الخبير البيئي د. أبو قرع يدعو الى مراجعة دورية للمبيدات الكيميائية المستخدمة في بلادنا

04.12.2021 09:35 AM

وطن- خاص: أشار الخبير البيئي د.عقل ابو قرع الى أبحاث ودراسات جديدة من مناطق مختلفة في العالم، تُظهر أن هناك علاقه بين كثافة استخدام المبيدات الكيميائية، أو بين استخدام أنواع معينة من المبيدات وبين انتشار أمراض غير سارية في تلك المناطق، وبالأخص أمراض السرطان بأنواعها، وكذلك أمراض عصبية وتشوهات خلقية عند الاجنة والنساء الحوامل وأمراض لها علاقة بتغييرات هرمونية ينتج عنها ضعف النمو وتشوهات متعددة.

وطالب د.ابو قرع، الجهات الرسمية المعنية الى المراجعة الدورية وبشكل علمي موضوعي لانواع وكميات المبيدات المستخدمة في بلادنا، سواء تلك التي تستخدم في الزراعة او التي يتم استعمالها في مجالات الصحة العامة، بحيث يتم تحديث قائمة المبيدات المستعملة في بلادنا بناء عل نتائج الدراسات والابحاث المتعلقة بالمبيدات والتي يتم نشرها عالميا بشكل متواصل.

ودعا الى اتخاذ اجراءات صارمة وتطبيق قوانين رادعة بحق من يقوم بتهريب مبيدات خطيرة ومحظورة الى بلادنا، وكذلك الى تشديد الرقابة وحملات التفتيش على استيراد وأماكن تخزين المبيدات وعلى محلات بيع المبيدات، وكذلك الى القيام بحملات توعية من أجل الالتزام بما يعرف ب "فترة الامان" للمبيد. 

أمراض السرطان

ونوه د. أبو قرع الى تقارير وزارة الصحة الفلسطينية التي تؤكد التصاعد الكبير في نسبة الاصابة بالامراض السرطانية، والتي تشير الى ان الامراض السرطانية باتت تشكل المسبب الثاني للوفاة في فلسطين، وان اكثر امراض السرطان انتشارا  هي سرطانات الرئة والثدي، وان هنالك العديد من الدراسات في مناطق مختلفه في العالم، اشار الى تزايد حالات السرطان في المناطق الزراعية المكثفه.

الاثار بعيدة المدى

وبين ان هناك اثار صحية بعيدة المدى للمبيدات، وهذا هو التأثير الاكثر خطورة، حيث يتعرض الإنسان إلى كميات قليلة من المبيدات، سواء من خلال التواجد في البيئة المحيطة بمنطقة رش المبيد أو من خلال بقايا الطعام، ومع الزمن تبدأ الآثار السلبية تظهر على شكل أمراض خطيرة، كالأمراض العصبية، امراض السرطان، أمراض الجهاز التنفسي، والتشوهات الخُلقية عند الأطفال، خاصة أن هناك العديد من الدراسات المنشورة تؤكد ان أنواع مختلفة من المبيدات تنتقل من الأم إلى الجنين من خلال المشيمة، وما لذلك من عواقب وخيمة.

استعمال المبيدات في بلادنا

وبين أن تدوال الانباء في بلادنا بين الفينة والاخرى، عن وجود بقايا للمبيدات في الطعام، يمكن أن يحدث إرباكا للمواطن الفلسطيني الذي يستهلك يوميا خضارا وفواكة ولحوم ومنتجات البان وما الى ذلك، بالاخص حين لا يتم الالتزام بفترة الامان للمبيد، وكذلك يشير الى مدى اهمية موضوع المبيدات الكيميائية، سواء من حيث استيرادها، وبيعها، وتخزينها واستعمالها وكذلك كيفية التعامل مع مضاعفات الاستخدام غير السليم لها، وهذا يؤكد كذلك على الدور الهام الذي يجب ان تلعبه الجهات الرسميه فيما يتعلق بتسجيل واستعمال ومراقبة المبيدات الكيميائية في فلسطين.

المبيدات والطعام

واردف أبو قرع ان هناك آثار صحية آنية للتعامل غير السليم مع المبيدات، حيث قد يؤدى استخدام مبيدات إلى تسمم الإنسان، والتأثير على سلامته بشكل فوري، مثل استخدام مبيدات الفسفور العضوية، ومبيدات الكارباميت التي بعضها يستخدم في فلسطين، التي لها آثار مباشرة على انزيمات الدم والجهاز العصبي إذا تعرض لها الإنسان في الحقل أو من خلال استهلاك الطعام، وهناك فئات معينة كالأطفال والنساء الحوامل واجنتهم هم الأكثر تأثراً من خلال التعرض لهذه المبيدات، لان معظم المبيدات الحشرية تعمل من خلال التأثير على الجهاز العصبي المركزي. 

المبيدات والتلوث البيئي

واضاف د.أبو قرع ان هناك اثارا على النظام البيئي، بسبب الاستخدام الخاطئ للمبيدات، حيث يتم إدخال المبيدات إلى البيئة من قبل الإنسان وخاصة إلى الحقل، ولكن هذه المبيدات تبقى لفتره ومن ثم تنتقل في النظام البيئي، فمنها ما ينتقل خلال حبيبات التربة ومن ثم إلى المياه، وخاصة المياه الجوفية ويلوث مخزون المياه، ومن المبيدات من يتطاير إلى الهواء ويلوث الهواء الذي نستنشق، ومنها من يبقى في المحصول ويتراكم (خاصة المبيدات التي تتحلل بصعوبة او خلال فترة زمنية طويلة) ومن ثم يتم استهلاكه مع المحصول من قبل الإنسان، ومن المبيدات ما يبقى لفترات طويلة جدا تمتد لسنوات في التربة وبالتالي يؤثر على خصوبتها وإنتاجيتها.

تصميم وتطوير