العريس الثامن

25.09.2021 07:57 AM

كتب: سامر عنبتاوي

العريس الثامن في بيتا بلا زوامير، بلا زفة و بكامل المدعوين ليس 50% حسب البروتوكول الصحي فكل الربع ربعه و كانوا معه، العريس الثامن متزوج و عنده طفلة إسمها غزل، العريس الثامن لم يقصد شهر العسل، بل قصد صعود الجبل، العريس الثامن لم يحمل سلاحا، بل حمل مقلاعا، و المقلاع يصرخ أن إنقلعوا من أرضنا، و من جبلنا، العريس لم يغني في عرسه "الحلزونة" بل ردد "دالعونا هوا بلادي أجمل ما يكونا"، العريس الثامن لم يعد للفراش الوثير و لا إلى عش الزوجية، بل عاد و التحف أرضا أحبها و التف براية عشقها، العريس الثامن رحل و في رأسه رصاصتين، الأولى لم تقتله،  و قبل أن يتم الشفاء عاود صعود الجبل ليتلقى رأسه الرصاصة الثانية، العريس الثامن لم ينتظر مرور العام حتى يسحب الإعتراف، فهو لم يعترف أصلا، العريس الثامن انضم لرفاقه السبعة في معركة سمي جنودها حراس الجبل، العريس الثامن لم يسمع في حفلة زفافه أغنية (لاما لو) بل كان العزف أزيز الرصاص و القنابل الصوتية و لم يتعطر بالعطر الفرنسي فاكتفى بشم رائحة الغاز المسيل للدموع، لكن دموعه لم تنهمر، و إنما استمر في موكب العرس .

هل ودعتِ محمد خبيصة يا بيتا بالزغاريد أم انعقد اللسان للفقدان ؟ عرسانك، فرسانك، حراس الجبل، رحلوا و هم لا يؤمنون بالحوار الدائر حول حل الدولتين، و لا يعرفون رباعية و لا خماسية، و لا ينتظرون عطف أمريكا، و لا يهمهم كم تخبيء حمااااس في السودان، و لم يختلفوا على لون الكوفية و لا العلم، هم ورود تفتحت وسط غابة من القهر و الظلم، فخرجوا يصرخون صرخة الكرامة و الدفاع عن أرضهم، عرسان ولدوا و وجدوا أن (السلام) يعقد مع سارقي أرضهم الذين يبنون بين المستوطنة و المستوطنة مستوطنة ثالثة، ليغلق مدخل بلدتهم كلما أراد مستوطن أن يتنزه  في الطريق العام، عرسان رأوا أبناء جلدتهم يصنعون المعجزة فيحفرون النفق و يستنشقوا هواء بلادهم و يسيرون تحت شمسها و يأكلون من ثمرها ليحشد لهم جيش كامل لاعتقالهم و إرجاعهم لسجون الظلم.

النفق معجزة، و صمود بيتا معجزة، و عطاء أبنائها معجزة، و صمود شعبنا رغم كل الويلات معجزة، و تسميتنا للشهداء بالعرسان معجزة، و وعي الشعب لما يحاك و عدم قناعته بالوهم معجزة، صحيح أننا لسنا في زمن المعجزات، و لكن شعب فلسطين يخلق المعجزة.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير