عيب.. على هامش استقبال عساف-فتحي صباح
26.06.2013 08:49 AM
لكن قبل أن أتحدث عن العيوب، أود أن أشكر الزميلين محمود الفرا ووسام رضوان من المكتب الاعلامي الحكومي وبدر بدر من مكتب الاعلام في وزارة الداخلية على الجهد الذي بذلوه لتسهيل عمل الصحافيين في المعبر، وضاع سدى.
كما أود أن أشير الى أنني لم أتعرض للاعتداء من قبل الشرطة في المعبر، بل إن الزميل عماد حمد من شركة "سكرين" هو الذي تعرض للاعتداء أمام عيني وعيون عدد من الزملاء الصحافيين.
وبصدق وأمانة فإن الشرطي الذي اعتدى عليه هو المخطئ وهو من بدأ بالشتم والسب ثم ضرب رأس عماد برأسه، أي "نطحه راس" كما نقول بالعامية.
وطبعاً لأن الشرطي مصدق عن غيره حتى لو كان كاذباً، فإن ادارة المعبر صدقت الشرطي وطردت عماد من المعبر.
ولم تكتفِ بذلك بل أخرجوه خارج البوابة وانهال عليه عدد من رجال الشرطة بالضرب.
فتخيلوا كيف يكون الظلم بالوقوف مع المعتدي وضرب صاحب الحق!!
لذا أنا احتججت بشدة على ضرب عماد وأقسمت أغلظ الأيمان أمام ادارة المعبر وغيرهم أن عماد لم يخطئ مع الشرطي بل الشرطي البادئ بسب الصحافة والضرب، ومن هنا سأفترض حسن النية وأقول أنه ربما اعتقد البعض أنه تم الاعتداء عليّ أثناء الحديث مع الشرطة وادارة المعابر.
وبالمناسبة أنا فوجئت بأن عشرات الأصدقاء والزملاء يتصلون للاطمئنان والاستفسار عما حصل، باستثناء الموقع الذي نشر "السبق" الصحافي المتمثل بالاعتداء عليّ، وبالطبع نفيت، لكني أكدت الاعتداء على عماد حمد ومع ذلك لم تنشر أي جهة خبراً واحداً عن عماد المعتدى عليه حقيقة.
نعود لجهد الفرا ورضوان وبدر الضائع سدى.
لماذا لأن التنظيم كان فاشلا بامتياز.
لماذا التنظيم فاشل، لأن الموظفين ورجال الشرطة كل واحد فيهم يعتقد نفسه وزير الداخلية أو رئيس الوزراء، لدرجة أن شرطياً رفض ادخال شخص المعبر "حتى لو أجى وزير الداخلية" !!
بصراحة هذا عيب، إن أهم ما يميز رجال الجيش والشرطة مستوى الانضباط، أنا أعرف أن أكثر تنظيم فلسطيني يتميز بالانضباط هو "حماس" لكن رجال الشرطة والضباط والمسؤولين لم يكونوا "منضبطين" اليوم، وبعضهم انفلت لسانه في الحديث بشكل غير مسؤول، والبعض الاخر "مش شايف حدا بالعين".
بدأ العيب بأن تركوا الصحافيين "يسحبوها" مشياً على الأقدام من بوابة المعبر الى بوابة صالة الشخصيات المهمة، ثم "لطعونا" بين الشمس الحارقة، وظلال أشجار وارفة فيها عدد قليل جداً من المقاعد فـ"صُلبنا" منذ العاشرة والنصف تقريباً وحتى بعد الرابعة.
وعيب اخر تمثل في الفوضى من قبل المواطنين: يبدو أننا شعب فوضوي بامتياز، والفوضى لا تقابلها إلا عصى شرطي غليظة لا تعرف الرحمة، ولا تفرق بين فوضوي وغير فوضوي ولا بين طفل ورجل ولا حتى امرأة "اللي بقع تحت العصا....".
وجاءت الطامة الكبرى والعيب الأكبر عندما "خطف" السيد منيب المصري محمد عساف بعد مؤتمر صحافي قصير جداً، من بوابة خلفية للمعبر وتوجه به الى فندقه "المشتل" وترك الاف الناس الذين انتظروا محبوبهم عساف منذ الثامنة صباحاً في "عز الحر" مصدومين غير مصدقين أنهم حُرموا من رؤية محبوبهم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فتوجهنا الى منزل عساف فوجدنا الاف الناس ينتظرون منذ الصباح ايضاً دون جدوى لأن عساف "محبوس" في المشتل حتى الان.
قالت لي امرأة عند بوابة المعبر بعدما أخبرتها أن عساف خرج من البوابة الخلفية: مش حرام عليهم ننطر من الصبح وما نشوفه حسبي الله ونعم الوكيل.
أليس كل هذه عيوب؟!
نصيحة لمحمد عساف من مخلص: لا تدع أحداً مهما يكن منصبه أن يبعدك عن أصحاب الثمانية ملايين صوت التي منحوك اياها، وإلا لن تساوي في نظرهم حينها أكثر من ثمانية قروش.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء