بدون مؤاخذة-حزيران العار - جميل السلحوت

02.06.2013 10:15 AM
حلّ الدولتين: ونتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف لن ينسحبوا من 40% من أراضي الضفة الغربية كما يتوهّم البعض، فهم يعتبرون فلسطين التاريخية جزءً من(أرض اسرائيل الكاملة) هذه الأرض التي تطلّ على الصحراء العربية-الجزيرة العربية- كما كتب نتنياهو في كتابهAplace between nations الذي ترجم الى العربية تحت عنوان(مكان تحت الشمس) الصادر في بداية تسعينات القرن الماضي. وهم يرون أن لا مكان إلّا لدولة واحدة بين النهر والبحر، وأن حلّ مشكلة الفلسطينيين تكمن في الأردن كوطن بديل، مع أن الأردن تربطه مع اسرائيل معاهدة سلام، موقعة في العام 1994 في وادي عربة. والجنون الاستيطاني جعل حلّ الدولتين مستحيلا، وهذا ما سعى اليه نتنياهو، وأقصى ما يمكن أن تتنازل اسرائيل عنه للفلسطينيين هو حكم ذاتي على السكان دون الأرض للتجمعات السكانية الفلسطينية المصنفة بمناطق"A "حسب اتفاقات أوسلو، تمهيدا لطردهم خارج الحدود في حرب مفتعلة قادمة ستحصد أرواح الكثيرين منهم.

ولا يمكن استبعاد "حلّ"يعمل البعض عليه وهو إقامة دولة فلسطينية في شمال سيناء امتدادا لقطاع غزة، وتقاسم وظيفي مع الأردن في مناطق الادارة الذاتية في الضفة الغربية، مع تأكيدات اسرائيل على "لاءاتها" الشهيرة، وهي لا انسحاب من القدس، لا انسحاب من المستوطنات وغور الأردن، لا عودة للاجئين، ويجب استمرار البناء الاستيطاني.
الدولة الواحدة: يخطئ من يتحدث عن دولة واحدة ضمن الظروف الراهنة، فالصهيونية تتحدث عن "دولة يهودية نقيّة" أي لا مكان لغير اليهود فيها. وهي من تملك خيار القوّة، بدعم لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، يشجعهما اختلال موازين القوى، بعد أن أسقط العربان كلّ الخيارات باستثناء خيار المفاوضات، ويساعدهما أيضا الانشقاق على الساحة الفلسطينية وما ينتج عنه من آثار تدميرية.

وتصفية القضية الفلسطينية لحساب المشروع الصهيوني باتت قريبة بعد الانتهاء من تدمير سوريا وقتل شعبها، واقامة"مشروع الشرق الأوسط الجديد" لتجزئة المجزأ" وادخال المنطقة في صراعات طائفية"سنّة وشيعة" ستستمر لعشرات السنين حتى يبرز عقلاء بين الأمّة، وقد جرى تجنيد "علماء" من أصحاب العمائم واللحى من كلا الجانبين، لمساندة وكلاء سياسيين لتغذية الطائفية واشعال نيرانها. مما يعطيها الأولوية في حسابات الشعوب، ووكلاء أمريكا من الحكام والقادة. وصرفهم عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في وطنه.
الخراب العربي: وتمرّ ذكرى حزيران هذا العام وسوريا قد أصبحت ساحة حرب لتصفية صراعات اقليمية ودولية في المنطقة، فيجري تدميرها وقتل شعبها، من قبل نظام يتمسك بالحكم رغم غزارة الدماء المسفوكة، ومن معارضة "متأسلمة" ضلّت طريق الجهاد، ومدعومة من جهات أجنبية وعربية ما كانت يوما ولن تكون داعمة لحريات الشعوب.

في حين تعيش مصر مرحلة انهيار قد تصل الى افلاس الدولة وانهيارها بعد انفراد جماعة الاخوان المسلمين بالحكم في مصر. والأوضاع في تونس لا تقلّ سوءا هي الأخرى. كما أن الأوضاع في لبنان لا تبشر بالخير خصوصا بعد تدخل حزب الله عسكريا في الصراع الدائر في سوريا، وما سبقه من تمويل القوى اللبنانية المناوئة لحزب الله المعارضة السورية بالسلاح والمال.
وفي كلّ الأحوال تيقى المنطقة على فوّهة بركان قد تنطلق حممه في كلّ لحظة، لكنه لن يحرق إلّا العربان، بعد ان ارتضوا لأنفسهم الخروج من التاريخ، وبعد أن اعتبروا الهزائم انتصارات، وسوّقوها على شعوب أعماها الفقر والجهل. فسحقا لك يا حزيران العار.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير