من القدس إلى رام الله.. نبض الأمل واشتياق وحنين

15.09.2021 11:37 PM

كتبت: ناريمان عواد

انطلقت  من مدينة القدس، مطلقا العنان لعجلات مركبتي، اسابق الرياح لأتخطى الحواجز  المنصوبة على الطرق والأحياء الملاصقة لجدار الفصل العنصري، الشاهد على سنوات طو يلة من المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني؛ معاناة طويلة لا يبدو أنها ستنتهي في القريب.

تراودني الأحلام الجميلة بلقاء الأهل والأصدقاء خلف الجدار.

الرياح تداعب وجهي، فرحة غامرة في القلب، اتشوق لرؤية  الأجواء الجميلة  التي تشدني.

أصوات الباعة المتجولين، والمقاهي المنتشرة في كافة أحياء المدينة، رائحة النارجيلة، ضحكات الصبايا والشباب ، وازدحام  المقاهي برجال الأعمال والحواسيب المفتوحة، والمجموعات المنهمكة في نقاشات العمل.

يتشتت تفكيري واسرح طويلاً في أوضاع المقدسيين، لا ملاذ لهم، فبعد أن كانت مدينتهم تعج بالحياة، أصبحت تعاني ما تعانيه من الإجراءات والعقوبات  والقبضة الحديدية التي تفرضها دولة الاحتلال على حياة المقدسيين.

تدور  العجلات على الاسفلت لتصل حاجز قلنديا.

يقف حاجز قلنديا بترساناته الاسمنتية و يبدأ مسلسل التفتيش المهين تمر الدقائق بطيئة.. لا قيمة للوقت.

التفت حول الحاجز، والان ينتصب  بمظهره البشع متطاولا على الأرض والسماء وحتى على اللغة، حين تلجأ سلطات الاحتلال لإطلاق اسم "معبر " لتمعن في التأكيد انه سيكون خطاً فاصلاً وقاسياً يمنع سكان الضفة الغربية من دخول القدس؛ واتساءل ما فائدة سنوات طويلة من المفاوضات التي لم تستطع أن تزيل حاجزا واحدا ؟

مركبة عمومية برتقالية اللون تتخطاني، أصحو من أفكاري وهمومي وألعن السائق الذي كان على وشك أن يودي بحياتي.

ما إن أدخل مشارف مدينة البيرة توقفني سيارة شرطة يطلبون أوراقي الثبوتية، لماذا هم مستفزون ؟ هل لأنني أسير بسرعة جنونية ولا احترم قواعد السير، أم لانني اتحدى فلا رادارات يمكن أن تمسكني ولا عقوبة شديدة ستطالني؛ انا ابن القدس عنتر ابن شداد التزم بقوانين السير فقط في حدود مدينتي.

اصل الى دوار المنارة، مظاهرة لإسناد الأسرى أركن المركبة جانبا واخط خطواتي داخل المسيرة، انا هنا ارفع حنجرتي رفضا لسياسة التنكيل التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق اسرانا البواسل.

تسير المسيرة تشتد الأصوات وتغرق الجباه بالعرق حتى تصل إلى مقر  الرئاسة. اصرخ؛ نحن هنا نحن المقدسيون  أسرى ومناضلون لا تسمع اصواتنا.

نسمع شعارات كبيرة  لكنها أضعف من أن تنفذ مشروع حيوي داخل المدينة المقدسة، أضعف من أن ترفع الظلم والإستبداد عن كاهل المقدسيين، فلا نرى موازنات ولا إسناد.

بينما تزهو رام الله بالمهرجانات وحفلات السمر، وتنطفئ أضواء مدينة القدس، واخلص بأن رام الله العاصمة المؤقتة التهمت العاصمة ولم تبقي منها إلا شعارات كبيرة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير