عذراً طارق – الأسير المحرر بلال ذياب
25.06.2013 07:51 AM

يتساءل الناس من هو طارق هذا ؟، إنه الطفل الشهيد الذي فتح عينيه على هذه الدنيا ولم تكن نظرته الأولى للحياة مثل باقي أطفال العالم ! تفتحت عيناه ولم يكن أمامه أب ولن تحضنه يداه، وحرم من كلمة بابا بعد أن خرج الى الدنيا وأباه الأخ المجاهد أحمد السكني (أبو طارق) الذي شاء القدر أن أتعرف عليه في سجن شطة.
حينما التقيت الأسير أحمد السكني عرفت اسم طارق منه، واليوم عرفت وجه طارق حين شاهدته على الفضائيات وهو يناشد العالم كي يرى والده الأسير.
لن أنسى دمعات أحمد التي خرجت رغماً عنه، ولم يتماسك نفسه حين تلقى نبأ خبر وفاة والده وهو خلف القضبان في سجون الحقد يدفع ثمن جهاده ضد الصهاينة.
لقد ذاق الطفل الشهيد مرارة فراق والده والبعد عنه ولوعة عدم احتضان أبيه، وكبر طارق وهو يقول متى سأرى أبي؟ متى احضن أبي كباقي أطفال العالم؟.
وكان يوم أمس آخر لحظاته في هذه الدنيا عندما طالب العالم ببعض حقوقه كطفل، فلم يطالب بتحريره ولكن أن يراه فقط، ولم يطالب بدعم من وسائل الإعلام من أجل نصرة أبيه وكافة الأسرى، ولم يطالب السفارات والمؤسسات بشرح معاناة الأسرى للعالم الصامت، اكتفى بأن يطلب من العالم أن يرى أبيه.
ومن هذا الموقف المؤلم الذي تدمي له القلوب أخاطب كل ضمير حي، أخاطب كل مسؤول وكل من يدفع عشرات الملايين لقضايا أخرى، إلى متى نتجاهل الأسرى ومعاناة عائلاتهم وأطفالهم؟.
إلى متى سنبقى نغمض أعيننا عن معاناتهم، ومن يتذكر أن الأسرى ضحوا بزهرات عمرهم من اجل أن نعيش بكرامة وحرية !!.
فهل سيأتي يوم نشاهد تحقيق أحلام أطفال الأسرى برؤية آبائهم وباحتضانهم كباقي أطفال العالم.
وأختتم يا أهلنا في غزة الحبيبة .. غزة العزة، قيادة وجنداً اجعلوا من وفاة الطفل البريء طارق فرصة للوحدة والتماسك وأعدوا العدة من أجل تلبية ما نادى به الشهيد الطفل قبل وفاته.
رحمة الله عليك يا طارق وصبرك الله أخي الكريم احمد السكني وعائلتك الكريمة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء