بهدوء…عن روسيا واوكرانيا

08.03.2022 12:04 PM


كتب: تيسير الزبري

كثيرا مما تمت كتابته حول الازمة الراهنة والصراع العسكري على الارض الاوكرانية لا يلامس جوهر الازمة ؛ بل ويمسك باحد مظاهرها تحت مقولة ادانة الاحتلال ؛ اي احتلال  ؛ بل ومقاربته بالاحتلال الاسرائيلي ؛ باغفال كامل للفارق التاريخي والجوهري. ؛ اي بالطبيعة الخاصة به ؛ واهمها ان الاحتلال الاسرائيلي هو احتلال استيطاني يقوم على طرد الشعب الفلسطيني عن ارضه واحلال شعب او شعوب تحت ذريعة دينية .. بكل ما ترتب ( وما زال ) على الممارسات العنصرية التي لم تتوقف منذ اكثر من سبعين عاما … بينما التدخل العسكري الروسي في اكرانيا لا يدعي انه قادم لاحتلال اراضي اوكرانيا واحلال شعب مكان الشعب الاصيل على الارض الاوكرانية ؛ وفوق هذا اعلنت القيادة الروسية انها لا تريد احتلالًا ؛ بل تريد ضمانا بان لا تتحول الارض الاوكرانية قاعدة تهديد لروسيا المجاورة ، والروس سوف ينسحبون  اذا  ضمنوا امنهم ؛ الامر الذي خضع لتدخلات من الولايات المتحدة الامريكية ومن دول الحلف الاطلسي وتحريض وتعبئة وتدريب قوات ومتطوعين ( اغلبهم مرتزقة .. ) ودفعهم الى الاراضي الاوكرانية . ويمكن ان نلاحظ الموقف الروسي من حجم القتلى المدنيين ونقارنه بحجم القتلى من الجيش الروسي لنتعرف على حجم الضحايا  ، واستخدام المدنيين دروعا بشرية ممن يطلق عليهم ( المقاومة الاوكرانية ) ..

من يتصدى للكتابة ويطلق عنان خياله ويجري مقارناته السطحية ان يراجع اسباب الازمة من جذورها وعمليات التعبئة والتحشيد الامريكي خاصة والاطلسي عامة ضد روسيا وقالتلويح والتصريح بالعداء الى روسيا والصين من الادارات الامريكية ؛ باعتبار ان روسيا والصين والعراق وليبيا وايران كانت وفق مراكز الدراسات الامريكية هم اعداء المعسكر الرأسمالى ( العالم الحر !! ) وهذا ما تضمنته العناصر الرئيسية في حملة بايدن في انتخابات الرئاسة الامريكية الاخيرة عندما حدد دولتي روسيا والصين دولتان معاديتان واغفل تماما ازمة الشرق الاوسط والاحتلال الاسرائيلي ، وتراجع عن وعوده في اعادة فتح القنصلية الامريكية في القدس ..

دون الرغبة في الدفاع او تبني الموقف الروسي لكن لا بد من التذكير بالمحاولات  التي اجرتها القيادة الروسية منذ عدة اشهر للوصول الى اتفاق مكتوب مع الولايات المتحدة الامريكية يحفظ امن روسيا من خلال عدم ادخال اوكرانيا في حلف الناتو وسحب الصواريخ النووية عن حدود روسيا من دول اخري اصبحت حليفة لامريكا ، ولكن الاخيرة رفضت كل ذلك واصرت على تحريض اوكرانيا والدول الاوروبية وبكل الوسائل ؛ بما فيها مختبرات الاسلحة الجرثومية والكيماوية ( ومن المعلن ان بريطانيا قامت بتدريب ٢٠ الف جندي اوكراني استعدادا للمواجهة مع روسيا ،؛ دون ان ننسى حملات التعبئة والتضليل الاعلامي والكذب المكشوف بما لا يقل ضررا عن التحشيد للمليشيات القومية العنصرية ..

ان تتبع مجريات تطور التحشيد والعداء المتواصل يتم بتوجيه الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل اساس وجوهر الموقف هو السيطرة الاستعمارية على الموارد الاقتصادية وهيمنة القطب الواحد على العالم ; ولا اظن ان روسيا والصين سوف تسلمان بذلك ، ولا اتمنى ان يأخذ احدنا الطعم المسموم ….

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير