شعب واحد بخمس حكومات وينتظر السادسة والسابعة- فؤاد جبارين

10.06.2013 01:47 PM
عند التدقيق في الحكومة الفلسطينية الضفاوية هذه الأيام نرى صورة الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء السابق والذي استقال من منصبه تاركاً خلفه مجموعة من الوزراء والشخصيات التي ملها الشعب الفلسطيني، وتعب من تناقضها، ولعنها للمواطن سراً وعلناً، هؤلاء الذين كابروا حتى ضاق بشعبهم ولا نفير ولا مناص !! هي الحكومة "الأولى" التي أقصدها هنا والتي تتجسد في تشكيلة الدكتور فياض .

وتحت مسمى حكومة جديدة شكل رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد الأكاديمي رامي الحمدالله حكومته وبدأت الإحتجاجات منذ اليوم الأول على العديد من الأسماء القديمة وكذلك التهميش لبعض المناطق.

هي حكومة " ثانية" يتبع لها هذا الشعب، حكومة الحمدالله التي بادر بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطالب بتشكيلها، ربما يبدأ رئيس الوزراء الجديد بخطوات هادئة خلال السنوات الأولى يستغلها الإحتلال بمزيد من الإستيطان والأسر والقتل لشعب فلسطين .

لا ننسى أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يخضع لسيطرة منظمة التحرير الفلسطيني بلجانها المختلفة والتي لها نفوذ أكبر من الوزارات وغيرها، فبذلك أضيف حكومة أخرى تيسر الأعمال وتأمر وتنهى هذا الشعب وتتحدث باسمه في المحافل الدولية لتعتبر حكومة ” ثالثة “على الشعب الفلسطيني.

هذا فيما يتعلق بالنصف الأول من فلسطين، فمنذ عام 2006 يعيش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس والتي أطلقت على منطقة نفوذها "إمارة غزة"، مارست فيها كافة الصلاحيات الوزارية والحكومية والحزبية وأصبح المواطن هناك يتلقى الأوامر من حكومته الحمساوية وبدأت أيضاً ملامح الدولة الإسلامية بالظهور وأصبح لها علاقاتها الخاجية وتدخلاتها في القضايا الدولية، حتى أن قطر لا تنقطع عن دعمها وزيارتها بين الفينة والأخرى ،تشكيلة حماس هي الحكومة "الرابعة"التي تسيطر على المواطن الفلسطيني، حقاً يجب أن يستضيفنا كتاب جينيس للأرقام القياسية !!

قد يستغرب البعض من الحكومة "الخامسة" التي تسيطر على قطاع كبير من الشعب الفلسطيني، ولكن عندما نشاهد أهل عكا وحيفا ويافا والناصرة وكل الأراضي المحتلة عام 1948 نعلم بأن الحكومة الإسرائيلية هي من تسيطر عليهم، انها الحكومة التي يتعامل معها المواطن هناك، فرغم عِرقه الفلسطيني إلا أنه خاضع وبشدة لهذه الحكومة ويتعامل مع وزاراتها عند قيامه بأي خطوة كالتعليم والعمل وغيرها، هو بكل إختصار خاضع للحكومة الإسرائيلية .

فيما يتعلق بالحكومات السادسة والسابعة فإنها بدأت بالظهور على الساحة السياسية الفلسطينية في الآونة الأخيرة، الأولى في قطاع غزة والأخرى في الضفة الغربية .

في قطاع غزة حدثت خلال الأيام الأخيرة مناوشات بين حماس وكتائب القسام التي عقدت اجتماعات متعددة بهدف البحث في مواقف القيادة السياسية لحركة حماس ممثلة بمواقف رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل السياسية الأخيرة وامكانية اتخاذ موقف حازم منها قال عنها مرشد الإخوان المسلمين في مصر أنها ستسبب الإنقسام في حركة حماس حال إنعقاد مجلس الشورى الذي يناقش هذا العام قضايا ساخنة منها طرد حماس من لبنان وتزايد الخلافات بين التيارين المتصارعين داخل الحركة، ربما هي ملامح حكومة أخرى"سادسة" فانتظرها يا شعبي الغزاوي!!

أما في الضفة فينتظر الشعب الفلسطيني إمارة جديدة أو حكومة "سابعة" طالب بها المواطنون والنشطاء "بسخرية" من حكومة الحمدالله، حيث احتج أهالي محافظة الخليل على عدم احتواء تشكيلته على وزير خليلي، مطالبين بإنفصال الخليل عن الضفة الغربية وتعيين سفير ضفاوي في إمارة الخليل، تلك كانت طريقتهم الساخرة والتي استجاب لها رئيس الحكومة الجديد رامي الحمدالله وعين وزيراً من الخليل .

في حالتنا هذه لا يجدر بنا القول إلا أن الشعب الفلسطيني بات أداة تتوالى عليه الحكومات ويتدرب فيه الوزراء على العيش بفخامة وأقول هنا "دولة فلسطين بسبع حكومات والمواطن حقاً قد مات" .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير