عساف والأسرى -الأسير المحرر: بلال ذياب

22.06.2013 04:29 PM
بقلم الأسير المحرر: بلال ذياب

جنين- وطن: في الوقت الذي يجب أن تكون البوصلة موجهة نحو الأسرى الذين يتفنن العدو بعذابهم ويتلذذ بجراحاتهم ، وفي الوقت الذي يجب أن تكون كل الجهود موحدة لنصرة الأسرى، ومن أجل تثبيت حقوقهم التي انتزعت بجوعهم وأمعائهم الخاوية وبعدها تم الاتفاق على مطالبهم بعد معركة طويلة شرسة استطاع الأسرى أن يرغموا العدو على الاتفاق معهم والخضوع لمطالبهم ولكن العدو تفنن بالتنصل من الاتفاق الذي وقع في سجن عسقلان.

ولم يأت هذا التنصل إلا بعدما شاهد العدو قلة الوقفة الشعبية والرسمية مع الأسرى، والذي زاد الجرح ألما ودفعني للحديث بهذا الوقت الأليم والأحداث المؤسفة التي نعيشها وأقولها بكل ألم وجرح نازف لحالنا ما يسمى اليوم الذي أشغل كل شعبنا وأنفقت الأموال واستنزفت الطاقات والتعليمات والتصريحات من المؤسسات الرسمية وبعض القيادات صاحبة مسؤولية في هذا المجال التي أوعزت الى كل سفراء دولة فلسطين في العالم من شرقه إلى غربه أن يقفوا بكل ما يستطيعوا من دعم مادي ومعنوي وإعلامي - وهنا أركز على كلمة إعلامي - من أجل برنامج غناء الذي سوق إلينا تحت ما يسمى الفن والترفيه عن النفس في الوقت الذي دماء المسلمين تنزف ليلاً نهاراً في كل مكان وجراحاتهم تزداد ألما وأعراضهم تنتهك، والاستيطان يزداد وحشية والاحتلال بواصل مشروعه الصهيوني النازي في المنطقة وبالأخص في القدس الشريف حدث ولا حرج عن التهويد وتدمير المنازل وتدنيس الأقصى ليلاً نهاراً وكتاب الله الكريم الذي ركله حاقد من بني صهيون.

والذي أخرجني عن صمتي الذي لازمته طويلاً حيث كنت انتظر موقفاً واضحاً من أصحاب المسؤولية أن يتحدثوا عن خطورة الأمر ولكن الأحداث وسرعتها تجعل الحجر ينطق، والشيء الذي دفع الجميع للتساؤل والتشكيك حول الأسرى ومعاناتهم بعد تلك الرسالة التي خرجت من أحد مناضلي الشعب الفلسطيني الأسير حسام شاهين الذي حاول أن يستغل نقطة يتهافت إليها أبناء شعبنا للفت النظر إلى معاناة الأسرى لأنه شاهد أن الشعب اهتم ببرنامج عرب آيدول ونسي أن هناك آلاف الأسرى يعانون اشد المعاناة داخل سجون الاحتلال وحاول أن يذكرهم أن هناك أسرى في السجون تناساهم البعض.

ولكن للآسف السيد راغب علامة تجاهل كل الرسالة التي تشرح معاناة الأسرى والتقصير العربي معهم واختصر على ما يناسبه وهو مشاهدة فضائية أم بي سي.

وهنا يجب أن تكون كلمة الحق هو أنني قد تشرفت بمعرفة الأخ المناضل حسام شاهين، حيث تقاسمنا معاً المعاناة والألم، ورأيت فيه الكثير من الصفات المميزة التي تجلب الاحترام والتقدير الكبير، حيث أنه امتاز بدوره الكبير كونه من النشطاء الأوائل في انتفاضة الأقصى ووقتها كان طالبا في جامعة بيرزيت وكان عضوا فعالا في حركة الشبيبة الطلابية لطلبة الجامعات الفلسطينية في الوطن العربي.

من هنا، أوجه رسالة لكل من ظن أن الأسير يتحول من مجاهد ومناضل إلى أسير يخوض الإضراب من اجل مشاهدة الفضائيات، بل الأسرى هم من ضحوا ودافعوا عن القضية الفلسطينية حتى وهم بين الجدران ما زالوا يقودون المعركة بجوعهم وتحديهم للاحتلال.

وبوصفي أسير محرر اختارني الله لأحمل هذه الأمانة العظيمة وهي معركة الأمعاء الخاوية وأقولها بكل وضوح ولن ادع مجال للتشكيك او التأويل هو انني لن اقبل كما أن كل الأسرى لن يقبلوا او حتى نفكر بالإضراب من اجل ان نشاهد فضائية معينة بل هي من ضمن المطالب التي ننتزعها من مصلحة السجون الإسرائيلية وهدا حق كفلته كل القوانين الدولية لأن الأسرى بشر يريدون انتزاع حريتهم ولو دفعوا حياتهم ثمنا لذلك، وقد أقسمت على ذلك في لحظة ما برفقة الأخ الأسير المريض ثائر حلاحلة.

ولأن محمد عساف الشاب الفلسطيني الذي خرج من تحت الدمار والمعاناة ولذي نمى موهبته من صوت الرصاص والاسلحة الفسفورية التي اضاءت سماء غزة و أصبح يحظى بقبول واسع في الشارع الفلسطيني، يتوجب عليه أن ينقل معاناة أبناء شعبه تلك التي كتبها حسام شاهين في رسالته إلى البرنامج، وكذلك أن يذكر اسم عميدة الأسيرات لينا الجربوني وعميد الأسرى كريم يونس الذي أمضى 30 عاما في السجون وليكن اليوم فرصته الأخيرة لإظهار دعمه للأسرى وقضية أبناء شعبه.

وختاماً أقول، لو أن نسبة قليلة من التعليمات والتصريحات والحملات المنظمة التي بذلت و تبذل من أجل دعم الشاب محمد عساف مادياً وإعلامياً، قد قدمت للأسرى في السجون والمناضلين على مناطق التماس، لما اضطر الأسرى أن يلجؤوا للإضراب من أجل رفع الظلم عنهم، ولا رأينا مستوطناً واحداً يبطش كل هذا البطش، في وضح النهار على مرأى من الجميع !.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير