محمد عساف ... فلسطيني سيملأ فراغ موسيقى بلاده-حسن آل قريش
25.06.2013 07:55 AM

تسلط هذه الصورة الضوء على مشهد أساسي في قصة الفتى الذي أسر قلوب الفلسطينيين والعرب ليظفر بلقب برنامجmbc متفوقا على السورية فرح يوسف والمصري أحمد جمال، وربما كان المشهد بحاجة إلى صورة رابعة تنقل احتفالات الشتات الفلسطيني ومخيماته في الدول العربية بفوز الشاب الأسمر باللقب.
مشهد احتفالات الشتات الفلسطيني الذي انفجر رصاصا وألعابا نارية تكفلت بنقله على الشاشة أيضا قنوات لبنانية نقلت جانبا من ابتهاج أبناء مخيمات شاتيلا وبرج البراجنة في لبنان، فيما وصلت إلى الإعلام صور من احتفالات مخيمات الفلسطينيين في الأردن، وحدها مخيمات الفلسطينيين في سورية بقيت صامتة، أو بالأحرى لم تبق صامتة، لكن إطلاق الرصاص هنا كان يعود لاشتباكات أطراف الصراع السوري، لا للفرح والغناء.
أظهر فوز عساف، حاجة الفلسطينيين للفرح، حاجتهم لاجتياح الشوارع بعيدا عن المظاهرات والتنديد، حاجتهم لنسيان حالة الانقسام بين الضفة وغزة، ولنسيان حواجز الذل الإسرائيلية والحرب المستمرة من عشرات الأعوام.
تمثل قصة محمد عساف نموذجا عن الإصرار الفلسطيني، منذ بدايته في الأحياء الغارقة في فقرها بقطاع غزة طفلا صغيرا، مرورا بالتضييق عليه من سلطات حركة حماس التي تسيطر على القطاع، وانتهاء بلحظة سجوده العفوية بعد إعلان النتائج النهائية مساء السبت في الحلقة الأخيرة من الموسم الثاني، والتي أحياها الفنان اللبناني عاصي الحلاني.
أتى محمد عساف ليملأ فراغا فلسطينيا بامتياز، فالثقافة والفن الفلسطيني قدم للعرب شعراء كبار، إبراهيم وفدوى طوقان وسميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وآخرين، كما قدم روائيا بحجم غسان كنفاني وقاصا كإميل حبيبي ورسام كاريكاتير لا يضاهى هو ناجي العلي ومفكرين بارزين كعزمي بشارة، لكن الموسيقى والغناء بقيت مقتصرة في معظمها على إعادة تقديم الفلكلور، لا نجم غناء فلسطيني له حضور على الساحة العربية، حيث لكل بلد ربما نجمه العربي، فلسوريا جورج وسوف وللعراق كاظم الساهر وللسعودية محمد عبده ولمصر نجوم أكثر من أن يتم إيرادهم هنا، وللبنان كذلك، ولتونس لطيفة وللمغرب سميرة سعيد وللكويت عبد الله الرويشد وهكذا.
قد تكون أبرز المصاعب التي ستواجه الفتى الأسمر حاليا، هي حالة التسييس التي تصر أطراف فلسطينية سبغها على موهبته، فخلال المشاركة بدا واضحا السعي إلى اختلاق أخبار ذات طابع سياسي بحت متعلقة بعساف، فتارة تنتشر أنباء عن منع حماس من نشر صورته في القطاع، وتارة تتوارد أخبار عن إرسال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوفد يمثل السلطة الفلسطينية لمقابلته في بيروت ومتابعة مشاركته.
مع إعلان نهاية الجولة الأولى من مشواره الفني أمس، حصد عساف لقب "محبوب العرب"، ومنحته وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لقب سفيرها للنوايا الحسنة، وتسلم درعاً تذكارياً من وفد الوكالة الذي حضر السهرة الأخيرة. كما منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقب سفير النوايا الحسنة مع المزايا الديبلوماسية تقديراً لفنه، وتسلم عساف جائزة الفوز من المطرب عاصي الحلاني.
قد تكون الجائزتان ذات الطابع السياسي أكبر نقمة حلت بالشاب الفلسطيني الذي يحتاج أكثر ما يحتاج الآن إلى التفرغ للفن، لا للسياسة.
استقبال شعبي ورسمي له في القاهرة
إلى ذلك، حظي الفنان الفلسطيني الشاب محمد عساف نجم برنامج "أراب إيدول" باستقبال شعبي ودبلوماسي في مطار القاهرة لدي عودته إليها ظهر امس قادماً من العاصمة اللبنانية بيروت، وكان في استقباله بالمطار العشرات من معجبيه بالاضافة الى اعضاء السفارة الفلسطينية بالقاهرة.
وحمل محبو عساف الفنان الشاب على أعناقهم وقاموا بإهدائه باقات من الورود علما بأن الصالة التي وصل عليها شهدت إجراءات أمنية مشددة بسبب تواجد السفير الفلسطيني في مصر هناك.
وتصادف وجود ماجد المهندس وقصي الخولي على متن نفس الطائرة التي وصل عليها عساف من بيروت حيث قدموا له التهنئة على الفوز بلقب البرنامج وأشادوا بصوته وإمكانياته، فيما حرص على ارتداء الكوفية الفلسطينية خلال الاحتفال مع محبيه.
وحلّ عساف برفقة زميله احمد جمال ضيفاً على الاعلامية منى الشاذلي في حلقة امس من برنامجها "جملة مفيده" والذي يذاع على شاشة ام بي سي مصر، علما بأن عساف يستعد للعودة الي قطاع غزه خلال ساعات حيث من المقرر ان يقوم بعبور معبر رفح البري قبل أن يتم إغلاقه يوم الجمعه المقبلة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء