بالصور... القيادي في حماس أحمد يوسف: ابنتي سفيرة فلسطين في الهند

18.06.2013 08:50 PM
وطن- محمود السعدي: يمتلئ الوطن بقصص يُنسج منها معالمه، فما بين الواقع والآمال طموحُ همم أبنائه الذين يواصلون نهارهم بليلهم من أجل التغيير، وإيصال قضيتهم لكل العالم.

الصحفية مفاز أحمد يوسف (23 عاماً) من مدينة رفح بقطاع غزة، والتي درست الصحافة في الجامعة الإسلامية بغزة، وابنة القيادي في حركة حماس والمستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية، كانت أحد محبي الوطن وحاملي همه لنشر قضيته، أصرت على أن تؤدي رسالة الوطن من خلال لغتها الإنجليزية المتقنة كونها عاشت طفولتها الأولى في الولايات المتحدة الأميركية حيث عمل والدها.

تقول مفاز لـ وطن "عملت متطوعة في اللجنة الحكومية لكسر الحصار عن غزة منذ العام 2008، وكنت ممن يستقبلون الوفود القادمة لنصرة غزة وفك الحصار عنها من مختلف أنحاء العالم، ونشطت في المجال الإعلامي، حيث تشكلت لي علاقات كبيرة مع الكثير من الأجانب".

زواج مفاز الفلسطينية من الشاب الهندي "بدر خان"

تروي مفاز لـ وطن قصة ارتباطها بالشاب الهندي المسلم بدر خان سوري(29 عاماً)، وهو طالب دكتوراة في العلاقات الدولية بإحدى جامعات الهند، الأسبوع الماضي، فتقول " في العام 2012 زار بدر غزة محباً ومناصراً نشيطاً ضمن وفد هندي مكون من 130 مناصراً للقضية الفلسطينيةمع قافلة آسيا، والتقيت به ضمن هذا الوفد، ولم يكن وقتها أي تبادل للإعجاب من أجل الزواج، وتعرف بوالدي وأحبه، وازداد التواصل والإعجاب يوماً فيوماً".

وتصف مفاز خطيبها بأنه "أكثر الأشخاص من الوفود الهندية تميزاً في حب القضية الفلسطينية، حيث نظم العديد من الفعاليات المؤيدة لفلسطين في الهند، كان آخرها في العدوان الأخير على غزة، عدا عن مشاركته في المسيرة العالمية نحو القدس في لبنان العام الماضي، ضمن وفد هندي مناصر لقضيتنا".

"صارحني بدر بإعجابه من أجل الارتباط بي كزوجة"، تقول مفاز، ثم تواصل مع عمي الذي يعيش في أميريكا وأخبره برغبته الارتباط بي، فأخبر عمي والدي، ثم قام والدي، من خلال علاقاته بالفلسطينيين الذين يعيشون في الهند، بالسؤال عنه فكان من عائلة مسلمة عريقة تحب فلسطين والعمل لأجلها.

وتوضح مفاز بأن "بدر قام بزيارة غزة مطلع جزيران الجاري وجلس مع عائلتي وتعرف عليهم فأحبوه، وكان قبول الوالد بطلبه أن يكون زوجاً لي، وفي 9 حزيران الجاري تم إعلان القران، بمشاركة الأهل والأصدقاء والمحبين، الذين شاطرونا فرحتنا، وعبروا عن سعادتهم".

وتحدثت عن موعد زواجها فقالت " لقد سافر بدر الآن إلى الهند، وسيعود برفقة عائلته في شهر كانون الأول من العام الحالي، لإقامة مراسيم الزواج بحسب العادات والتقاليد المتعارف عليها في فلسطين، ثم سيقام حفل زواج آخر بالطريقة الهندية في مسقط رأسه في الهند، حيث سنستقر في الهند كي يكمل بدر دراسته، ولربما نعود للعيش في غزة لاحقاً".

زواج يثير الاستغراب

تقول مفاز " أعرف أن هذا الزواج غير مألوف في غزة، وهو أمر أتفهمه وبحاجة لجرأة، لكنه زواج مقبول شرعاً، وما دام كذلك فأنا لم أخالف الإسلام، فهو شاب مسلم، ومحب لفلسطين، ومثقف وخلوق، وصاحب علم، ولا فرق بين هندي وفلسطيني إلا بالتقوى".

وأبدت استغرابها من الذين لا يحترمون أمورها الشخصية، وينتقدون زواجها من بدر الهندي بشكل يثير الاشمئزاز والسعي لترويج الاشاعات وبث الاتهامات والخوض في أمور لا تعنيهم، ما دامت لم ترتكب جرماً، موضحة "أنا لم أخالف الشريعة بهذا الزواج، لكن من انتقدوني ألفوا قصصاً مفتراة بحقي"، تقول مفاز.

