من وحي الجائحة وعيد العمال

01.05.2021 02:40 PM


كتب: خالد ناصيف

دعونا نتذكر كرامة العمال والعاملين وقصص اخرى من وحي الجائحة:

1. مع بدء انتشار جائحة كوفيد-19 وارتفاع عدد الاصابات، صدرت تعليمات صارمة بمراقبة ارتداء الكمامات ، قامت الشرطة بتطبيق هذه التعليمات الى حد كبير، وكانت توقف السيارات والمارة على احد مفارق الشوارع الرئيسية في المدينة لضمان تطبيق تعليمات ارتداء الكمامة، وعلى الجانب الاخر من الشارع مجموعه من العمال يعملون لصالح شركة خاصة ويقومون باعمل ترميم واصلاحات للشارع لا يرتدون الكمامات او اي معدات اخرى للسلامة العامة والشخصية لان صاحب العمل لا يريد صرف أموال اضافية لزيادة ارباحها، مما يعرضهم بشكل كبير لانتقال العدوى.

التعليمات والقرارات الحكومية لا يوجد الية لمتابعة تطبيقها وشموليتها.

2. جاء الاغلاق والبقاء في المنزل وحظر الحركة ، تكرار ما كان علية الحال قبل عام، لكن اليوم ومع وجود الابوين العاملين عن بعد  وابناءهم الثلاثة الذين يتابعون دروسهم عن بعد، مما شكل ضغطا كبيرا على شبكة الانترنت وادت اي ضعف وتقطع الخدمة في احيان كثيرة، وفي صبيحة احد الايام في حوالي الساعة الحادية عشر صباحا قامت شركه تزويد الكهرباء بايقاف التيار الكهرباء بدون سابق انذار عن حيهم، بسبب اصلاحات ضرورية على الشبكة طالب بها السكان من عامين سابقين، وبحلول الوقت الذي عادت به الكهرباء (بعد 5 ساعات) تمكن اثنان من افراد العائلة اكمال مهماتهم وثلاثة منهم فقدوا فرصتهم في اتمامها مما ادى الى انهاء خدمات الام التي تعمل لصالح شركة خاصة، واثنان من الابناء فقدو فرصتهم في تأدية امتحاناتهم الجامعية.

هذا الكابوس عانت منه 75% من الاسر الفلسطينية العاملة عن بعد، من يتحمل المسؤولية ومن يتحمل التعويض؟

3. بينما يستمر البشر في خلافهم المزمن حول الاديان، الا ان ارادة الله تحمل رسائل ضمنية في الوقت المناسب، حلول شهر رمضان ( شهر الصيام عن المسلمين)، الشعنينة، الجمعة العظيمة وسبت النور ( دخول تعذيب وصلب وقيامة السيد المسيح لدى المسيحيين)، مهرجان الحصاد ( عيد الباساخي عند السيخ)، ايام الصيام الهندوسية ( نافراتري)، تأتي هذه الاعياد في وقت متزامن.

هل فهم البشر هذه الرسائل؟ اشك بالامر !

4.عندما بدأت العدوى بشكل كبير، واصبح توفر المرافق الصحية والرعاية الطبية المناسبة عائقا رئيسيا عن كافة الشعوب، اصبحت ما يسمى بالعلاجات البديلة منتشرة بكثرة على صفحات التواصل الاجتماعي، كما اصبحت الاخبار والاشاعات المضللة هي المحتوى الرائج على تلك الوسائل، الوقاية والتغذية وبناء المناعة مهمة دائما ، ولكن نشر الاشاعات والاخبار المضللة والكاذبة ونشر خطاب الكراهية والتنمر سم قاتل للفرد والمجتمع.

هل من رقابة ومساءلة حول ما يتم تداوله من خطابات الكراهية والتضليل والاخبار الزائفة؟ وعلى من تقع المسؤولية ؟

5.منذ ان انضممت الى وسائل التواصل الاجتماعي تعلمت العديد من الافكار والمعلومات والمحتوى الذي نشره الاخرون، وبدأت في متابعة بعض المثقفين البارزين في فلسطين (اكاديميين، علماء، قادة اعمال، ونشطاء اخرين) ولكن خلال الشهرين الاخيرين قمت بإلغاء متابعة عدد منهم (15)  بدافع الاشمئزاز الذي اجتاحني وانا اتابعهم يمدحون ما تقوم به الحكومة بكافة اطيافها والقيادة السياسية بكافة فصائلها، بدلا من تحليل الاخفاقات والمطالبة بالمساءلة.

عندما تجد من كنت تعتبرهم ملهمين يمارسون التملق السخيف لأهداف شخصية وذاتية تصبح في حيرة من امرك!!!

6.خلال الجائحة فقط ( ما يقارب السنة) على الاقل خمسة فتيات فقدن حياتهن نتيجة العنف الاسري، الالاف من العمال والعاملات فقدو اعمالهم اليومية ، الالاف من الاسر دخلت دائرة الفقر، العديد من الاطفال تسربوا من المدارس نتيجة النظام التعليمي القاصر، عدد من الشباب اقدموا على الانتحار او محاولة الانتحار نتيجة الظروف الراهنة، وما زالت المؤسسة الرسمية تتبع نفس النهج في التعاطي مع الجائحة وانعكاساتها المجتمعية وكأن الهم الوحيد هو الإقتصاد وضمان ربح الشركات وراس المال.

متى ستصل الرسالة الى هؤلاء بان الانسان أغلى من اي شيء اخر؟ السياسات يجب ان تكون مبنية على حاجات البشر وليس على ضمان زيادة استغلال وربح الشركات وراس المال؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير