'نيويورك تايمز' تبحث في هوية رئيس الوزراء رامي الحمدلله

06.06.2013 01:00 PM
وطن: نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية في عددها الصادر في الثالث من حزيران 2013 مقالة عن رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف رامي الحمد الله، لتعريف الرأي العام الأمريكي والدولي عن شخصه، حيث افتتحت المقالة الصحافية جودي رودورن مديرة مكتب المجلة في القدس بما يلي:

إن من أول الأبحاث التي نشرها الحمد الله كانت عن أصول (جذور) الأسماء الفلسطينية التي لا تعد ولا تحصى: حيث ذكر اثني عشر صنفًا، من ضمنهم أسماء حيوانات، طعام، أدوات، مهن، ظواهر طبيعية وصفات شخصية.

الحمد الله، رئيس الجامعة، هو رئيس الوزراء الجديد للسلطة الفلسطينية، والمعروف بأبي الوليد، حيث أن وليد كان أحد أبنائه الثلاثة الذين توفوا إثر حادث سير عام 2000.

وقبل سنوات عدة، توج الملياردير الفلسطيني منيب المصري الحمد الله بلقب "الضمير" حيث أشار المصري في مقابلة صحافية: لقد منحته هذا اللقب لأنه قلق على بلده، قلق على شعبه، قلق على جامعته. نحتاج لشخص يقوم بالعمل بشكل سليم، الشخص المناسب، القاضي– الضمير.

الحمد الله، (54 عامًا)، أكاديمي يتمتع باحترام واسع، لكنه يفتقد الخبرة السياسية والسجل الدولي، وتم اختياره ليحل محل سلام فياض، الذي عانى من النقد الشديد من قبل الفلسطينيين بسبب تأييد واشنطن والدول الأوروبية المانحة.

ومن المتوقع أن يقود حكومة تكنوقراط مؤقتة لبضعة أشهر حيث أن الرئيس محمود عباس يحاول الإصلاح بين حركة فتح وحركة حماس، على أمل إجراء انتخابات طال استحقاقها.

رئيس الوزراء الجديد كان رفض إجراء مقابلة صحافية مع الـ"نيويورك تايمز"، يوم الاثنين 3 حزيران، ولكن في تصريح مختصر لراديو "صوت فلسطين" قال إنه قرر شغل المنصب لغاية منتصف شهر آب/ أغسطس وكذلك بأن الحكومة الجديدة هي استمرارية للحكومة السابقة مع الإبقاء على معظم الوزراء.

وفي خلال رئاسته لجامعة النجاح لمدة خمسة عشر عاما، استطاع أن يزيد عدد الطلبة إلى ثلاثة أضعاف حيث وصل عدد الطلبة اليوم إلى ما يقارب العشرين ألف طالب وطالبة موزعين على أربعة أحرم جامعية مما يجعل جامعة النجاح أكبر جامعة فلسطينية.

كما أنه استطاع استقطاب التبرعات سواءً من الفلسطينيين المغتربين أو العرب، إلى ما يزيد على 300 مليون دولار، ليقوم ببناء وتجهيز الحرم الجامعي الجديد بصورة متطورة من البناء الحديث من الحجر الأبيض المبني على إحدى تلال نابلس، علاوة على بنائه المستشفى الجامعي الذي يحتوي على 400 سرير والذي افتتح مؤخرا.

وخلال السنوات الماضية، تم إضافة كلية الطب والهندسة والتمريض، والبصريات، وإذاعة الجامعة، ومركز استطلاع الرأي وغيرهم، حيث أنه دائما يقول "للفلسطينيين استثمار واحد يجب أن يستثمروا به ولا أحد يستطيع انتزاعه منهم ألا وهو التعليم"، وفق تصريح مساعدة رئيس الجامعة للشؤون الدولية، ويضيف: لا يوجد للفلسطينيين مصادر طبيعية ولا نفط، كل ما نملك هو عقولنا ويجب أن نستثمر بها من خلال التعليم وعلينا أن نعلم أكبر عدد ممكن.

كسلفه فياض، فإن الحمد الله تعلم في الغرب وحصل على درجة الدكتوراة في اللغويات من جامعة "لانكستر" في بريطانيا وهو شخصية مستقلة لا تنتمي لطرف سياسي. ولكن من جهة أخرى وعلى عكس فياض، يعتبر متعاطفا مع حركة فتح ومن المتوقع أن يكون لديه نائبان من المقربين للرئيس عباس هما محمد مصطفى، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني وزياد أبو عمرو عضو مجلس تشريعي، ووزير خارجية سابق.

وقال أحد المسؤولين الفلسطينيين الذي رفض ذكر اسمه "كلهم رجال الرئيس"، ومن المفترض أن المنصب ليس سياسيًا، ولكن لمن يريد أن يشغله يجب أن يكون له مكانة واحترام، معروف على الساحة السياسية، ولكن "لا يلهم الرأي العام".

وينتمي الحمد الله إلى عائلة ثرية تمتلك مساحات واسعة من أراضي شمال الضفة الغربية، حيث نشأ في بلدة عنبتا، وشغل عمه مركز رئيس بلدية عنبتا، وجده وخاله كانا عضوين سابقين في البرلمان الأردني قبل 1967، وقضى حياته المهنية في جامعة النجاح حيث بدأ عام 1982 كأستاذ بقسم اللغة الإنجليزية وهناك التقى بزوجته عندما كانت طالبة.

قبل ثلاثة عشر عامًا، كانت زوجته تقود السيارة على الطريق السريع إلى نابلس حيث اصطدمت مع سيارة إسرائيلية مما أسفر عن مقتل أبنائه التوأم (11 عاما) والثالث (9 أعوام) وكانت زوجته في غيبوبة لمدة ستة أشهر، وللزوجين منذ ذلك الحين طفلة واحدة.

"هذا أكبر امتحان للرجل"، صرح المصري، "إنه قضاء وقدر من الله وعلينا قبوله" حيث أضاف المصري "منذ الحادثة لا يوجد شخص يتوفى في نابلس أو حولها إلا ويسرع السيد حمد الله إلى بيت العزاء- فتراه دائمًا في بيوت العزاء".

أحد العاملين بأمن الجامعة والذي عمل حارساً في الجامعة لأكثر من 20عاما قال إنه "في إحدى الأيام توجه للحمد الله وقال له إنه بحاجة إلى القليل من المال، ما دفع الثاني لأن يعطيه مبلغًا يعادل راتبه الشهري وعندما خضع الحارس لعملية قلب، استيقظ من العملية ورأى بأن الحمد الله بجانب سريره، وعندما تعرض ابنه المتزوج حديثًا لحادثة سير، كان الحمد الله يزور ابنه في المستشفى مرتين".

"إنه إنسان مليء بالإنسانية" قال الحارس، مما يجعلنا نشعر بأننا أسرة واحدة.

نقلا عن جوجل الخليج ..
تصميم وتطوير