الفيلم "صالون هدى"

13.03.2022 02:01 PM

كتب وليد الهودلي: أصبحت بوابة النجومية والشهرة معروفة والطريق اليها سهلا، ما عليك إلا أن تفاجئ الناس وتمسّ قيمة عليا من قيمهم التي يعتزّون بها، فتحصد المسبّات واللعنات واللّايكات ويأتيك الساقطون من كل صوب وحدب كتهافت الذباب على القذارة، وهكذا تصبح على ألسنة الناس نجما من نجوم الفنّ والثقافة الرخيصة وتنتفع مادّيا أيضا من خلال اليوتيوب الذي عمّرته بما جادت به نفسك الخبيثة.

وكذلك فإن هناك المانحون بأجنداتهم المشبوهة خاصة في المجال الثقافي فما عليك إلا أن تفصّل على مقاسهم ووفق أهدافهم ومرادهم عندئذ تفتح لك حنفيّاتهم وتفوز في مهرجاناتهم ويرفع لك ذكرك في اعلامهم ومنتدياتهم.

أصحاب فيلم:" صالون هدى" ساروا على درب من قبلهم نحو هذه النجومية إلا أنهم يدّعون أن لديهم رسالة في الفيلم وقد وصلت، الذين سبقهم أصحاب "فيلم أميرة ضربوا المحتوى وقلبوا حقيقة ما جرى بخصوص النطف المحرّرة، أما هؤلاء فإنهم جعلوا من الهدف ما هو جيّد ومقبول ولكنّهم سلكوا طريقا شنيعا يضرب وجداننا وثوابتنا الثقافية الاصيلة، فقط استخدموا مشاهد اباحية صادمة، لماذا؟ هل كان هنا ضرورة، فأية ضرورة تدفعنا لضرب قيمنا؟ وأنا متأكد بأنه لم يكن هناك ضرورة وأنّه بالإمكان الوصول للهدف دون هذه المشاهد الفاضحة، وهذا ما يميّز الفن الهابط بالفن الأصيل الملتزم.

وهنا نصل لمقولة أكل منها الدهر وشرب وهي أن الفنّ للفنّ ولا داعي لأن يكون له رسالة أو قضيّة، وهل يجيز ذلك ان تتجاوز كل الحدود، وهل هي مطلقة ولكم الحريّة التامّة؟ ماذا لو ضربتم قيمة من قيم المانحين والممولين لكم؟ هل تفكّرون بهذا؟ ثم إنهم يدّعون ان لهم رسالة وهدف وقد نتفق على الهدف ولكن كما الأهداف شريفة يجب ان تكون الوسائل شريفة والا كنا من اتباع ميكافيلي حيث اعتبر أن الغاية تبرّر الوسيلة. وهي القاعدة التي اعتمد عليها الاستعمار الذي جاء ليعمّر حسب ادعائه فدمّر البلد وقتل وشرّد أهلها.

لقد تمكّن أصحاب هذا الفيلم من فتح قنوات الشهرة في عالم الفنّ الهابط وعرفوا من أين تؤكل الكتف ولكنهم في ذات الوقت أُغلقت قلوب شعوبهم وسقطوا سقوطا مدوّيا وشطبوا أنفسهم من قوائم الفانين الشراء الاوفياء لأوطانهم وقضيتهم.

وهناك فلسطينيا البديل رغم ضعف الإمكانيات وندرة الرعاية للفن الذي يعبّر عن الروح الفلسطينية هناك على سبيل المثال انتاجات مركز بيت المقدس للأدب في أفلامه السينمائية الروائية مثل فيلم ستائر العتمة ومدفن الاحياء والصفقة وأبو النور ... الخ ولا يعني أبدا إذا كان الفن حاملا لرسالة وخادما لقضية أن لا يكون ممتعا ومشوّقا وجميلا ولنا في مسلسل التغريبة الفلسطينية ومسلسل يوسف الصديق الإيراني حيث قوة السينما الإيرانية بقوة القصة، وكذلل المسلسلات التركية الجديدة مثل ارطغرل وعثمان والدراما السورية التي انتجت الكثير الذي بثّ الروح الوطنية وكان في قمة الروعة الفنيّة مثل باب الحارة والخوالي والموت القادم من الشرق وصلاح الدين والقائمة طويلة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير