عدو الأمس صديق اليوم .. المصالح توحدنا

16.09.2021 09:01 PM

كتب: عبد القادر حسونة

تمتد العلاقات التركية المصرية لعدة قرون خلت، منذ أن كانت الأخيرة جزءًا من الدولة العثمانية، لكن العلاقات بعد تأسيس الجمهورية التركية شهدت فتورًا كبيرًا وعدة توترات، إثر انضمام تركيا إلى حلف الناتو، و الأحداث الأخيرة في مصر وتولي الرئيس عبد الفتاح مقاليد الحكم في البلاد زادت العلاقات توتراً خاصة بعد تصريحات الرئيس التركي واعتراضه على ما حدث في مصر.

ويرى البعض أن السبب الرئيسي لعدم اعتراف تركيا بالحكومة المصرية الحالية هي أن الأخيرة أجهضت مشروعاً استراتيجياً أو كما يقول البعض أنه حلم أردوغان الاقتصادي في مصر، وازدادت حدة التوتر بين الطرفين بعد التدخل التركي في ليبيا ودعم الحكومة الشرعية ضد قوات حفتر، مما أثار حفيظة المصريين.

ولكن اليوم وبعد سنوات من القطيعة، وشعور تركيا بالدور الاستراتيجي الذي تلعبه مصر، وخاصة في موضوع التنقيب عن النفط في شرقي البحر المتوسط والنزاع القائم مع اليونان وقبرص، وفكرة ترسيم الحدود البحرية، وشعور تركيا بالوحدة والعزلة الدولية، خاصة بعد العداء مع عدة دولة هامة ومنها دول أوروبية، دفعتها لتلطيف الأجواء وإذابة الجليد في العلاقة المصرية، من خلال وقف التحريض الإعلامي للفضائيات المصرية في تركيا وتحجيم عملها، كبادرة حسن نية.

ويرى النظام المصري أن التقارب التركي موضع اختبار وبحث حول مدى جديته والمدى الذي يمكن أن تذهب إليه أنقرة، في ظل شكوك مصرية أن يكون الأمر مجرد مناورة لتخفيف الضغط الإقليمي والدولي عليها دون أن يكون هناك تطورات فعليّة في العلاقات، بحيث يبقى الأمر في إطار اشتراطات تركية من الصعب على مصر تحقيقها، كما تفعل منذ سنوات في ملف تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وبغض النظر عن السيناريوهات المطروحة على الطاولة في حال توافق تركي مصري، فإن هذا التوافق سيلقي بظلاله على سكان قطاع غزة لعدة أسباب، وسيخدم القضية الفلسطينية.

وفي هذا الإطار أكد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية بعد أن أطلق مسؤولون أتراك ومصريون مؤخرا تصريحات عن العلاقات الثنائية، تؤشر على تحسن مرتقب في العلاقات بينهما، بعد أكثر من 7 سنوات من القطيعة السياسية، أكد أن أي صراع بين الدول العربية والإسلامية، ينعكس سلباً على مقدرات الأمة، ومستقبل الشعوب، والقضية الفلسطينية، ويعتبر وضعاً إقليمياً ذهبياً لإسرائيل، لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في الاستيطان والتهويد والضم.

ومما لا شك فيه بأن تحسن العلاقات المصرية التركية ستخدم وبشكل كبير قطاع غزة على وجه التحديد من خلال تسهيلات مصرية كبيرة على حركة المعابر للأفراد والبضائع، والضغط التركي المصري على إسرائيل بوقف اعتداءاتها على القطاع، وربما التوسط بشكل جدي لصفقة تبادل للأسرى ومن ثم هدنة طويلة الأمد تشارك في بلورتها مصر وتركيا وقطر كلاعبين استراتيجيين على الساحة خاصة لقرب علاقاتهم مع حركة حماس.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير