بالفيديو ...العثور على مسن بمخيم البريج يعيش بعزلة منذ نصف قرن

04.06.2013 08:53 PM
غزة - وطن للانباء: عثر في مخيم البريج وسط قطاع غزة صباح اليوم، على رجل مسن يعيش في عزلة إختيارية تامة عن العالم منذ نصف قرن.

وفي التفاصيل، فإن موظفين من بلدية البريج، عثروا على المسن جمعة سعيد الأحول "75 عاما"، داخل حجرة مهجورة في منطقة "بلوك 3" تكتظ بأكوام القمامة والفئران والحشرات، بعد تلقيهم شكوى من شقيقة المسن الأحول عن الحجرة التي فاضت مياة الصرف الصحي منها.

وحسب شهود عيان انقطع الأحول الذي يعاني من أمراض نفسية عن العالم الخارجي من عشرات السنين مفضلًا الحياة في حجرته المهجورة بما تحويه من وسائل حياة بدائية جدا.

وتحدث الأحول بعد اخراجه من الغرفة ببضع عبارات قائلا "اسمي جمعة سعيد الأحول قبل مدة أكلت فول وكنت أحيانا أروح على البحر وعلى دير البلح"، وأضاف "لي أقارب لكن لا أراهم .. أعرف الجيران .. لا أحد يأتي لعندي .. ولا يوجد عندي لا ماء ولا كهرباء فأنا أتولي حالي ولي أخ اسمه موسى".

أما شقيقته نجاح "62 عاما" التي تقدمت بالشكوى للبلدية عن الغرفة المهجورة، فقد أتضح انها تعلم بعزلة اخيها، وقالت "حياته كلها هيك من يوم ما وعيت على الدنيا وهو بهذا الشكل والآن عمره 75 سنة وإله هيك عشرات السنين" .

وحول مساعدتها له في المأكل والمشرب تابعت: "لما أطبخ طبخة أناوله الأكل من فوق الحيط وما بيفتح لحدا ، هادي داره كل بيته وكرميده تكسر في الحرب وما بشوفه مطلقاً"

ورجّح أنيس أبوشمالة رئيس بلدية البريج الذي تواجد في مكان الحدث أن عائلة الأحول تعرف بمعاناته ومأساته دون أن تتدخل في الأمر .

وأضاف: "جاءت أخته نجاح للبلدية واشتكت وقالت أن حالته صعبة فزرنا المكان وتفاجأنا بما رأيناه وبدأنا ننظف المكان" .

وأوضح أبو شمالة أن الأحول لديه شقيقان وأقارب في مخيم البريج لكنهم لم يكترثوا لحالته ولم يحاولوا طلب الجهات المختصة للتدخل في معاناته بقي حبيس المرض والعزل عشرات السنين .

أما شكوت النجار مدير صحة البيئة في بلدية البريج فقال :"إن قسم الصحة تلقى شكوى من شقيقة الأحول عن حالة إنسانية تعاني الفقر وسوء النظافة" .

وأضاف:"رأينا الوضع صعب وتدخلنا بشكل سريع وبدأنا تنظيف الحجرة المهجورة ونعمل الآن على نقله لمستشفى متخصص ليتم فحصه تحسبا من نقله للأمراض".

وقال أحد الجيران ويدعي مدحت "إن الأحول يعيش منذ عشرات السنين في تلك الحجرة المهجورة ولا يخرج منها إلا مرات قليلة في الليل"، مضيفا: "أحيانا كنت أراه يخرج الساعة الثانية فجرا ويغيب ساعة ويرجع وكان يولع بلاستيك ويسخن مياه".

أما عدنان الجار الثاني للمسن الاحول فقال "إن حاله سيء ولا أحد يهتم به من فترة طويلة وهو دائم المكوث في تلك الحجرة المجهولة" .

وأضاف:" لا أعرف اسمه فأنا من سنين أعيش هنا ولا أرى شيء من اللي رأيته اليوم !! كل ما كنت أعرفه أنه يعيش لوحده" .

ونقل الأحول لمستشفى الوفاء لإجراء الفحوص الطبية وتلقي الرعاية الازمة.

تصميم وتطوير