"هآرتس": هذه أفشل وأحمق "عملية عسكرية" تُشن على غزة

19.05.2021 05:11 PM

وطن: وصف رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"العبرية ألوف بن العدوان الحالي على غزة بأنها "أفشل وأحمق حرب تشنها "إسرائيل" قياسا على حرب لبنان الثانية وحروب غزة السابقة".

وشدد ألوف بن، في تحليل له، على أن ما حصل فشل عسكري ودبلوماسي خطير كشف الإخفاقات العسكرية الكبيرة في استعدادات جيش الاحتلال وأدائه والتخبط السياسي لقيادة حكومة مشوشة وعاجزة.

وطالب الكاتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بإعطاء الأوامر بالوقف الفوري لهذه الحرب بدلاً من "تضييع الوقت في جهد لا طائل منه بحثا عن صورة انتصار وهمي، رغم ما يسببه ذلك من موت ودمار في غزة وتعريض أرواح للخطر في دولة الاحتلال".

وقال "لو كنا في عالم أفضل، لكان من المناسب حث نتنياهو على إصدار أمر بتنظيف شامل للبيت الداخلي لجيشه ، غير أن المتهم الجنائي نتنياهو، الذي يكافح للاحتفاظ بمسكنه الرسمي في شارع بلفور بالقدس، (في إشارة لرئاسة الوزراء) ليست لديه السلطة ولا القوة السياسية لقيادة مثل هذا التغيير المطلوب".

وحدد ألوف بن، 5 مظاهر لأهم الإخفاقات التي تم الكشف عنها حتى الآن في الاستعدادات للحرب وسيرها:

أولا: تركيز دولة الاحتلال اهتمامها عسكريا خلال العقد الماضي على الشمال والصراع مع إيران. واعتبارها غزة جبهة ثانوية يمكن التعامل معها من خلال الإجراءات الاقتصادية، بينما اقتصر النظر إلى حماس بوصفها جارا سيئا، لكنه جار ضعيف ومعزول، وظلت القضية الوحيدة التي تهم الرأي العام الإسرائيلي في غزة هي النقاش الدوري حول عودة الأسرى الإسرائيليين وجثث الجنود. ولم يحذر أي مسؤول استخباراتي، حسب ما هو معروف على الأقل، من أن حماس يمكنها بجهد بسيط أن تفلت من القفص الذي وضعتها إسرائيل فيه وتتبوأ صدارة النضال الفلسطيني من أجل الأقصى، ناهيك عن نجاحها في توسيع الصدع بين "إسرائيل" وإدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.

ثانيا: بسبب الفشل الاستخباراتي في تقدير نوايا حماس وقدراتها، مما يعد فشلا استخباراتيا تكتيكيا، اتضح أن جيش الاحتلال لم تكن لديه أي فكرة عن كيفية شل قدرات حماس وتحييدها، ولو افترضنا جدلا مقتل 100 أو 200 أو حتى 300 مقاتل في الحرب الحالية، فلن يسقط ذلك حكم حماس ولا أنظمة قيادتها ولن يشل قدرتها على إطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال.

ثالثا: لقد ألحقت حماس ضررا بليغا بنسيج الحياة في "تل أبيب" والجنوب ولا يبدو أن الجيش قادر على إيقاف ذلك بعد أسبوع ونصف الأسبوع من إطلاق النار.

رابعا: لم تضطلع القوات البرية الإسرائيلية إلا بدور هامشي تمثل في محاولة خداع العدو وإرباكه ودفعه للنزول إلى الأنفاق على أمل محاصرته من خلال الضربات الجوية، وهو ما يبدو أنه لم ينجح، إذ لم تكن أعداد كبيرة من مقاتلي حماس داخل الأنفاق التي تم قصفها.

خامسا: أورد الكاتب تحذير الميجر جنرال (احتياط) يتسحاق بريك، أشد منتقدي ضباط جيش الاحتلال في السنوات الأخيرة، الذي حذر من أن الحرب المقبلة ستكون في الجبهة الداخلية، وأن دولة الاحتلال قد لا تجد طريقة للرد على هجمات بآلاف الصواريخ وأن قواتها البرية غير قادرة على القتال، مشيرا إلى أنه كان آنذاك يتحدث عن الحرب مع حزب الله، وها هي حماس التي تمتلك قدرات متواضعة مقارنة بحزب الله تصدق تنبؤات ذلك القائد، وفقا للكاتب.

وختم الكاتب تحليله المطول بقوله إنه من الأفضل لنتنياهو الآن في مواجهة هذه الإنجازات المتواضعة، أن يعطي لبايدن فرصة لتحقيق إنجاز -ولو كان صغيرا- من خلال الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري الذي كان الرئيس الأميركي يسعى إليه.

المصدر : الجزيرة

تصميم وتطوير