كيري... والمفاوضات غير المباشرة: م.موسى شوقي
13.06.2013 11:15 PM
الاستراتيجييون ثاقبو النظر يدركون هذه الحقيقة ويعلمون مدى خطورتها، ويعتقدون أن الانفجار حاصل لا محالة، ولكن في أي اتجاه! كالعادة حللوا البيانات والمعطيات وخططوا عنا لنتدارك نحن تلك اللحظة. اذا المطلوب مزيدا من الوقت لانجاز البنية التحتية للحل من طرف واحد، فمطامع الاستعمار لا تنتهي عندما يخلط الخصم بين الغاية والوسيلة فيضع الصفر في المقام في ظل ربيع عربي تأثر جدا بالتغير المناخي الناتج عن الانحباس الفكري فاكتسى وشاح الخريف. اذا، المخرج: مفاوضات غير مباشرة، المكلف: جون كيري. الجزرة: شيك بدون رصيد بقيمة أربعة مليارات دولار، وأعتقد أننا سندفع تكلفة التسهيلات مقدما وقد يحدث أن لا نحصل عليها أبدا باستثناء رواتب الموظفين. المنهجية: المال والأعمال- بالذات مشروع السلام الاقتصادي. ولأننا براغماتيين سكر زيادة ونعتقد كثيرا بلغة المصالح وفن الممكن مبالغيين في التيه، سنوافق. لم لا وكل طرف منا يدرك أن الظروف المحيطة ليست مواتية لمصالحه، خاصة وأن الملفات الاقليمية ما زالت في طور الحسم. اذا يبقى الحال على ما هو عليه لعامين آخرين -على الأقل- حتى تنتهي مقاولات الدم والتقسيم في الاقليم العربي وينجز الاحتلال مركز تفاوضي متقدم كثيرا هذه المرة للدفع باتجاه الحل من طرف واحد. تكتيكيا، الأطراف الفلسطينية رابحة وفقا لحساباتها الضيقة وكل كسب وقتا اضافيا في السلطة المطلقة ليفعل ما يحلو له دون تقديم تنازلات لأحد. استراتيجيا، الباب مفتوح أمام خيالكم لرسم ما ستكون عليها خارطة فلسطين. لطالما اعتقدنا بامتياز عامل الزمن في صراعنا باعتباره حليفنا الاستراتيجي، ولكننا تجاهلنا نسبية أينشتاين، فالزمن نسبي لموقع مراقبة الحدث، المقصود أن الاحتلال أيضا يراقب نفس الحدث ولكن من موقعه ويعمل ليل نهار، فهمومه وجودية جماعية والهزيمة الواحدة كافية لاندثاره. اذا، من يقترب من سرعة الضوء سينتصر في معركة الزمن! ومن يخطئ في استخدام خيارات استراتيجية لتعزيز تكتيكات سياسية سيخسر المواجهة دائما.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء