المسنة "حميدة" الرجوب.. وهبت حياتها للتطوع بتجبير الكسور ومعالجة الحروق معتمدة على الطب العربي
مدينة الخليل- وطن- رفيدة أبو زنيد: منذ خمسة عقود والمسنة حميدة رجوب من بلدة دورا جنوب مدينة الخليل، تستخدم الطب البديل لمعالجة الكسور والحروق المستعصية من جميع الدرجات وبأبسط الإمكانيات والمواد الطبيعية، فعالجت حروقا وكسور عجز حتى الاطباء عن مداواتها.
وبابتسامة عمرها عشرات السنوات، ومتكئة على عكازها تستقبل المسنة رجوب مرضاها، واهبة عملها لوجه الله تعالى، حيث ترفض تقاضي أي أجر حتى لو رمزي مقابل عملها.
تقول الرجوب: بدأت قصتي مع الطب العربي بعدما كسرت يد ابنتي الكبرى، وبعد رفض أحد العاملين في الطب العربي معالجتها، حيث لم يكن من خيارات أمامي سوى معالجة ابنتي بنفسي."
وبالفعل تكللت جهود حميدة بالنجاح وعادت ابنتها لممارسة حياتها بشكل طبيعي.
وشاع اسم حميدة بين قرى دورا، وباتت مقصد آلاف المواطنين على مدار خمسين عاماً من العمل في تجبير الكسور، وذاع اسمها أكثر نتيجة استخدامها للمواد الطبيعية في معالجة الحروق، مثل زيت الزيتون والصابون النابلسي، وبعد الأعشاب الطبيعية، والعسل والبصل والبذور.
ويزيد من إقبال المواطنين على المسنة حميدة أنها تستطيع إخفاء آثار الحروق تماما وبوقت قياسي مقارنة بأنواع أخرى من العلاج.
وتشير الرجوب لوطن أنها تجد سعادة خاصة في عملها بالطب العربي، مؤكدة أنه نوع من أنواع الموروث الشعبي الذي ورثته عن أجدادها، والتمسك فيه يعني التمسك بالحضارة والتاريخ والمحافظة على قيم وعادات الشعب الفلسطيني.
واثناء تواجد مراسلة "وطن" حضرت المواطنة هبة الشرحة إلى بيت المسنة حميدة لتلقي العلاج جراء معاناتها من وجع قوي في قدمها اليسرى ويدها، وبعد قيام المسنة بتدليك مناطق الألم بزيت الزيتون بدت معالم التحسن والارتياح على وجهها.
ولا تمانع المسنة حميدة التوجه لأي مكان وتحت أي ظرف لمداواة المرضى وجبر خواطرهم، لمساعدتهم على إكمال حياتهم بشكل طبيعي، مؤكدة أن العديد من الحالات التي تصلها يعمل أطباء على تحويلها إليها نتيجة لعدم إظهار صور الأشعة للكسور بصورة دقيقة.