بعد فقدانها عائلتها في عدوان 2014.. الطالبة حلا عبد الوهاب تتفوق في الثانوية العامة بمعدل 99.6%

11.08.2021 03:53 PM

رفح – وطن – أمل بريكة: عاشت الطالبة حلا ياسر عبد الوهاب من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، ظروفًا استثنائية عن بقية طلاب المرحلة الثانوية، الذين يعيشون في أكناف عائلة مكونة من أب وأم وأخوة أشقاء يعملون معًا كخلية النحل كي يهيئوا الأجواء والبيئة المحيطة؛ لخلق جو دراسي ملائم لتحقيق النجاح بتفوق وامتياز.

لكن حلا فقدت جميع أفراد أسرتها باستثناء والدها، خلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2014، تحديدًا في يوم الجمعة المعروف بـ " الجمعة السوداء "، الذي استطاع الاحتلال أن يرتكب جريمة بشعة بحق المواطنين القاطنين في المناطق الشرقية برفح، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، وتشريد عدد من المواطنين إلى مدارس غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا"، باعتبارها أماكن آمنة، لكن الاحتلال استهدفها بشكل مباشر.

اجتازت حلا امتحان الثانوية العام لهذا العام وتمردت على كل الظروف التي عاشتها على مدار 7 سنوات من فقدان والدتها وأشقائها الأربعة، وحصلت على معدل 99.6%، في الفرع الأدبي، وهي المرتبة الثالثة على مستوى محافظة رفح.

وسردت حلا قصتها لوطن، فقالت إنه: "في يوم الجمعة اشتد القصف على منطقة الجنينة التي كانت تقطن فيها في الأول من أغسطس 2014، اتخذت العائلة قرارًا بالهروب من المنزل والتوجه إلى منزل عائلة جدها من أمها عدا والدها الذي فضل الذهاب إلى بيت عمتها، وفي الليلة الثانية قصف الاحتلال المنزل التي يتواجدوا به واستشهدت والدتها و4 من أشقائها و3 من أخوالها، وأصيبت هي بشظايا في الظهر والقدم والجمجمة".

أضافت حلا: نظرًا لصعوبة حالتها الصحية اضطرت أن تغادر القطاع باتجاه محافظة الخليل في الشق الثاني من الوطن، والمكوث فيها 20 يوما لتلقي العلاج، واستغرق علاجها أكثر من عام؛ لتعود إلى وضعها الطبيعي.

وتقول حلا، " إن الأحداث المؤلمة التي مررت بها جعلتني أتحداها بالسعي الدؤوب والاصرار والعزيمة على تحقيق نتائج فضلى-وهذا ما حصدته بالفعل".

وشاركت حلا فرحة تفوقها مع عائلتها وأقاربها وجيرانها، وتهدي تفوقها إلى والدتها وزوجته اللذين دعماها بشكل متواصل، كما وتهديه إلى والدتها وأشقائها الشهداء الذين تمنت وجودهم بجانبها في تلك اللحظات السعيدة، وإلى مدرستها ومعلماتها ولوطنها فلسطين ولأرواح الشهداء والجرحى المكلومين".

وتعتبر زوجة والد حلا بمثابة الأم البديل لها بعد وفاة والدتها، التي بذلت جهودًا في تربيتها، فتقول: " حلا بنت جدعة وكان لدي إيمان بقدراتها وذكائها في التفوق منذ الصغر".

وتشير إلى أنها كانت تسخر جميع طاقتها من أجل تشجيعها بكلمات حماسية، حيث قولت لها في احدى المرات " هذا البيت بدنا نحاول ندخل الفرح والسعادة فيه ".

وختمت: "حلا أدخلت البهجة والسعادة على منزلنا، ورفعت رأسنا بتفوقها بهذا المعدل العالي، وسندعمها حتى تدرس تخصص الإنجليزية التي ترغب فيه".

 

تصميم وتطوير