الأبطال غير  قادرين على مواجهته، ولكن إرادة أسرانا الصلبة أثبتت كما فعلت دائما أنها قادرة بوحدتها الوطنية على رد العدوان وكسر شوكة المحتلين الغزاة.

وفي الحقيقة: تمكن الأسرى والأسيرات الأبطال، بفضل الله أولًا ثم بوقفة أبنائنا الأسرى الموحدين ووقوف شعبنا من خلفهم، من وقف التغول الذي خُطِّطَ له للنيل من مكتسباتهم، بل نجح الأحرار والشرفاء (عمالقة الصبر) من تحقيق العديد من الاختراقات من مطالب ومنجزات عملوا من أجلها منذ سنوات لتحقيقها...

من عتمة الزنازين وجدرانها الصامتة وبطولة أبنائنا الذين خاضوا هذه المعركة ضد إدارة السجون بشكل وطني وبوحدة لم تعيشها السجون منذ عدة سنوات، الأمر الذي كان له الدور الحاسم في فشل إدارة السجون بالانفراد والتفرد بأي من هؤلاء البواسل داخل الأسر، حيث سعى جلاوزة السجون من محاولة كسر وحدة الأبطال لكنهم فشلوا في ذلك فشلًا ذريعًا
فرحة عارمة انتابت أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده بنصر الأسرى والأسيرات الأبطال، ففي القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، بدأت جموع المقدسيين من كافة أنحاء المدينة بالتوافد إلى مقر الصليب الأحمر بحي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، فيما أطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم ومركباتهم ورفعوا الأعلام الفلسطينية ابتهاجا بانتصار الأسرى في معركتهم التي خاضواها من أجل تحقيق مطالبهم.

وفي كافة محافظات الوطن، ساد ارتياح كبير من كافة شرائح شعبنا بانتصار إرادة الأسرى على بطش السجان، مؤكدين أن معركة الكرامة لن تنتهي وهي خطوة أولى، يجب أن تتلوها خطوات أخرى وهي ، استمرار الجهود الفلسطينية والعربية والدولية لتبني قضية الأسرى لإنهاء كل أشكال المعاناة في سجون الاحتلال وضمان عدم عودة الاحتلال لتكرار انتهاكاته، وأن الحاجة ماسة لتناول وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، التي وقفت موقفاً فاعلاً وجاداً في نصرة قضية الأسرى ومتابعة معركتهم لحظة بلحظة وفضح الإجرام الصهيوني  الذي يمارس ضدهم.

حقاً، إن انتصار الأسرى على السجان الصهيوني الظالم، هو انتصار للكل الفلسطيني، خاصة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، التي قدمت التضحيات الكبيرة وابداعات صمودهم وإرادتهم الصلبة في تعرية السياسات العنصرية الصهيونية المجرمة، وأن انتصار وإصرار  الأسرى هو دليل على بطولة الأحرار والشرفاء في  مناهضة الاحتلال، من أجل الحرية والكرامة، وإن المطالب العادلة للأسرى الفلسطينيين فضحت دولة الاحتلال التي لا تراعي الاتفاقات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان على المستويين القانوني والأخلاقي'.

أن الحاجة ملحة لإنهاء الاعتقال الإداري والإجراءات العقابية التعسفية الأخرى، وإلزام الاحتلال بتطبيق اتفاقات جنيف، ومساءلتها على خروقاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومن هنا يجب مخاطبة  أصحاب الضمير الحي وأحرار العالم لتضامنهم مع أسرانا البواسل، وإن هذا الاتفاق شكل أسطورة جديدة في سجل الحركة الوطنية الأسيرة، وهو إنجاز يمثل إعادة الاعتبار لحقوق الأسرى، التي حرموا منها على مدار عشرات السنين الماضية، وأهم هذه الحقوق التي استعادها الأسرى وحققوها خلال هذا الاتفاق  إنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء حرمانهم من زيارة أهلهم وذويهم، وغيرها من الحقوق الإنسانية
إن وقفات الإسناد الجماهيرية المتضامنة مع الأسرى وقفات عز وفخر، يجب تكرارها دائماً، ويجب أن تشمل كافة الشرائح، من معلمين وأطباء ومهندسين وطلاب وأساتذة الجامعات، لتسمع العالم كله وخاصة منظمات حقوق الإنسان لممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال للإفراج عن الأسرى والأسيرات، خاصة المرضى الذين يكابدون جحيم سجون الموت الصهيونية.

وفي الحقيقة: إن وقوف شعبنا، وكافة قواه السياسية خلف مطالب أسراه بكل أشكال التضامن في وقفات واعتصامات اسنادية وتضامنية واسعة مع الأسرى في السجون الصهيونية، يجب أن تنتقل الى سفارتنا وجالياتنا الفلسطينية والعربية والإسلامية وهي توازي جهود قيادتنا الفلسطينية التي تسعى جاهدة إلى تفعيل كافة قنوات الاتصال مع العالم، خاصة العربية والدولية لتبني قضية الأسرى لإنهاء كل أشكال المعاناة في سجون الاحتلال وضمان عدم عودة الاحتلال لتكرار انتهاكاته، وإلزام الاحتلال بتطبيق اتفاقات جنيف، ومساءلتها على خروقاتها للقانون الدولي والقانون الدولي.

إن هذا الاتفاق شكل أسطورة جديدة في سجل الحركة الوطنية الأسيرة، وهو إنجاز يمثل إعادة الاعتبار لحقوق الأسرى، التي حرموا منها على مدار عشرات السنين الماضية، وأهم هذه الحقوق التي استعادها الأسرى وحققوها خلال هذا الاتفاق، حقوقهم الإنسانية الملحة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير