ميسا جيوسي تكتب لوطن .. إلى متى؟

25.01.2022 04:43 PM

في كل عام وفي مثل هذا التوقيت أكتب، اغير عنوان المقال ليعكس صدى الألم الذي يتخلل الروح من صور وصلت وملايين المشاهد التي لم تنقلها عدسة ولم تعبر لنا من حناجر الصغار المتجمدة.

اليوم أنا أكتب ثانية وكل ما يدور ببالي هو سؤال بسيط جدا ، ما ذنبهم؟ ما ذنب هؤلاء الأطفال والنساء والشيوخ والمعاقين والمرضى؟ ما ذنبهم؟ هل كل ما اقترفوه ان كتب عليهم ان يولدوا في بلاد لا كرامة لهم فيها؟ في بلاد لا قيمة لهم فيها؟ في بلاد لا ترى ولا تسمع ولا تحس إلا بمن يتمايلون خلف شاشات براقة بملابس شبه عارية في غرف مدفأة لا خيم تلتهمها الثلوج وتبتلعها العواصف.

ما الذي حدث لنا؟ افقدنا كل ما يمكن للبشر أن يحسو به من مشاعر؟ مالي لا أريد أن أنظر لصورهم؟ اهو العجز الصارخ فينا من كل حدب وصوب؟ أهو الابتعاد عن الشعور بالذنب تحت غطاء الجهل المريح. فمن لا يرى، لا يعلم وبالتالي لا يحرك ساكنا داخله أو حوله. وهناك كثر ممن يرون ولا يهزهم مشهد طفلة تجري حافية القدمين بين خيام التهمها بياض الثلج بالرغم من سواد الظروف. لا يهم أين هم؟ ولا من أين هم؟ ولا دينهم ولا لغتهم ولا اصلهم ولا فصلهم هم بشر وكفى... بشر وكفى في زمن لم يعد للبشرية من اسمها نصيب. فأصبحنا نتداول فيديوهات لحيوان يرأف بآخر ونكتب تعليقات عن جمال المشهد وروعته، بينما نغض الطرف ،كمن رأى منكرا، عن طفل يصرخ في وجه القهر كفى! لا يا صغيري، دعني اقل لك أنك بعيد جدا عن انتهاء المعاناة، وبأن في خيمتك الصغيرة لغيرك مكسب كبير. وبأن بصرختك المكبوتة لغيرك غنائم كثيرة.

انت ايها الصغير الغافي في اليمن، ايتها الصغيرة المتأملة بسقف الخيمة في ريف حلب، ايها الصغير المفترش شارعا في بغداد، او يغطيها سقف من المعدن المهترئ في مخيمات لبنان، كلكم جئتم زيادة على نص الكروش والعروش فارحلوا من المشهد الجميل دونكم، وانصرفوا دون أن تزعجوا مسائنا الدافئ الجميل. فلتذهبوا جميعا للجحيم!!!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير