خذوا حصتكم من دمنا.. وانصرفوا

15.10.2021 09:34 AM

 

كتب: جلال نشوان

أما آن للمحتلين الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار، أن يرحلوا. ليأخذوا حصتهم من دمائنا ويرحلوا.

منذ  سبعين عاماً وشعبنا يقاتل المحتلين الغزاة، في مشهد تعجز الأقلام عن التعبير عن حجم التضحيات الجسام.

مئات الآلاف من الشهداء، تسير في مواكب العزة والفخار والشموخ ومازال شعبنا يثري الإنسانية بعطائه. آلاف الأسرى يواجهون سجاني المعتقلات بإرادة جبارة لن تنكسر بإذن الله. أما أمة العرب، الذين أفسحوا المجال ( لبرنارد ليفي)  عراب  الربيع العربي فمن هو برنارد ليفي ؟

من عاصمة عربية إلى عاصمة اخرى يتنقل اليهودى الفرنسى (برنارد ليفي )، في الليل الحالك، يمتلك من الدهاء مالم يمتلكه احد، رجل تجمعت في شخصيته كل أساليب المراوغة والخداع، أشعل الحرائق في كل الدول العربية، ونشر الخراب أينما ذهب، في سوريا وفي اليمن، وفي كل الدول العربية.

يزور ليبيا بين الفينة وأخرى، يحرض الفرقاء الليبيين، بعضهم على بعض وينفث سمومه محرضا كل القوى السياسية الفاعلة على بعضها البعض في البلدان العربية ولا يبرح أي مكان إلا ويترك بصماته السوداء.

يعود له الفضل في تجنيد الجماعات المسلحة  لتعيث في الأرض فساداً، يمتلك من مهارات المناورة والإقناع حتى يجعل من أمامه أسيراً له.

يُعد خططه القذرة ويرفعها إلى صناع القرار في (السى.اى.ايه) والتي بدورها تكمل الأدوار، لنهب خيرات الأمة ومنها البترول والذهب، وما أن تتم عملية النهب المنظم، يترك العرب يتصارعون على الفتات، ثم تتوالى الأزمات أزمة بعد أزمة ليأتي بعد ذلك تدويل الأزمة، ثم اكمال الدور الاستعماري الكبير وبغطاء سياسي في مجلس الأمن.

إنه المخطط القذر الذي دعت إليه داهية العصر(كوندليزا رايس)الفوضى الخلاقة !!!!

وللأسف لم يدرك النظام السياسي العربي خطورة هذا النهج الذى يهدف إلى تقسيم الدول العربية إلى  دويلات صغيرة ، للاستفراد بتلك الدويلات واحدة تلو الأخرى، إلا بعد فوات الأوان.

الزعماء العرب ربما يدركون كل ذلك، لكنهم لاحول لهم ولا قوة، حتى غدوا دمىً تحركها أمريكا، ولعل ما حدث مع الوزير البحريني في حديقة البيت الابيض الذي لا يعرف بنود اتفاق ابراهام (اتفاق التطبيع بين البحرين والإمارات والكيان الغاصب) ولا يعرف على أي شيء يوقع.

لقد انتهجت السياسة الأمريكية في المنطقة سياسة خلق أنظمة مؤيدة للإدارات الأمريكية المتعاقبة، وجعل تلك الأنظمة تدور في فلك الإمبريالية وجعل الشعوب العربية سوقا للاستهلاك وخلق المناخ الملائم للكيان الغاصب ليلعب دور الشرطي في المنطقة وتدمير كل الطاقات الثائرة وانهائها التي تدعو إلى مناهضة المشاريع الاستعمارية في المنطقة ولعل ما حدث في العراق والصومال خير دليل على ذلك.

من كان يتخيل في يوم من الأيام  ان العراق الذي يمتلك ثلث احتياطي البترول في العالم أن يتحول إلى دولة فاشلة لا تستطيع أن توفر للمواطن العراقي قوت يومه!!!! ومن كان يتخيل ان إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة وتحويل المجتمع العراقي إلى مجتمع طائفي وكل طائفة تعد العدة للتغول على الأخرى، بعد أن كان العراق يعيش بطمأنينة وسلام والجميع يرفل برغد العيش ؟!!!!

من كان يتخيل ان تتحول سوريا إلى هذا الجحيم ؟

لقد تكالبت على الأمة كل قوى الشر والعدوان وجاؤوا بالربيع العربي وكل ذلك  للاستفراد بالشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته ولعل صفقة القرن هي من اعداد برنارد ليفي ودينس روس ونتنياهو والفتى المراهق كوشنير صهر الرئيس السابق ترامب  (سمسار العقارات )الذى أخضع مراهقي الخليج. وهنا يتبادر إلى أذهاننا الكثير من الأسئلة:

أين مثقفو الأمة وكتابها؟

أين أحرار الأمة وشرفائها ؟

أين الاتحادات والمنظمات الشعبية؟

أين الاحرار الذين يحملون  أفكارا تقدمية في الحركة الفنية؟!!!

أما آن الأوان أن ندق الخزان؟

ألم  يؤثر فكر جمال عبد الناصر التحرري  الذى شكل حالة نادرة في مقاومة الاستعمار ؟!!!!

ألم تقدم الجزائر مليون شهيد وهى تقاوم الاحتلال الفرنسي؟!! ولماذا لم تستفد الأمة من هذا  الإرث الوطني؟

ولماذا لم تستفد الأمة من الثورة الفلسطينية التي كانت ومازالت منارة لكل الاحرار  
وإلى متى سيظل برنارد ليفي وغيره يعيث فساداً في الأرض؟

سيثور الأحرار والشرفاء وستنتصر الأمة طال الزمن أم قصر وسيكون مكان برنارد  هنرى ليفى وامثاله  مزبلة التاريخ.

نقول المحتلين الغزاة: خذوا حصتكم من دمنا، وانصرفوا..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير