يمران برحلة تحقيق قاسية

الكشف عن تفاصيل زيارة محامي "هيئة الاسرى" للأسيرين محمد ومحمود العارضة

15.09.2021 07:32 AM

وطن: روى محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين خالد محاجنة تفاصيل زيارته للأسير محمد العارضة فجر الأربعاء، بعد أن اشترطت مخابرات الاحتلال في اللحظات الأخيرة أن يقوم كل محامي بزيارة أسير واحد فقط.

وقال محاجنة في مقابلةٍ له على تلفزيون "فلسطين" فجر اليوم، إن الأسير العارضة كان فرحًا بجولته في أراضي الداخل المحتل، ونقل عنه أن التفاصيل البسيطة التي شاهدها عوضته عن 22 سنةَ داخل المعتقل، إذ أنه أكل ثمار الصبر لأول مرة منذ 22 سنة من أحد الحقول في سهل مرج ابن عامر.

وبين المحامي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على الأسير العارضة بشكل قاسٍ لحظة اعتقاله، مشيرًا إلى أنه أصيب بالرأس وفوق العين اليمنى، ولم يتلقى العلاج حتى اللحظة، كما أنه يعاني من جروح كثيرة عند محاولته الهرب عند اعتقاله.

وقال المحامي نقلا عن الأسير العارضة، أنه تواجد 20 محققًا في سجن الناصرة، حيث تم تجريد الأسير من ملابسه وتم التحقيق معه عاريًا لفترة طويلة، وبعدها نقل إلى مركز تحقيق الجلمة جنوب مدينة حيفا.

وأشار إلى أنه ومنذ السبت الماضي، يمر الأسير العارضة برحلة تحقيق طويلة وعلى مدار الساعة، وأنه لم ينم منذ اعتقاله إلا قرابة 10 ساعات.

وأكد أن المحققين يسعون لمساومته بتهم واهية مقابل اعتقال أفراد عائلته، كما أن أحد المحققين هدده بإطلاق النار عليه.

وتابع روايته خلال لقائه بالسير أن العارضة موجود في زنزانة مترين في متر مراقبة على مدار الساعة بالكاميرات والحراس، وأنه لم يتناول الطعام من لحظة اعتقاله حتى يوم أمس، كما أن الاحتلال منعه من النوم والراحة والصلاة، ويتنقل بين الزنزانة وغرفة التحقيق ولا يخرج أبدا ولا يعرف ما هو الوقت، ويصلي بدون أي توقيت.

ونقل المحامي محاجنة تحيات الأسير العارضة للفلسطينيين ولا يعرف حجم التضامن معه، متفاجئا بكمية التضامن العالمي معه شاكرا الجميع وجميع وسائل الإعلام بلغته العامية.

ويقول إن المحققين يحققون مع العارضة وهو مكبل اليدين والرجلين كل يوم، حيث قضى زيارة المحامي له مكبل القدمين واليدين، وكان خلفه قرابة 6 حراس يراقبون زيارة المحامي له.

وقال الأسير العارضة إنه لا يعرف من اعتقل من زملائه الذين فروا من سجن جلبوع إلا زكريا الزبيدي، مؤكدا ان المحققين يخفون كافة المعلومات عنه.

وبين أن الأسير العارضة بعد محكمة يوم السبت التزم بتعليمات المحامين والتزم الصمت أمام كافة التهم، رغم محاولات الضغط عليه من قبل المخابرات من أجل إدانة أفراد من عائلته، ويرفض كل التهم الموجهة لديه، جوابه كان واضح تجولت في شوارع بلادي المحتلة لخمسة أيام، وكنت على أمل أن التقي بوالدتي.

ويتابع أن رحلته في بلاده المحتلة كانت كفيلة بأن تغنيه عن كل سنوات اعتقاله، قائلا: "إنه افراد وحدتي اليمام واليسام اعتدوا على رفيقه زكريا زبيدي وعند وصوله مركز تحقيق الجلمة فرقوه عنه ولا يعلم عنه شيئا"، ويتمنى الأسير العارضة في كل لحظة أن يخرج من زنزانة التحقيق.

ويقول العارضة إنه سمح له بالنوم ما قبل زيارته من المحامي، وعلم بالزيارة فقط قبل عشر دقائق.

وسمحت قوات الاحتلال له اليوم فقط بلقاء أخيه قبيل الإفراج عنه.

وقال إنه سيكتب عن رحلته لخمسة أيام حرًا في الداخل الفلسطيني بعد 22 سنة من الاعتقال، مشيًرا إلى أنه وقبيل اعتقالهما بـ 48 ساعة لم يشربا أي نقطة ماء، مؤكدًا أنه لو كان بحوزتهما الماء لكانوا استطاعوا الصمود أكثر.

ويقول المحامي المحاجنة إن الأسير محمد العارضة سيروي التفاصيل يومًا عن جمال رحلته.

وعن لحظة اعتقاله قال المحامي المحاجنة أن قوات الاحتلال اعتقاله عندما كان نائما خلف شاحنة، وفي اللحظات الاخيرة أحد الجنود بحث داخل الصندوق للتفتيش الروتيني فأمسك بيده، مؤكدا أنه حاول الهروب ولم يستطع، وحينها لم يحاول المقاومة، رغم ذلك اعتدي عليه من قبل القوات الخاصة، ومنذ اعتقاله لم ينقل للعلاج سوى مرة واحدة.

فيما زار المحامي رسلان محاجنة الأسير محمود للعارضة، حيث أكد الأخير بأنهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى العربية حتى لا يعرضونهم للمساءلة.

وقال العارضة "كنت أرتدي جوارب ابنة شقيقتي طيلة الأيام التي عشتها خارج السجن"، مشيرًا إلى أنه والأسرى الخمسة الآخرين تجمعوا في مسجد بعد تحررهم ثم تفرقوا.

وبين الأسير محمود العارضة في شهادته التي نقلها المحامي الآخر، أن سيارة شرطة إسرائيلية مرت بالصدفة كانت السبب في إعادة اعتقاله مع الأسير يعقوب قادري.

ولفت إلى أن التحقيق معه يستمر يوميًا بين 7 و8 ساعات، مشيرًا إلى أنهم يتعرضون لتعذيب متواصل من قبل المحققين، لكن صحته لا زالت جيدة.

وأشار الأسير العارضة، إلى أنه كان بحوزته جهاز "راديو صغير" لمعرفة ومتابعة ما يحصل في الخارج، وأنه لاحظ أن معنويات الشعب الفلسطيني مرتفعة.

ولفت الأسير محمود العارضة إلى أنه هو المسؤول عن حفر النفق، وأن عملية الحفر بدأت في شهر ديسمبر/ كانون أول من العام الماضي.

ووجه رسالة لوالدته قائلًا فيها "أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأختي في غزة".

وأشار إلى أنه سمع والأسرى الآخرين هتافات المتظاهرين في الناصرة الأمر الذي رفع من معنوياتهم، معتبرًا أن ردة الفعل الشعبية بالنسبة له تمثل انجازًا كبيرًا وأنه يعتبر نفسه حقق نجاحًا كان سببًا فيه.

تصميم وتطوير