اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

29.11.2021 09:10 AM

 كتبت لما طه الفقيه : في الثاني من شهر كانون الأول من العام 1977، أعلنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارها المرقم (32/40 ب) والذي نص على اعتبار "يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر" من كل عام يوما للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وحقوقه في إنهاء الاحتلال وتصفية الاستعمار وتقرير المصير أسوة ببقية شعوب الأرض.

والمعروف ان هذا القرار قد جاء على خلفية قرار سابق للجمعية العمومية رقمه 181 لسنة 1947 والذي يقضي بتقسيم أرض فلسطين التاريخية إلى دولتين: عـربيـة (حوالي 44% من الأرض، يعيش فيها بضعةآلاف من اليهود)، ويـهوديـة (حوالي 56% من الأرض، يعيش فيها ما يزيد عن مئة وعشرين ألفاً من العرب أصحاب البلاد الأصليين) مع تدويل القدس.

بيد أن الحركة الصهيونية العالمية والدوائر الدولية المعادية لطموحات الشعب الفلسطيني والظروف النضالية الصعبة والمعقدة التي مرت بها آنذاك حركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية أجهضت مضمون هذا القرار الاممي وحرمت الفلسطينيين من إنشاء دولتهم الوطنية المستقلة على مدار عقود من الزمن، تاركة الطريق مفتوحة أمام إسرائيل لتحقيق أهدافها بإلغاء الحقوق السياسية والتاريخية للشعب الفلسطيني من على أرضه.

واليوم، وبالرغم من كل القيود والعقبات والعقوبات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لم يستطع الغزاة إخضاع وإركاع هذا الشعب، الذي لا يزال يحمل غصن الزيتون الذي رفعه القائد التاريخي ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974، مؤكدا على مدار عقود من الكفاح الباسل أنه شعب قادر على حماية مشروعه الوطني، وهو ما أدركته إسرائيل والعالم أجمع، فتعاظمت حركة التأييد الدولي للشعب العربي الفلسطيني وسعيه للحصول على حقوقه التاريخية في الأرض وإقامة الدولة الوطنية المستقلة والقدس عاصمة لها، مع التأكيد على أن قرار الجمعية العمومية المرقم (194) الذي يدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم هو جوهر القضية الفلسطينية، وأنه حق لا يسقط بالتقادم، وأن ذلك  مسؤولية دائمة للأمم المتحدة الى أن يتم تنفيذ قرارها بإنشاء دولتين مستقلتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن واحترام متبادل.

وفي هذا الإطار، تأتي الفعاليات الرسمية والشعبية في كل بقاع العالم لتؤكد يوم (29/11/2011) وكل يوم هي أيام التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني، ومؤازرة تمسكه بالشرعية الدولية والقرارات الدوليـة، وخاصة قرارات الأمم المتحدة المرقمة: (181) و(194) و(242) و(338)، ودعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم وضمان حق عودتهم إلى ديارهم، وتكريس الجهود للضغط على القوى الدولية لدفع إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين، ورفع الحصار الظالم عن غزة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير