حي نصير في بيت حانون حوله الاحتلال إلى ركام.. وأهله يناشدون عبر وطن لإيجاد مأوى لهم

26.05.2021 12:22 PM

غزة-وطن- أحمد الشنباري: ما إن توقفت رشقات القصف الذي استمر نحو أربعين دقيقة، حتى تعالى صراخ الاطفال والنساء الذي كتمته أصوات الانفجارات، عائلات بأكملها لم يكُن نزوحها سهلاً في ظلام الليل الذي تعثرت فيه أقدام الأطفال والنساء بين أكوام الركام التي أغلقت شوارع الحي.

حي نصير وسط مدينة بيت حانون كان ملاذاً للنازحين من القصف في ارياف المدينة، لكن سرعان ما تبدد شعور الأمن بفعل الغارات التي استهدفت الحي.
"بين لحظة وأخرى تحول الحي إلى دخان وركام، ألسنة النيران دخلت إلى البيوت التي أصبحت بلا جدران" هكذا يصف الشاب فادي نصير المشهد الذي غيّر ملامح البيوت والشوارع في حي نصير.
يتابع حديثه" كان الأهالي نائمين آمنين في بيوتهم، لنتفاجىء بأصوات انفجارات عالية جداً رافقها هزات أرضية، لتدخل بعد ذلك حمم من اللهب والأتربة إلى البيوت يصاحبها صراخ الأطفال والنساء من كل مكان".

ويواصل فادي حديثه " كان الحي يأوي الكثير من العائلات التي نزحت من المناطق الحدودية، لتشعر بالأمان وسط المدينة، لكن فاقَ الجميع على أصوات الانفجارات والغارات التي تشبه الزلزال".

ويطالب فادي عبر وطن ان يُنظر إلى هذا الحي بعين الرحمة، والعمل على توفير ما يلزم السكان من احتياجات أساسية على رأسها مأوى مناسب، بالإضافة إلى توفير المياه الي الحي.

لم تصدق المواطنة خالدة نصير بأنها نجت وعائلتها من تحت الركام، حجم الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية توحي للمواطنين بثمة معجزة انتشلتهم من موت محقق، تؤكد خالدة التي سرعان ما عادت تتفقد بيتها الذي لم يعد صالحاً للسكن، بأنهم لم يتلقوا أي انذار مسبق، وحدها أصوات الانفجارات هي التي ايقظتهم من نومهم، وكأن ملائكة حملتهم إلى بر الأمان.

لم تسلم العائلات التي جاءت من ارياف المدينة لتحتمي في اكثر الأحياء امناً وسط مدينة بيت حانون،  شعور الأمان تبدد مع أصوات القصف الذي حول الحي إلى كومة ركام،  وما أن اقترب مؤشر الساعة إلى الدقائق الأخيرة في منتصف تلك الليلة، حتى بدأت الغارات الإسرائيلية تنهارُ على الحي.

وهنا يقول الشاب بلال نصير (30 عاماً): تم قصفنا ونحن داخل المنازل دون سابق انذار مع منتصف الليل، وسرعان ما خرجنا هرباً من الغارات إلى مستشفى بيت حانون القريب من الحي.

ويضيف الشاب" مطالبنا اليوم هي ان نعيش بكرامة في منازلنا وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال والعودة إلى حياتنا الطبيعة، حيث أن الوضع الآن صعب للغاية وبيوتنا غير صالحة للسكن، واغلب الأهالي مشردون بلا مأوى.

 

تصميم وتطوير