ليس لدى ادارة بايدن اي مبادرة سلام في الوقت الحاضر !!

26.07.2021 05:49 PM

 

كتب: د.هاني العقاد

تسعي ادارة بادين في هذه الفترة لكسر جمود العلاقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين  بسبب سياسة "إسرائيل" الاحتلالية الرافضة للالتزام بالاتفاقات والمعاهدات والتفاهمات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين والرافضة لإبقاء حالة الارض المحتلة كما هي دون تغيير جيوسياسي مقصود  لتدمير حل الدولتين والى الابد.

إدارة بايدن لا تفضل الحلول المنفردة التي تقدم عليها اسرائيل ولا تستطيع الضغط على "إسرائيل" في المقابل لوقف هذه السياسية التي اصبحت ضرورة  لكونها تدمر العلاقة مع الفلسطينيين بعدما لجأت "إسرائيل" إلى فرض الفرائض وخلق وقائع علي الارض تكون في صورة حلول جيو سياسية واقتصادية وامنية فقط للصراع دون بحث ودون تفاوض ودون اعتراف بالاتفاقات والشرائع والمرجعيات الاساسية لاي عملية سلام بالمنطقة .

ادارة بايدن تنشغل هذه الايام  في تقديم النصائح السياسية لحكومة نفتالي بينت في اكثر من اتجاه الاول في الشأن الداخلي لتوفر الدعم السياسي الكامل لهذه الحكومة كي لا يسقطها نتنياهو وتثبت علي الارض وتستمر في ادارة البلاد دون عثرات امنية او اقتصادية او سياسية قد تكون مادة دسمة للمعارضة الاسرائيلية بزعامة نتنياهو لاستخدامها في وجه نفتالي بينت .

إدارة بايدن الان منشغلة في تقديم نصائح سياسية لحكومة نفتالي بينت لاتخاذ خطوات عملية لإعادة الثقة مع الفلسطينيين تبدا بتقديم تسهيلات اقتصادية من شانها ان تحد من الضائقة المالية التي تعاني منها السلطة وتشكل احد اهم التحديات التي تواجهها وتعيق استمرارها ولعل زيارة مندوب الخارجية الامريكية للمنطقة جاءت من احد جوانبها في هذا الاطار وما بدا من هذه الزيارة ان الاتصال بين ادارة بايدن والسلطة الفلسطينية في طريقه للوضع الطبيعي دون ان تمتلك تلك الادارة اي خطة سلام لتحقيق حل الدولتين علي الارض . وما نخشاه ان تمضي السنوات الاربع لادارة بايدن  وهي تحاول تحسين العلاقة المتوترة بين الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال خطوات اقتصادية وامنية واجرائية علي الارض كبديل عن خطة سلام متكاملة  تنهي الاحتلال الاسرائيلي وتسمح باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

الحكومة الاسرائيلية اعدت خطة علي اثر النصائح الامريكية  لتحسين اداء الحكومة وتسوية الخلافات التي احدثتها حكومة نتنياهو خصوصا مع الولايات المتحدة واوروبا والعالم العربي  ولعل اتصال كل من رئيس الدولة العبرية ورئيس الوزراء ووزير الجيش بالرئيس ابو مازن ياتي في هذا الاطار وتمهيد لحوارات اعادة الثقة التي اقترحتها الولايات المتحدة .

لم تبذل ادارة بايدن حتى الان اي دور فاعل لمحاولة الضغط على "إسرائيل" لوقف  الاسيتطان الاسرائيلي بالضفة الغربية ووقف اخلاء البيوت في القدس والضغط على "إسرائيل" للحفاظ على الوضع القائم في القدس ودون ذلك لن يكون هناك اعادة ثقة بين الطرفين، زيارة الملك عبدالله الثاني ملك الاردن جاءت في احد جوانبها لحث ادارة بايدن لاستخدام نفوذها لدى "إسرائيل" لعدم تغير الوضع القائم في القدس والتحرك بجدية  في عملية السلام وخاصة ان الطرفين الاردني والامريكي يؤمنوا بان لا حل للصراع الا حل الدولتين واعادة المفاوضات بين الجانبين . قد تكون هناك  لقاءات فلسطينية اسرائيلية  تناقش سبل اعادة الثقة بين الطرفين فقط لتوفير الاستقرار في الضفة وتقوية السلطة الفلسطينية لكنني اعتقد ان الثقة بين الطرفين تحتاج لسنوات من العمل تجاه كبح سلوك اسرائيل الاستيطاني ووقفه تماما في الارض المحتلة وتوفير استقرار حقيقي وليس استقرارا مضللا. كان الفلسطينيون قد تقدموا ب 14 طلبا من الادارة الامريكية لتحسين العلاقة مع "إسرائيل" واثبات حسن النية باتجاه احياء عملية سياسية حقيقية في المنطقة تضمنت هذه الطلبات وقف الاستيطان واعادة فتح مؤسسات فلسطينية اغلقها الاحتلال في القدس واستعادة الوضع القائم في القدس وقف اخلاء المنازل واطلاق سراح اسري واخلاء البؤر الاستيطانية ووقف اقتحام جيش الاحتلال للمدن والمحافظات الفلسطينية والسماح بانشاء مطار دولي ومد خطوط سكك حديدة تربط المدن الفلسطينية واعادة منطقة (ج) للفلسطينيين.

لا اعتقد ان ادارة بايدن يمكن ان تستخدم اوراق مهمة بيدها  لتحقق الشروط الاربع عشر التي يطالب بها الفلسطينيون او حتى بعضها لإظهار كحسن نية اسرائيلية تجاه حل الصراع لان "إسرائيل" بالاساس لا تريد ان ينتهي الصراع عبر حل الدولتين ولا تريد اي تدخل امريكي يحقق للفلسطينيين اكثر مما هم فيه الان، ولا اعتقد ان الادارة الامريكية بالمقابل قد تخرج بمبادرة سلام في المستقبل القريب  للبدء  بعملية سلام حقيقية بالمنطقة عجزت الادارات الامريكية السابقة عن طرحها قبل ان تضمن ان كافة الاجواء السياسية مهيئة بالكامل وقبل ان تضمن ان حكومة بينت لابيد باتت قوية وصعب اسقاطها وتستطيع الانخراط في عملية سياسية تؤتي نتائج تحقق الامن والاستقرار في المنطقة وهذا يحتاج الى وقت.

خروج ادارة بايدن من حالة الحوارات اعاد الثقة بين الطرفين لطرح مبادرة سلام تعيد الطرفين لطاولة المفاوضات المجدولة زمنيا يترتب علي قدرة الفلسطينيين في تشكيل ضغط علي هذه الادارة و"إسرائيل" من خلال المقاومة الشعبية وضروراتها وتعدد اشكالها ما يمثل بقاء الملف الفلسطيني حيا علي طاولة ادارة بايدن والرباعية الدولية التي تنتظر تفعيل من قبل هذه الإدارة، لا اعتقد ان لدى ادارة بايدن خطة اكثر من تهيئة الظروف السياسية المحيطة بالطرفين لإجراءات بناء واستعادة الثقة في المسار السلمي في الوقت الحالي وخاصة الفلسطينيين مازالوا يعتقدون ان اي تدخل امريكي في الصراع خارج اطار الرباعية الدولية لن يأتي الا باستقرار مضلل بسبب الساسة الاسرائيلية الاحتلالية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير