فلسطين وجدان العرب .. بقلم رئيسة التحرير : سائدة حمد

23.06.2013 11:57 AM
للمقاومة رسالة، وللفن رسالة، ولعشق الأرض والإنسان بأسمى تجلياته رسالة. وكل الرسائل تخطها حروف. فما بالكم إن كانت تلك الحروف عربية؟

نحو سبعين مليون عربي صوتوا لمحمد العربي الفلسطيني.. استفتاء قل نظيره في زمن تكالبت كل قوى الأرض من أجل إحلال القطرية والطائفية والمذهبية في بلاد العرب فقط لكي تُنسى فلسطين، فجاء الرد بلغة الضاد.

من رحم الشقاء "الذي لم يشبع منا"، كما قال محبوب العرب محمد، في الأنشودة الملحمة أداء وكلمات، خرج الفتى الأسمر ابن الرملة من مخيمات اللجوء، ليوقظ العرب من كبوتهم ويصدح صوته " فلسطين يا أمي، يا ساكنة في دمي... يا عرب إصحوا ويا عروبة تجددي".

صوَت العرب لحنجرة الفلسطيني، نعم. صوتوا للحزن المعرش في العيون والسماء، نعم. صوتوا لابتسامة طفولية تجترح الفرح، نعم. لكنهم صوتوا أيضا ضد وضع العروبة الأممية تحت المقصلة.

فرح الفلسطينيون انتصارا لابن المخيم رمز القضية، نعم. فرحوا رغم الجرح النازف، نعم. لكنهم فرحوا أيضا للفتى الأصيل الذي لم ينس ببساطته اللذيذة للحظة هويته ليشهد العالم أن "الفلسطيني لم يهن للمعتدي".

تحية للعروبي نزار فرنسيس الذي خط كلمات "يا دنيا علي اشهدي ما هنت للمعتدي ويا شعوب الضاد بالوجع توحدي" وتحية لفتى الأرض السمراء الذي كابر وتماسك رغم اللحظة المهيبة وتألق صوتا وحضورا وقبَل علما ورفع رأسه نحو السماء حمدا وشكرا. فقبل وبعد كل شيء هذه الأرض العربية مهد الديانات السماوية و"الدار إلنا الدار".

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير