أول قتيل في 'ربيع تركيا' وأردوغان يعتبره 'مؤامرة'

04.06.2013 07:06 AM
وطن - وكالات : حصدت التظاهرات المستمرة في تركيا،أول قتيل في إسطنبول صُدِم بسيارة، فيما برزت رؤيتان متناقضتان لدى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس عبدالله غول، حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات،إذ اعتبرها الأول "مؤامرة"، ساخراً من الحديث عن "ربيع تركي"، فيما سعى الثاني إلى طمأنة المحتجين، مؤكداً أن "رسالتهم وصلت".

وفي تطوّر قد يؤجج الاحتقان، أعلن اتحاد نقابات عمال القطاع العام في تركيا، أنه سينظم اليوم وغداً "إضراباً تحذيرياً"، احتجاجاً على قمع الاحتجاجات.

واعتبر الاتحاد اليساري الذي يضم حوالى 240 ألف عضو في 11 نقابة، أن "إرهاب الدولة ضد الاحتجاجات أوضح مجدداً عداء حكومة حزب العدالة والتنمية للديموقراطية".

تزامن ذلك مع حدث ميداني قد يعرقل مسيرة تسوية القضية الكردية، إذ أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي أن مسلحين من "حزب العمال الكردستاني" أطلقوا النار على قاعدة للجيش التركي قرب الحدود مع العراق، وجرحوا جندياً، فردّت مروحية، في إطار "الدفاع عن النفس"، وهو الحادث الأول من نوعه منذ بدء انسحاب مسلحي الحزب الشهر الماضي من الأراضي التركية إلى شمال العراق.

وفي اليوم الرابع للاحتجاجات، تراجعت التظاهرات وعدد المعتصمين في ميدان "تقسيم" في اسطنبول الذي بدا هادئاً نسبياً، في وقت رفع فيه المحتجون لافتات، دعت أردوغان إلى الاستقالة، مؤكدة أن "لا عودة إلى الوراء، مهما حدث".

وأعلن اتحاد الأطباء الأتراك مقتل متظاهر شاب وجرح أربعة مساء الأحد في إسطنبول، بسيارة صدمت محتجين، مشيراً إلى أنها لم تتوقف "على رغم كل التحذيرات، ما يدل على أنه فعل متعمد".

وعزل متظاهرون سلميون، من مثقفين وجمعيات مدنية، أنفسهم عن الأحزاب والمنظمات اليسارية، وركّزوا تحركهم على مراكز التسوق التجارية في اسطنبول وأمام مقار وسائل إعلام كبرى، إذ احتشد مئات أمام مبنى شبكة "إن تي في" الإخبارية، منتقدين "الإعلام المضلِّل والتابع للحكومة"، كما اتهموا مالك الشبكة بـ "تزوير الحقائق لمصلحة عقوده التجارية مع الحكومة وصداقته مع رئيس الوزراء"، حيث تظاهروا ضد شبكة "سي أن أن تورك".

وعلى رغم الاحتجاجات، بدأ أردوغان أمس، جولة في المغرب تشمل الجزائر وتونس أيضاً، فيما اعتبره مقربون منه رفضاً لـ "تضخيم الأحداث على الأرض".

وسخر رئيس الوزراء من الحديث عن "ربيع تركي"، قائلاً: "لدينا ربيع في تركيا"، في إشارة إلى الديموقراطية في بلاده، متسائلاً "هل كان هناك نظام متعدد الأحزاب في الدول التي شهدت الربيع العربي"؟.

ورأى أردوغان أن أشخاصاً "انضموا إلى الاحتجاج بدافع من مشاعر عاطفية ساذجة"، متهماً "عناصر متطرفة"بـ "تنظيم الاحتجاجات".

كما اعتبر أن "ثمة قوى تسعى إلى تحويل الربيع التركي، شتاءً قارساً"، وزاد: "لن نتراجع أمام مَنْ يعيشون يداً بيد مع الإرهاب".

وتحدث عن "مؤامرة داخلية وخارجية تستهدف تركيا واستقرارها ونجاحاتها الاقتصادية"، متهماً "حزب الشعب الجمهوري" المعارض بـ "التحريض على التظاهر واللجوء إلى وسائل غير ديموقراطية، بعد فشله في صناديق الاقتراع"، حاضّاً المواطنين على الهدوء، ومعتبراً أن السلطات "تتصرف في شكل منضبط جداً".
تصميم وتطوير