الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس له تأثير يذكر على الرأي العام الأمريكي تجاه " إسرائيل "

17.07.2021 02:44 PM

 وطن: كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف رسمياً ب"دولة إسرائيل" في عام 1948 وكانت واحدة من أقوى حلفائها على الصعيدين السياسي والعسكري وذلك بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد ما لا يقل عن 53 قراراً للأمم المتحدة تدين دولة الاحتلال.

كما قدمت الولايات المتحدة مساعدة عسكرية كبيرة "لاسرائيل" وفقاً لبيانات نقل الأسلحة من SIPRI تحتل إسرائيل المرتبة الخامسة بين جميع المتلقين للتمويل العسكري الأمريكي منذ عام 1950 بعد اليابان والسعودية وكوريا الجنوبية وألمانيا.

في عام 2016 وقعت الولايات المتحدة و"إسرائيل" مذكرة تفاهم (MOU) حيث تعهدت بتقديم ما مجموعه 38 مليار دولار أمريكي ل"إسرائيل" من عام 2019 إلى عام 2028 وكانت هذه زيادة على مذكرة التفاهم السابقة التي تم توقيعها في عام 2007 وتعهدت بتقديم 30 مليار دولار أمريكي.

ويتم توزيع مذكرة التفاهم الحالية سنوياً على شكل 3.3 مليار دولار في التمويل العسكري الأجنبي و 500 مليون دولار في تمويل الدفاع الصاروخي.

ويبلغ إجمالي تمويل الدفاع الصاروخي الأمريكي لدولة الاحتلال 1.3 مليار دولار أمريكي منذ عام 2011 وقد غطى إلى حد كبير إنتاج إسرائيل لنظام القبة الحديدية.

تمتد هذه العلاقات أيضاً إلى الجمهور الأمريكي حيث تشير الروابط الرسمية بالتأكيد إلى وجود علاقة قوية بين الأمريكيين ودولة لاحتلال حيث تظهر استطلاعات رأي جالوب أنه على مدار العشرين عاماً الماضية ،بأنه تم تسجيل أقل نسبة لدعم الأمريكين ل"إسرائيل" في عام 2002  لتصل58٪  حين وصفوا انطباعهم عن اسرائيل بأنه إيجابي" ووصل هذا الرقم إلى ذروته في 2021 حيث قال 75% من الأمريكيين أن انطباعهم إيجابي بشأن دولة الاحتلال فيما من المهم ذكره (أنه تم جمع هذه البيانات قبل العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو 2021".

وعلى الرغم من الراي العام الأمريكي نرى وجود انقسام في الخطوط الحزبية حيث يدعم الجمهوريون "اسرائيل" بشكل أقوى بينما يظهر الديمقراطيين انقساماً حيث تراجع دعم اسرائيل وزيادة دعم فلسطين خاصة بين الشباب الديمقراطيين والتقدميين.

وشهد مايو 2021 جولة جديدة من العدوان الإسرائيلي على غزة بعد أن تصاعدت التوترات بسبب القرار الوشيك للمحاكم الإسرائيلية بشأن إخلاء ست عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح.

واقتحمت شرطة وقوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى في 7 و 10 مايو حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي بعد عقود من التوترات ومشاعر التمييز والظلم التي تحولت لمواجهة ميدانية وعسكرية حيث أطلق الصاروخ الأول من غزة من قبل حماس حوالي الساعة 6 مساء يوم 10 مايو وبعد 11 يوم من القتال  قالت قوات الاحتلال أنها أطلقت خلال العدوان 1500 صاروخ بينما أطلقت حماس 4300 صاروخ وتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في 21 مايو / أيار.

واذا أردنا أن نرى كيف تغيرت وجهات النظر تجاه إسرائيل أم لم تتغير على الإطلاق، بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هذا العام. أجري مسح على شبكة الإنترنت لـ 625 مواطناً أمريكياً في الفترة من 24 إلى 26 يونيو حيث سجلت العينة دعماً ل"اسرائيل" بمتوسط يبلغ 6.19 وجاء تقييم الجمهوريين أعلى ب 6.79 مقابل 5.89 للديمقراطيين.

وتشير البيانات إلى أن الدعم الأمريكي العام للمساعدة لإسرائيل لا يتأثر بشكل منهجي بالأحداث أو الاعتداءات الإسرائيلية حيث أنه من غير المرجح أن يكون لدى معظم العينة معرفة كبيرة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبناءً على الأدلة من هذا الاستطلاع والإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن حتى الآن لا نتوقع تحولات كبيرة في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل.

ويظهر أن الإجراءات الإسرائيلية حتى عندما يتم تأطيرها في سياق الصراع الفلسطيني الأخير ليس لها آثار كبيرة على المساعدات المستقبلية لإسرائيل وهذا على الرغم من أن استطلاع غالوب في مارس 2021 وجد أن غالبية الديمقراطيين يريدون من الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل لتقديم المزيد من التنازلات مع السلطة الفلسطينية.

علاوة على ذلك دعا الديمقراطيون التقدميون في الكونجرس بشكل متزايد إلى مساءلة إسرائيلية أكبر وحتى الآن لم تستخدم إدارة بايدن التمويل الأمريكي كوسيلة ضغط لتغيير السياسات الإسرائيلية ولكن في ظل غياب تحول كبير في الرأي العام ، فمن غير المرجح أن تكون هذه الجهود مدفوعة بالضغط العام.

المصدر :modern diplomacy

تصميم وتطوير