اليوم العالمي لحماية المستهلك وحماية المستهلك الفلسطيني!!

16.03.2022 08:53 AM

بقلم: د. عقل أبو قرع

يصادف الخامس عشر من اذار من كل عام ما يعرف بـ "اليوم العالمي لحماية المستهلك" الذي يتم الاحتفال به بناء على قرار من تجمعات حماية المستهلك الدولية في عام 1983، واعتماده من قبل الأمم المتحدة في عام 1985، ومن ثم اعتماده من قبل الحكومة الفلسطينية قبل عدة سنوات واعتباره يوما لحماية المستهلك الفلسطيني، وبالأخص في مجال التوعية لحقوقه وكيفية التعامل مع قضايا تؤرقه مثل ارتفاع الأسعار وجودة الطعام وسلامة الدواء وتقديم الخدمات وغير ذلك.

  وفي هذا العام، عام 2022، يتم الاحتفال تحت شعار" العدالة للمستهلك في مجال التمويل الالكتروني " حيث اكثر من 50% من سكان العالم يستخدمون الانترنت وامكانية الحصول على القروض والتمويل من خلالها، والهدف هو التوعيه فيما يتعلق بالتحديات وهضم الحقوق التي تواجه المستهلك، سواء فيما يتعلق بنوعية الخدمات المقدمه أومن ناحية الحفاظ على البيانات الشخصية، أو التعامل العادل مع المستهلك، وبالأخص في اطار منظور النوع الاجتماعي، والتعامل مع فئات هشة أو لا تملك وسائل الوصول الى الخدمات مثل فئات النساء.

وفي بلادنا، يكاد لايمر يوم الا ونسمع او نقرأ عن ضبط واتلاف اغذية فاسدة وبأنواعها وعن ارتفاع الأسعار وعن ادوية مهربة او منتهية الصلاحية او لم يتم تسجيلها قانونيا،  وكذلك وجود مواد كيميائية في الطعام الذي نأكل وبأنواعة، ومن ضمن ذلك وجود مبيدات كيميائية محظورة في مناطق عديدة في العالم وما زالت تستخدم في بلادنا، وكذلك الحديث عن ادوية غير فعالة، وما لهذه الانباء من تبعات ومن اهمها حالات القلق عند المستهلك الفلسطيني، وكذلك الاثار الصحية والاقتصادية المترتبة لذلك.

وفي ظل هكذا اوضاع، وبمناسبة اليوم العالمي لحماية المستهلك ويوم حماية المستهلك الفلسطيني،  فانه يجب تناول موضوع سلامة الغذاء والدواء في بلادنا بمنتهى الجدية والمسؤولية، وان يتم معالجتها بهدوء وبشكل موضوعي وعلمي، بعيدا عن الاثارة والترويج، واذا كان الاعلام الفلسطيني، يتحمل الجزء الاكبر من عرض مثل هكذا قضايا، اسوة بالاعلام في بلدان العالم الاخرى، فانه يجب الحذر من تناول هذا الموضوع بمعزل عن جانبة العلمي، وكذلك ليس العمل فقط لطرح القضية ونسيانها، فالاعلام الناجح هو ليس من يقوم بعرض القضيه، ولكن الذي يسعى ويتابع وبشكل موضوعي لايجاد الحلول لها.

وفي اطار الاحتفال بـ " اليوم العالمي لحماية المستهلك، ومن اجل طمأنة المواطن وبالتالي عدم  اثارة الناس والبلد، فالمطلوب من الجهات الرسمية وغير الرسمية المهتمة بسلامة الغذاء والدواء، وضع برنامج  منظم ومتكامل من اجل سحب عينات عشوائية، سواء اكان من الخضار او الفواكة، او من الدواء، واجراء الفحوصات الروتينية لهذه العينات، في مختبرات فلسطينية، تم اعتمادها، وتم التأكد ومن خلال مختصين علميين، بجاهيزتها، سواء طاقمها او اجهزتها او خبرتها، في القيام، بهذه الفحوصات، والاهم كذلك نشر نتائج الفحوصات، ومن خلال الاعلام، لكي تصل الى المواطن، وليس الانتظار حتى اثارة المشكلة، وباللتالي القول ان هناك فحوصات وبأن المنتوجات سليمة وصالحة للاستهلاك، ولا داعي للقلق عند المستهلك، الذي بات يتوق الى سماع اخبار ايجابيه تتعلق بسلامة الغذاء والمنتجات الاخرى. .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير