دراسة إسرائيلية: سياسة روسيا نجحت ببقاء الأسد

26.06.2013 09:22 AM
وطن- وكالات: رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، والمُرتبط بالمؤسستين السياسية والأمنية في تل أبيب،أن انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، وفق الشروط التي وضعتها روسيا، خلال قمة الـG8 الأخيرة في شمال إيرلندا، يؤكد بشكل قاطع على التغييرات التدريجية في وضع موسكو السياسي وتحولها إلى لاعب مركزي في الساحة الدولية، كما قال مُعد الدراسة تسفي ماغين، المختص بالشؤون الروسية.

وتابع قائلاً إن ا"لنزاع على مستقبل سوريا تحول إلى نزاع في الحلبة الدولية، حيث تقوم روسيا والولايات المتحدة الأميركية بأداء الدور المركزي، بواسطة الضغوطات والتهديدات ومحاولات التوصل إلى تفاهم"، لافتًا إلى أن القمة الأخيرة في إيرلندا ناقشت بشكل كبير الملف السوري، بما في ذلك اللقاءات الصدامية التي دارت خلال القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ونظيره الأميركي، باراك أوباما، وتحديدًا في مسألة انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، والتي تم الاتفاق عليها خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى موسكو في بداية شهر أيار الماضي، حيث تمحور الخلاف الرئيس والحاد بين الطرفين حول بقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في منصبه، على حد قول الباحث الإسرائيلي.

علاوة على ذلك، أوضحت الدراسة أنه بالإضافة إلى أن المعركة حول سوريا تحولت إلى معركة دولية، والتي ستُلقي بظلالها وتداعياتها على مصالح الدول العظمى، فقد تحول النزاع بين موسكو وواشنطن إلى نزاع دولي، وبدأ هذا الصراع بين الدولتين العظمتين يتأجج منذ بداية ما يُطلق عليه اسم الربيع العربي، حول مصالحهما في جميع أرجاء العالم.

وفي إطار هذا النزاع، أضافت الدراسة، اختارت روسيا أنْ تكون الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، الحلبة المركزية في الصراع، وانتهجت سياسة التحديات، التي تشمل الدعم المكثف لنظام الرئيس الأسد، من الناحية العسكرية، وما زالت تعمل بجدية بالغة وبإصرار تامٍ على منع أي تدخل عسكري ضد سوريا من قبل الغرب، وأقر الباحث أن السياسة الروسية نجحت حتى الآن أكثر من المتوقع، وتحديداً في كل ما يتعلق ببقاء الرئيس الأسد في منصبه، مشيرًا إلى أن صناع القرار في موسكو يُريدون ترجمة الانتصار السياسي بواسطة عقد مؤتمر جنيف الثاني حول مستقبل سوريا، وتثبيت موقعها في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز نفوذها في العالم، وبالتالي، هنا يكمن عدم توق الولايات المتحدة وحلفائها إلى عقد المؤتمر، وذلك لاعتقادهم بأن أيام الرئيس الأسد باتت معدودة، ولا تُريد المساهمة في إبقائه بمنصبه، وبالمقابل تُعرب أميركا وحلفهائها عن موافقتهم على منح روسيا تعويضات عن خسارتها سوريا في أماكن أخرى بالعالم، إن كان ذلك في الشرق الأوسط أوْ في أماكن أخرى توجد فيها لروسيا مصالح، على حد قوله.

وأردف الباحث قائلاً إن الخلافات بين الطرفين حول الحلول المستقبلية للمشكلة السوريةـ، تحولت إلى قضية مفصلية بين الطرفين، فمن ناحية أكدت موسكو على نيتها تزويد دمشق بمنظومة الصواريخ المتطورة من طراز إس 300، فيما أعلنت أميركا أنها تدرس إلغاء الحظر على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة لمحاربة النظام، كما هددت واشنطن بإنشاء منطقة حظر جوي في سورية، بالإضافة إلى الإعلان الأميركي عن اجتياز النظام في سوريا الخطوط الحمراء، كما أن أميركا قامت بنصب صواريخ ضد الطائرات في الأردن والمقاتلات الحربية على أراضي المملكة، بالإضافة إلى التدريبات المشتركة التي تجري على الأرضي الأردنية.

ورأى الباحث الإسرائيلي أنه في القمة الأخيرة في إيرلندا توصلت الأطراف إلى اتفاق حول العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بسوريا، ولكن بقيت مسألتين مهمتين مركز الخلاف: استعمال الأسلحة الكيميائية وبقاء الرئيس الأسد في منصبه، لافتًا إلى أن القضية الأولى وجدت حلها في نص البيان الختامي بشكل حذر، أما الثانية، فقد بقيت مفتوحة، حيث جاء في البيان تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، بينا تم ترك قضية الأسد والمسائل الأخرى مفتوحة، على حد قول الدراسة.
تصميم وتطوير