بالتفاصيل.. كيف سَخّر سفير البحرين لدى واشنطن علاقاته للتطبيع بين بلاده و"إسرائيل"؟

21.10.2021 06:44 PM

وطن: كشف الكاتب السياسي في صحيفة "هآرتس" جاك خوري، عن الدور الخطير الذي لعبته السفيرة اليهودية البحرينية السابقة في واشنطن هدى عزرا نونو ، في تقريب العلاقات بين المنامة وتل أبيب.

وقال الكاتب - في مقاله بالصحيفة - إن في يونيو الماضي استضافت البحرين ورشة المنامة حول صفقة القرن وملف التسوية، مشيرًا إلى أنه تعجب من اختيار المنامة لإقامة هذه الورشة بينما كانت من الممكن إقامتها في أي بلد آخر كالإمارات أو سلطنة عمان أو الأردن أو مصر.

وأشار إلى أنه أجرى بحثًا واسعًا حول السجل الماضي للعلاقات البحرينية – الإسرائيلية حتى استقر به المطاف عند شخصية يهودية مجهولة الذكر وهي "هدى عزرا نونو"، لافتاً إلى أن هدى هي أول سفيرة يهودية بحرينية شغلت موقع سفير في واشنطن، وأن عائلتها اليهودية هاجرت من العراق إلى البحرين وعملت هناك في مجال الصرافة والتجارة، حيث أن شركة "بسمة" التي تملكها عائلة نونو تعتبرىمن أكثر الشركات البحرينية نجاحًا في مجال الأعمال.

وأكد الكاتب، أن أحد مصادره أثناء البحث لفت إلى أن علاقة غير معتادة سادت الأجواء بين كل من السفيرة عزرا نونو ووزير الخارجية الحالي للبحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة .

وقال إن المصدر أوضح له أن حملة الرئيس جيمي كارتر كانت أول محطة التقى فيها حينئذ الشاب خالد – والذي كان يدرس التاريخ والعلوم السياسية – بهدى عزرا وهي في الـ 16 من عمرها، حيث تابعا معًا في حملة كارتر التي خسرها الرئيس الأمريكي لصالح منافسه رونالد ريغان، وبعد انتهاء التنافس الانتخابي عادت هدى إلى أسرتها في إنجلترا إلا أن علاقاتها القريبة مع خالد كانت تترسخ يومًا بعد يوم.

وأضاف أن خالد توجه عدة مرات نحو المملكة المتحدة للقاء هدى، وهذه اللقاءات المكررة والعلاقة الودية الغرامية أثارت قلق عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين، حيث أكدوا لخالد أنه لا يستطيع أن يجمع بين مستقبله السياسي والزواج مع شابة يهودية، وبالتالي اضطر خالد أخيرًا من الزواج من قريبته الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة.

وأشار إلى أنه بالرغم من  زواج هدى من  رجل الأعمال اليهودي سلمان إدفار، وكذلك زواج خالد بن أحمد من الشيخة وصال إلا أن العلاقة بينهما لم تنقطع قط، حيث استمرت الزيارات المتبادلة بينهما في كل من البحرين وإنجلترا، ولا سيما الولايات المتحدة، حيث كان خالد يعمل في السفارة البحرينية في واشنطن".

وأردف أن اللافت أن الأنشطة التجارية لهدى وأسرتها شهدت نموًا متصاعدًا خلال عمل خالد في السفارة البحرينية في واشنطن، لافتاً إلى أن النشاط التجاري بين خالد وهدى بدأ في هذه الفترة، وفي الوقت ذاته ارتبط خالد بن احمد بواسطة هدى بمجموعات داعمة "لإسرائيل" منها "ايباك"، وكذلك قامت هدى بترتيب لقاء له مع كل من  روبرت مردوخ وشيلدون اديلسون، أشهر أصدقاء "إسرائيل"  .

وأوضح أن هدى عزرا  عملت أيضاً على تقريب خالد بن أحمد من المجموعات اليهودية ومن فكرة الاعتراف "بإسرائيل"(..) كما ازدهرت العلاقات المالية بين خالد والمجموعات والشركات التجارية التابعة لعائلة نونو مما أدى إلى المزيد من توطيد العلاقة بينهما.

ولفت الكاتب، إلى أنه بعد تعيين خالد بن أحمد وزيرًا للخارجية (2005 م) أصبح مطالبًا برد الجميل فقام بتنصيب هدى عزرا كأول سفيرة يهودية للبحرين (2008)؛ ما أثار غضب البحرينيين الذين رأوا في تعيينها دق جرس للمزيد من التقارب العربي الإسرائيلي.

وقال: إن هدى عزرا لم تغفل عن واجبها تجاه "إسرائيل" فنسقت مختلف اللقاءات بين خالد بن أحمد وسائر مسؤولي الحكومة البحرينية مع النشطاء والمجموعات اليهودية والإسرائيلية، مما نرى ثماره اليوم في اعتراف البحرين شبه الرسمي بدولة الاحتلال.

وتابع خوري مقاله بالقول إن زيارات خالد المتكررة إلى واشنطن أيام تواجد هدى عزرا في السفارة هناك، أثارت ريبة وغضب الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة حيث وجدت أن العلاقة بين زوجها والسفيرة لاتشير إلى الانقطاع بل أنها تتوطد يوما بعد يوم ، ما تسبب في أزمة في قصر الحكم ، وذلك عقب إرسال الشيخة وصال مكتوبا إلى الملك حمد بن عيسى شكت إليه سلوك زوجها، محذرة أنها لاتستطيع المزيد من الرضوخ أمام هذا الذل والضيم، وأخيرا بعد التشاور مع البلاط أمر الملك حمد تفاديا للفضيحة، بعدم تمديد فترة عمل هدى نونو سفيراً للبلاد، والاستغناء عن جميع خدماتها بشكل رسمي في وزارة الخارجية، وذلك رغم نجاحها  في تلميع وجه الحكومة البحرينية لدى الأوساط السياسية في واشنطن.

الجدير ذكره أن  "هدى عزرا نونو" هي السفيرة اليهودية الأولى لدولة عربية في الشرق الأوسط، وليس فقط للبحرين، وهي من مواليد البحرين عام 1964، وعملت سفيرة للبحرين في العاصمة الأمريكية واشنطن منذ عام 2008 إلى 2013.

 

المصدر: (دار الحياة)

تصميم وتطوير