وتوضح بأن "طريقة هذا الزواج ليست قاعدة يجب أن تتبع، إنما يجب أن يتبع لاختيار الزوجة أو الزوجة هو الخلق والدين والتوافق".

وعبرت عن سعادتها حينما رأت العديد من الغزيين فرحين بهذا الارتباط، حيث "خرجت وخطيبها بدر لشاطئ غزة، مما أثار فرحها بطلب العديد من الغزيين بالتقاط صورة معهما، ومنهم من طلب منهم الجلوس معهم، تصف مفاز المشهد".

وكان زواج مفاز قد أثار استغراباً لدى عدد من نشطاء الفيس بوك، فمنهم من عبروا عن استهجانهم وانتقادهم كونها ابنة قيادي في حماس، الأمر الذي نحا منحىً سياسياً، وهو ما رفضته مفاز قائلة "الأصل أن الأمر اجتماعي، ولا علاقة له بأي توتير سياسي، فهي حرية شخصية فقط ".

كما وعبر معجبون بزواجها مباركين لها عن فرحتهم، فمنهم من كتب على صفحتها على الفيس بوك " بدأنا بالصين، واليوم الهند، واليابان احنا جايين".

وكانت فتاة غزية قد ارتبطت بشاب صيني، في وقت سابق، عدا عن زواج شقيقة مفاز الأصغر من شاب تركي قبل 9 أشهر.

من جانبها، قالت سميرة الحلايقة النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن محافظة الخليل لـ وطن "أرى أن لا ضرورة لإثارة الزوبعة حول زواج المسلمات بمسلمين ممن يحملون الجنسية الأجنبية، ما دامت تمضي ضمن شروط الايجاب والقبول لدى جميع الأطراف، ضمن موازين الشريعة الإسلامية".

يوسف يعتبر ابنته سفيرة قضيتها في الهند

يؤكد المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية، أحمد يوسف لـ وطن أن "خطوبة ابنته من شاب هندي يأتي ضمن مشهد الأحداث الذي جذب الناس اتجاه القضية الفلسطينية، فالناس قلوبهم مرتبطة بحب القضية الفلسطينية معتبراً إياها ظاهرة طبيعية تعبر عن قداسة فلسطين"، مشيراً بأنها لم تكن الحالة الأولى لديه، فقد سبق وأن ارتبطت ابنته الأصغر من شاب تركي.

واعتبر يوسف اقتران ابنته من بدر بمثابة سفيرة عن فلسطين في الهند، آملاً منها أن تخدم القضية الفلسطينية بنشاطها وتعريفها بحقوق شعبها أينما وجدت، متسائلاً "ألا يمكن أن يكن هذا الزواج بمثابة بعثة دبلوماسية، أفضل بكثير من بعض سفراء فلسطين الذين لا يخدمون القضية الفلسطينية بالشكل المطلوب".

واستشهد يوسف بقصة الفتاة الجزائرية التي جاءت لغزة للزواج من فلسطيني غزي، حيث دخلت إليها من خلال الأنفاق، وحينما سألها عن أسباب هذا الزواج، وكان بإمكانها الزواج في الجزائر دون أي معيقات، فقالت "أنتم الفلسطينيون لا تدركون ولا تقدرون مكانتكم".

وقال القيادي يوسف إن "هذا الزواج يشرفني، ويشرف حماس"، فمن جاء ليتزوج ابنتي محباً لفلسطين يجب أن يكرم إن طلب الزواج من بناتنا"، موضحاً أن "زواج بدر من ابنته يكلف أضعاف كثيرة من اقترانه بفتاة هندية، فتكاليف السفر للفرد الواحد من الهند لغزة تكلف ألف دولار أميريكي على الأقل، وتمنى أن يكون لديه ألف عروس فلسطينيات، لتزويجهم في مختلف بقاع العالم، فالاقتران بفلسطينية ارتباط بالقضية الفلسطينية من وجهة نظهر مؤيديها"، بحسب تعبيره.

من جهته أخرى، اتصل د.سلام فياض رئيس الوزراء السابق، بالقيادي يوسف مباركاُ له هذا الزواج الذي يعتبره فخراً لفلسطين.

وكان عدد من قيادات حماس قد باركوا هذه المناسبة ليوسف ومنهم،النائب ابراهيم أبو سالم، والقيادي غازي حمد، والقيادي محمد عوض.
تصميم وتطوير