حمدي فراج يكتب لـوطن: اسماعين في ضيافة سعد الدين.. مقاومة التطبيع ام تطبيع المقاومة

18.06.2021 06:29 AM

 

يحاول المرء ان يعصر ذهنه ليفهم لماذا يقوم رئيس حماس ، رئيس اهم فصائل المقاومة في فلسطين ، الخارج لتوه من انتصار موثق ومؤكد على اسرائيل و جماعتها ، بزيارة الى دولة نظام ملكي موغل في المآخذ والمناقص ، لم يكد حبر توقيعه الاعتراف بالعدو ان يجف بعد ، متزامنا بتوجيه رأس هرمه ، الملك ، رسالة تهنئة الى الفاشي الجديد فوزه في رئاسة حكومة الكيان .
  
لا يظن احد ممن ذهبوا لعصر اذهانهم ان يخرجوا بأن الرجل ذهب ليقنع المغرب بالتراجع عن التوقيع ، فهذا أمر مستحيل ، لأنه حتى وان رغبوا ، فإنه ممنوع عليهم التنصل ، انظر الى الاردن ، بل الى مصر التي وصل الى سدتها اركان حكم جديد بعد ثورة عارمة اطاحت بالقديم "حسني مبارك" وبالجديد "محمد مرسي" و زجت بهما في السجن في آن معا ، دون ان تتمكن من الغاء اتفاقيات كامب ديفيد قبل اكثر من اربعين سنة .

هل لكون هنية والعثماني "اسماعين وسعد الدين"  انهما من مشرب ديني واحد ؟ من انه جمعهما يوما عيش وملح الاخوان ، وان العشرة كما يقال لا تهون الا على اولاد الحرام ؟ ولكن هذه تسجل ضد قائد نصرنا ، فعلاقتهم مع مصر التي تحارب الاخوان بلا هوادة ، علاقة وصلت حد التنكر لما هو ابعد من عيشهم وملحهم ، وحين قضى رئيسهم المنتخب في سجنه مظلوما ومغلولا ، حظر عليهم اقامة صلاة الجنازة عليه في غزة ، رضخوا ، وكأن غزة محافظة مصرية .

كيف يا سيد المقاومة في فلسطين ، ستدعو بعد اليوم الى مقاومة التطبيع مع العدو ؟ الا إذا وازنت المعادلة بمعادلة اخرى من نوع تطبيع على الطريقة الاسلامية ، او بالادق على الطريقة الاخوانية ، العثمانية "سعد الدين العثماني" تحت امرة الملك المغربي ، او على الطريقة الاردوغانية ، والتي في جوهرها "عثمانية" ايضا .

كنت يا سيد المقاومة الفلسطينية ، اول من قال ان ما بعد موقعة "سيف القدس" ليس كما قبلها ، واعتقدنا انك بذلك انما تملك ناصية مرحلة جديدة بمفاهيم جديدة تنسف القديم من جذوره المتعفنة ، لكنك لا تدرك الآن ربما ، انك ذهبت في هذا القديم المتعفن ابعد بكثير مما ذهب سابقوك ، الى نظام قيل انه اكثر نظام عربي استضاف القمم العربية ذلك انه بالاتفاق مع الموساد زرع اجهزة تنصت في قاعة الاجتماع . كيف يمكن الآن لشعب الصحراء ان يؤيد مقاومتنا ، بل كيف للشعب المغربي ذاته الاطمئنان الينا وانت في ضيافة عدوه الذي قمع تحركاته ضد التطبيع بل تحركاته لنصرة غزة .

بزيارتكم المغرب ، انما تسهمون بإدراك او بدون ، انكم تبددون الانتصار الذي صنعه المقاتلون و أشلاء الاطفال ، انه المسمار الثاني في جسم الانتصار ، - المسمار الاول تديين الصراع والمعركة ، وكأنها بين المسلمين واليهود ، لانها بعد انتصار المسلمين  ستكون بين السنّة والشيعة - .

خاب ظن من ظن يا سيدي ، ان دمشق ستكون اولى محطاتكم . إن بعض الظن إثم .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير