ضفة غربية ثلاثية القومية و حل أردني - د.أﺣﻤﺪ ﺟﻤﯿﻞ ﻋﺰم

05.06.2013 11:35 AM
إذا ﻛﺎن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺪور ﺣﻮل أّن ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺳﺘﯿﻄﺎن، وأن ھﺬا ﻳﻌﺰز ﻓﺮص ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺛﻨﺎﺋﯿﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ؛ فإنّ أﺻﻮاﺗﺎً ﺻهيوﻧﯿﺔ ﺗﻄﺮح أﻣﺮاً ﻣﺆدّاه ﺿﻔﺔ ﻏﺮﺑﯿﺔ ﺛﻨﺎﺋﯿﺔ أو ﺛﻼﺛﯿﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ، وﻳﻌﺘﺒﺮ ھﺆﻻء أّن اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﯿﮫﻮد ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ھﻮ اﻷﻓﻀﻞ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.

ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻜﻜﻮا ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ، وأّن ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﯿﺔ ﻳﺒﺮر ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ، رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﻨﯿﺎﻣﯿﻦ ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﯿﻨﯿﺎت "ﻣﻜﺎن ﺑﯿﻦ اﻷﻣﻢ"؛ واﺻﻔﺎً ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ أّن "اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺗﺪور ﺣﻮل اﻟﺮﺣﻢ" ﺑﺄنّهم أﺻﺤﺎب "رأي أﺳﻮد"، مستعرضاً حينها ﺗﻮﻗﻌﺎت ﻛﺜﯿﺮة ﺛﺒﺖ ﻓﺸﻠﮫ ﻋﻦ ﺣﺴﻢ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ دﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﯿﺎً ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺮب.

وﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ "ﻗﺒﻞ ﺣﺮب اﻷﻳﺎم اﻟﺴﺘﺔ، ﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﺪد أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻞ 9.2 ﻓﺮد، واﻧﺨﻔﺾ ھﺬا اﻟﻌﺪد في اﻟﻌﺎم 1987 إﻟﻰ ﻣﻌﺪل 4.6 أﻓﺮاد".

اﻵن، وﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪور ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺘﻨﯿﺎھﻮ اﻟﺰﻋﻢ أّن اﻷﻳﺎم ﺑﺮھﻨﺖ وجهة ﻧﻈﺮه، وﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻧﺸﺮﺗﻪ "ﻳﺪﻳﻌﻮت أﺣﺮﻧﻮت" أﻣﺲ، دﻋﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﯿﺎﻛﯿﻢ ھﻌﺘﺴﻨﻲ إﻟﻰ أن ﻳﻌﯿﺶ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﻮن "ﺣﯿﺎة ﻛﺎﻣﻠﺔ" ﻓﻲ "اﻟﺪوﻟﺔاليهودية"، ﺑﯿﻨﻤﺎ "ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﺣﯿﺎتهم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ" وﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻲ اﻷردن، اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮھﺎ اﻟﺠﺰء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ، وﻓﺼﻞ عنها اﻟﻌﺎم 1922، ﺣﺴﺐ زﻋﻤﻪ.

وﺑﺤﺴﺐ ھﻌﺘﺴﻨﻲ، ﻓﺈن "اﻷوﺿﺎع اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ"؛ ﻓﺒﯿﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺳﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻨﺠﺐ ﻣﺎ ﻣﻌﺪﻟﻪ 6 أوﻻد ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﺈن اﻟﻤﻌﺪل اﻵن ﺛﻼﺛﺔ، وھﻮ اﻟﻤﻌﺪل ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﯿهود.

ﻳﺮﻳﺪ ھﻌﺘﺴﻨﻲ أن ﻳتمتع اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﻮن باﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ "باستقلالهم ﻛﻤﺎ ھﻢ اﻟﯿﻮم"، وأن ﻳﺨﺘﺎروا ممثليهم ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ، ﻣﻊ ﻣﻤﺎرﺳﺔ "حقهم اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ" ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷردن.

وﻳﻘﻮل إن ھﺬا ﻳﺠﺴﺪ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ، وإﻧّﻪ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ المهم ﻣﺎذا ﺗﺴﻤﻰ ھﺬه اﻟﺪوﻟﺔ: ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ أم اﻷردن!

ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻘﺪس، ﻳﺰﻋﻢ اﻟﻜﺎﺗﺐ أن اﻟﻌﺮب ھﻨﺎك ﻳﺆﻳﺪون اﻟﺴﯿﺎدة اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﯿﺔ.

وھﻮ ﻻ ﻳﻮﺿﺢ ﻛﯿﻒ وﺻﻞ لهذه اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ، وﻟﻜﻨﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻳﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت رأي ﺗﺰﻋﻢ أن ﻧﺤﻮ 39 % ﻣﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﻘﺪس، وﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﻤﺤﻜﻮم إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺎً إذا ﺣﺪث ھﺬا.

وﻳﺘﺠﺎھﻞ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﺆﺷﺮات أﻗﻮى، منها أّن "ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺰد ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ 6.5 %.

وﻟﻢ ﻧﻌﺮف رأﻳﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﯿﻘﺔ أّن اﻟﻌﺮب ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﯿﻄﺮوا ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ أرﺑﻌﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪس إن ﺧﺎﺿﻮا اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت.

ﻳﺒﻠﻎ عدد اليهود ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﯿﺔ، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ، 6.3% ، أي 66 ﻣﻠﯿﻮن يهودي.

إﻟﻰ ذﻟﻚ، فإن ﺗﻜﺎﺛﺮ اليهود اﻷﺻﻮﻟﯿﯿﻦ ﻣﺮﺗﻔﻊ، وﻓﻲ اﻟﻘﺪس ﻣﺜﻼً، ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻌﺪل أطﻔﺎل اﻷﺳﺮ اليهودية اﻷرﺛﻮذﻛﺴﯿﺔ ﺳﺒﻌﺔ أطﻔﺎل.

وﻟﻜﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ أﻳﻀﺎ أّن ﻋﺪد اليهود اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺣﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﻘﺪس، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﯿﻦ اﻟﺸﺒﺎن، ھﻮ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن اليها، وأّن اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﺗﺰداد نسبتهم، وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺪس اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ "اﻟﻤﻮﺳﻌﺔ"، أﻳﻀﺎ، فيها ﻧﺤﻮ 40 % من اليهود.

طﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ وﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﯿﺎ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ واﻟﺨﺪاع والتوظيف اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ.

ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ، زﻋﻢ ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ أّن 650 أﻟﻒ يهودي ﻳﻌﯿﺸﻮن ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﺣﺰﻳﺮان (ﻳﻮﻧﯿﻮ) 1967.

وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺧﺒﺮاء أن اﻟﺮﻗﻢ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﻪ ﺑﻨﺤﻮ 150 أﻟﻒ ﺷﺨﺺ، وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻨﺒﻪ إﻟﯿﻪ ھﻮ أن ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻮﺟﻮد اليهودي ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ، وﻧﻮﻋﯿﺔ ھﺬا اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻤﺘﺪﻳﻦ واﻟﯿﻤﯿﻨﻲ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻤﺘﻄﺮف، ﻳﺠﻌﻼن اﻟﻮﺻﻮل ﻟﺤﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ أﺻﻌﺐ، وأّن ﻧﺘﯿﺠﺔ ھﺬا ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻓﻜﺮة ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﺪﻳﻼً.

ﻓﻤﺎ ﻳُﺨﺸﻰ أﻧّﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ، ﻳﻔﺮض اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﻮن ﺗﺪرﻳﺠﯿﺎً ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻨﺎﺋﯿﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ داﺧﻞ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ.

وإذا رأﻳﻨﺎ ﻣﺒﺎدرات رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﯿﺖ ﻣﺆﺧﺮاً، وﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺎوﻧﺎً اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺎ- ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺎ، ﻓﻤﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ أّن ھﺬا ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ أطﺮ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﯿﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ، ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺷﻲء ﺛﻨﺎﺋﻲ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ(ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﻲ–إﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ)، أو ﺛﻼﺛﻲ ﻳﻀﺎف إﻟﯿﻪ اﻷردن: ﻣﺴﺘﻮطﻨﺎت لها ﻋﻼﻗﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ، وﻋﺮب لديهم ﺣﻜﻢ ذاﺗﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﻲ أو لهم ﺻﻠﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﺎ ﻣﻊ اﻷردن، وﺗﺎﺑﻌﻮن اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻟﻺﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ؛ أي اﺧﺘﻼط الهويات واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ واﻷردﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير