منيب المصري في لبنان... أين الخطأ؟ : عاطف أبو الرب

08.06.2013 11:57 AM
أنا لست من المغرمين في الكتابة حول سلوك بعض الأفراد، خاصة إذا كانوا من أصحاب المال والجاه، فلهم الكثير من المطبلين، وعليهم تفتح الكثير من النيران. اليوم أجد رغبة في تناول مشاركة رجل الأعمال منيب المصري في حلقة أرب أيدول، لدعم المنافس الفلسطيني محمد عساف. حيث أثارت هذه المشاركة لغط، ووصل البعض حد اتهام المصري بسرقة نجاح محمد عساف، ترى هل سيشارك رجل الأعمال المصري في الموسم القادم من أرب آيدول؟

أما كون المصري رجل أعمال، فإن مشاركته في حفل كهذا أمر عادي، لما لهذا البرنامج من حضور ومشاهدة على مستوى الوطن العربي، وبما أن باب المشاركة والحضور مفتوح أمام الجميع، فمن الطبيعي أن يفكر شخص لديه من المال الكثير، يسعى لتسجيل حضور معنوي في مختلف الساحات، أن يشارك في هذا الحفل، ليس بحلقة واحدة بل حلقات، واعتقد أن على المصري يشارك في الحفل النهائي، خاصة إذا بقي عساف في البرنامج.

البعض قال إن المصري يريد أن يزيد أرباح شركة جوال، والسؤال هنا أين المشكلة؟ وهل ممنوع زيادة أرباح الشركة؟ مع أنني لا أرى أن حضور أي شخص يمكن أن يساهم بزيادة أرباح الشركة، وأن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤثر في زيادة الأرباح هو استمرار عساف في المشاركة، وهذا يتوقف على حظوظه في الحلقات القادمة.

الأمر الآخر، قبل أسبوعين كان من بين حضور إحدى حلقات البرنامج نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، حيث اعتبر المراقبون أن هذا الحضور يمثل دعم للمتسابقة الكردية في البرنامج، وأن هذه المشاركة هامة وضرورية وتعبر عن مدى اهتمام إقليم كدرستان بدعم أبنائه. ترى لماذا حضور مسؤول كردي رفيع المستوى أمر إيجابي، وحضور شخصية اقتصادية فلسطينية لدعم المتسابق الفلسطيني لا تعتبر كذلك؟ لماذا لا نطالب المصري وغيره بدعم آخرين، وأن يكون حضوره هذا مدخلاً لمطالبته بالمزيد من الدعم لفئة الشباب، ليس فقط في مجال الغناء، بل في مختلف المجالات والإبداعات؟

لو سألنا هذه المجموعة التي حملت الطبول وبدأت قرعها للتشهير في موقف الرجل، فلن نجد لديها رؤيا حول المطلوب، أهي تريد المصري أن يشارك أم لا. ولو سألت ذات الفئة عن غياب الدعم لهذا الشاب لقيل أين هم أصحاب الأموال، ولماذا لا يبادرون بدعم عساف في هذه المنافسة. يعني ينطبق علينا المصل القائل" احترنا يا قرعة من يون نبوسك"، فلا مشاركة المصري مقبولة، ولا عزوفه مقبول. على أية حال مع أنني لست من المغرمين في هذا النوع من البرامج، لأنه يستنزف أموال الأمة، ويبدد أوقات كبيرة في أمور لا تضيف للحقيقة شيء، إلا أنني أرى أن من الواجب مشاركة رجال المال والأعمال في دعم فئة الشباب أمر محموداً.

ومهما يكن، فلو نظرنا للموضوع من زاوية أخرى، فالمصري رجل لديه الكثير من المال، ولديه سنوياً رحلات نقاهة يطوف فيها العالم، ومشاركته في أرب آيدول من باب الاستجمام والاستمتاع بما لديه من مال، فهذا حقه، وليس مستهجناً، خاصة أن باب المشاركة والحضور في حلقات البرنامج مفتوح أمام الجميع، ومن يملك الفرصة والمال بإمكانه حضور أي من الحلقات، وهذا ينطبق على المصري وغيره، ولننظر للموضوع من هذه الزاوية، والسؤال هل هناك قيود على حق الإنسان الاستمتاع بثروته وماله؟ اعتقد أن كثيرين يفكرون بحضور هذه الحلقات لو أتيحت لهم الفرصة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير