الأسير أبو عصبة لا يزال على مقاعد الدراسة منذ 14 عاما
25.05.2013 11:43 AM

مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان تسلط الضوء في هذا التقرير على معاناة الأسير طلال عوض الله أبو عصبة (31 عاما) من قرية رافات قضاء سلفيت، والذي لا يزال على مقاعد الدراسة في جامعة النجاح الوطنية منذ العام 1999.
توقف الزمن
"زملاؤه أصبحوا أساتذة يدرّسون في الجامعات، بينما لا يزال ابني على مقاعد الدارسة منذ (14 عاما)"، بهذه الكلمات المختصرة بدأ والد الأسير طلال حديثة عن ابنه الذي استبدل ثوب التخرج الأسود بملابس السجن البنية بسبب الاعتقالات المتلاحقة في سجون الاحتلال.
ويضيف والد الأسير أبو عصبة للتضامن "في العام 1999 بدأ طلال الدراسة في جامعة النجاح في تخصص العلوم الشريعة الإسلامية، وبعدها بعامين ونصف فقط، سرعان ما انتزعه الاحتلال من أحضان جامعته وحوّله إلى الاعتقال الإداري لمدة عام".
وتابع" بعد شهرين فقط من الإفراج عنه وعودته للدراسة، اعتقله الاحتلال ثانية في العام 2004، وبعد عدة أسابيع من جولات التحقيق القاسية، أصدرت محكمة الاحتلال حكما بسجنه لمدة (6 سنوات)".
قبل أشهر من تخرجه
من ناحيتها، تقول زوجة الأسير طلال للتضامن" في العام 2010 عاد زوجي لمقاعد الدراسة من جديد، فكان يسابق الزمن ويحث الخطى ويتمنى أن يُنهي دراسته الجامعية بسلام، غير أن الاحتلال أعاد اعتقاله للمرة الثالثة، بتاريخ 20/11/2012 وحوّله إلى الاعتقال الإداري لمدة (6 شهور)، وما أن انتهى التمديد الأول حتى أصدر الاحتلال بحقه أمرا إداريا جديدا".
وتشير زوجة أبو عصبة إلى أن سلطات الاحتلال تحتجز زوجها تعسفيًا ودون إثبات أي تهمة بحقه، بدليل أن ضباط الشاباك أكدوا له خلال استجوابه أن اعتقاله في الإطار الاحترازي فقط.
وتمنت الزوجة التي ارتبطت بطلال قبل عام فقط أن يخرج زوجها من السجن وينهي دراسته الجامعية ويعمل في مجال تخصصه كحال أصدقائه وزملائه، خاصة وأنه يحفظ القرآن الكريم كاملا ويحمل سندا متصلا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو خطيب مفوه.
عائلة مكلومة
من ناحيته، يشير الباحث في التضامن أحمد البيتاوي إلى أن عائلة الأسير طلال أبو عصبة تعتبر من العوائل التي ضحت وقدمت الكثير لخدمة القضية الفلسطينية، فشقيقه الأكبر (بدران) استشهد في العام 1997 خلال تحضيره عبوة ناسفة انفجرت به وحولت منزلهم إلى ركام، كما اعتُقل شقيقه الآخر زهران في سجون الاحتلال لمدة (15 عاما) قبل أن يخرج في صفقة التبادل الأخيرة، في حين مكث شقيقه الثالث بلال (10 سنوات) في سجون الاحتلال وأطلق سراحه في العام 2007.
وفي هذا الصدد يقول والد الأسير: دمر الاحتلال مستقبل العائلة، فبعد تغييب ثلاثة من أبنائي لم أجد أي معيل للأسرة، خصوصا وأنني أعاني من انزلاق في الغضروف ولا أقوى على العمل، كما أن ابنتي تدرس في الجامعة، ولا يوجد لدي المال لتعليمها.
وذكر البيتاوي أن الطلبة الجامعيين هم الأكثر استهدافًا من قبل الاحتلال، وهو ما يعني حرمان العشرات منهم إكمال تعليمهم الجامعي ويؤخر تخرجهم، كما يمنعهم من مواصلة دراستهم وهم داخل السجن.