بقدم واحدة.. الإصابة التي حولت محمد من مُسعف إلى نجار ماهر

09.12.2021 11:14 AM

غزة- وطن- احمد مغاري:

هناك من يبني جسراً من الأمل فوق بحيرة من اليأس وأخرين ترهقهم الحياة ويسلموا لها دون طموح أو عزيمة وتحدي للخروج من تلك الدائرة ليبقوا رهائن الاحباط الذي تسلل إليهم كالسم ليقتلهم رويداً رويداً.

محمد زيدان (40) عاماً بنى جسراً من الأمل فوق بحار من اليأس، ليرسم لنفسه حياة جديدة صنعها بيديه ليثبت للعالم أجمع أن الإعاقة هي اعاقة العقل لا الجسد ومن أراد الوصول سيصل وإن اغلقت جميع الطرق أمامه.

محمد تعرض لقصف إسرائيلي في عام 2008 أثناء قيامه بواجبه الإنساني، ليفقد على أثر ذلك قدمه اليمنى، وتصاب الأخرى بضمور للعضلات الأمر الذي جعله يصبح من ذوي الإعاقة.

وفي سياق ذلك يقول محمد لوطن: "اصبت اثناء عملي في الدفاع المدني، وعلى إثرها فقدت قدمي ونقلت لمصر لتقلي العلاج، وبعد العودة من رحلة العلاج حاول العودة لعمله ولكنه لم يستطيع".

وتابع: أنا شخص تعودت على الحركة بشكل دائم ومستمر ولكني بعد ان فقدت قدمي تركت العمل دون إرادة مني فأصبت باليأس، ولكني لم استسلم وأردت أن أشغل وقتي بأشياء مفيدة تنسيني ألم اصابتي، وتجعلني أعود للحياة من جديد.

وأكمل أنه بتمويل من تركيا التحق بمشروع إرادة بالجامعة الإسلامية لذوي الإعاقة ، لمدة ستة شهور في مجال التدريب المهني، وتعلم فن تنجيد وصناعة الكنب وبعد أن انهى فترة تدريبه عمل في أحد شركات الكنب.

حلمه لم يقف هنا فيتابع حديثه: بعد أن عملت في شركة لتنجيد الكنب ورأيت كيف يتم صناعة الأطقم والموبيليا بادرت من نفسي وقمت بفتح مشروعي الصغير داخل منزلي بأدوات بسيطة لتنجيد الكنب وصنعه.

وبعد فترة ليست بالطويلة طور من نفسه وقام بصناعة الأثاث المنزلي وأطقم النوم، وقام بتوسعة مكانه ليصبح منجرة عصرية، تقوم بتجهيز جميع الأثاث المنزلي واطقم النوم وغيرها، في تحدي منه للإعاقة وصنع الممكن من المستحيل.

واختتم زيدان حديثه قائلا: "في غزة الكثير من ذوي الإعاقة من ظنوا أن الحياة توقفت ولم يعد لهم فيها شيء، ولكنه لم يدركوا أنه يجب البدء من هنا فالإعاقة هي إعاقة العقل لا الجسد".

تصميم وتطوير