بعد غياب لعشرات الأعوام.. "زفة العرسان" تعود لساحات الحرم الإبراهيمي

25.08.2021 02:08 PM

الخليل- وطن - أحمد الرجبي:

تعتبر مدينة الخليل تعتبر الأكثر محافظةً وتمسكاً في العادات والتقاليد، لا سيما فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي كالأعراس التي يصاحبها عادات وتقاليد تكاد لا تحصى لكثرتها، فالعريس الخليلي عندما يقوم بدعوة صديق له من مدينة أخرى يحتاج أن يصاحب الدعوة الكثير من الشرح وتفصيل كل جوانب الدعوة.

ومن أبرز هذه العادات الاجتماعية في الاعراس الفلسطينية في الخليل هي زفة العريس، والتي كانت سابقاً تخرج من الحرم الابراهيمي الشريف، حيث يرافق العريس أبناء حيه واصدقائه وعائلته وجيرانه، ولكن توقفت هذه العادة منذ احتلال المدينة في عام 1967 حيث طمس الإحتلال هذا العادة الإجتماعية المهمة لأهل المدينة.

العرسان محمد عصفور ومحمود ابو تركي وعمار زاهدة في محاولة منهم لاعادة إحياء هذه العادة قاموا بدعوة اصدقائهم وأهل المدينة للمشاركة في زفتهم التي خرجت من الحرم الابراهيمي الشريف في وقت الفجر.

يقول المواطن شادي عصفور إن الخروج من الحرم الابراهيمي شعور عظيم وجميل، وخاصة أن الحرم الابراهيمي مكان مقدس، وأن مشاركة أهل المدينة لفرحته يجعل يوم عرسه يوم لا ينسى، ودعى عصفور جميع المقبلين على الزواج اتباع هذه العادة الجميلة.

وحول ذلك يقول قائد حماة الحرم الابراهيمي الحج مفيد الشرباتي: إن عادة زفات العرسان تعيد إحياء قدسية الحرم الابراهيمي في نفوس الفلسطينيين، وأضاف أن أهل المدينة قديما كانوا يأتون بسياراتهم الى الحرم الابراهيمي فيتوجه العريس ومن معه لصلاة المغرب، ثم يخرجون من الحرم الابراهيمي في زفة مهيبة ينشد به من يحفظ التهاليل والاناشيد.

وتعقيباً على ذلك قال منجد القيمري وهو أحد أعضاء فرقة الزفة: قبل أسبوع كان هناك عريس واحد فقط يزف من الحرم الإبراهيمي، وبعد أن رأى المواطنين أجواء هذه الزفة، أصبحوا راغبين في إحياء هذه العادة، لتصبح الزفة هذه المرة بمشاركة ثلاث عرسان متمنياً أن يزيد العدد في الأيام القادمة لأكثر من ذلك ليصبح لعشرات العرسان.

وأضاف القيمري أن مشاركتهم في هذه المناسبات مهمة لأنها تزيد من تواجد الناس في الحرم الإبراهيمي، واأهم يحاولون إعادة إحياء عادات الآباء والأجداد من خلال العراضة الشامية.

وعبر العريس محمود ابو تركي لـوطن عن فرحته الغامرة في هذا الفعالية التي أعادته لتراث قديم لا يعرفه جيله، وتمنى أن تستمر هذه الفعاليات في الحرم الإبراهيمي الشريف.

تصميم وتطوير